1

4.5K 65 10
                                    

_الحياة قد تصبح رائعة إذا تركك الناس وشأنك

"شارلي شابلن"

دقت عقارب الساعة لتعلن عن الخامسة فجراً..تململت في فراشها بكسل لتلعن بداخلها تلك الوظائف البغيضة التي لاتسمح لها بالنوم الهانئ وتسألت في نفسها لماذا لا تكون أوقات العمل بالثامنة مساءاً مثلاً..؟! لطالما بغضت الإستقاظ باكراً ..هذا الأمر يشعرها وكأنها طفلة بالعاشرة من عمرها وليست شابه في السابعة والعشرين.
اطفئت ذلك المنبه لتعاود ضم الوسادة داخل أحضانها وتغطية نفسها من جديد حتي يكاد لا يظهر منها شعره واحده ...ولم تلبث سوي بضع دقائق حتي تعالي رنينه المزعج بالضجيج .
تثأبت عدة مرات ونهضت متمتمه بضيق ببعض الكلمات التي لعنت بها المصالح الحكومية التي لاتسمح لموظفيها بالنوم الهانئ !
اتجهت صوب الحمام لتنعم بحمام بارد علها تستفيق من ذلك النعاس ..الذي وإن لم تتخلص منه ستعاود النوم وليذهب عملها للجحيم !

*****************

الثامنة صباحاً بأحدي الجامعات الخاصة بمدينة القاهرة

دلفت إلي الحرام الجامعي ولم ينتبه لوجودها أحد بسبب انشغالهم بالتعرف ببعضهم البعض كحال الطلبة في أول يوم دراسي...طرقت بيديها عدة مرات أعلي المكتب ليعم الصمت أرجاء المكان .
رسمت إبتسامة صغيرة زينت ثغرها وأظهرت صفاء أسنانها وابتدأت حديثها :

_ أولاً صباح الخير عليكم جميعاً .. ثانياً أحب أعرفكم بنفسي أنا الباشمهندسة روان المهدي وهجاوب علي السؤال اللي نفسكم تسألوه.. ازاي معيدة وداخله لكم أول يوم ...أنا هدرس لكم مادة التصميم المعماري لغاية ما دكتور محمد كمال يرجع من السفر وهو اللي هيمسك المادة أنا بحب الإلتزام بالمواعيد أهم حاجة وأحب إن اللي مش فاهم يسألني وأنا بعيد عادي جداً اهم حاجه المعلومة توصل بشكل كبير ، قبل ما أبدأ فيه حد عاوز ...

قاطع حديثها تلك الضحكة الصاخبة التي تردد صداها في الأنحاء

طرقعت بأصبعيها ،و أشارت لتلك الشقراء للوقوف
_ اتفضلي اخرجي كملي كلام في الموبايل و ضحك بره لأن إحنا هنا مش بنقول نكت ودمنا هيكون تقيل اوي عليكي .

سادت الهمسات واللمزات بين الطلبة بعضها الساخر والبعض الآخر الشامت ، ولمَ لا؟! وهي ميرا المحمدي تلك التي اشتُهرت بين الجميع بالغرور والكبرياء

تلفتت حولها بملامح منصدمة تري نظرات الفتيات الشامتة ونظرات الفتيان الساخرة فقد جُرح كبرياؤها للتو أمام هولاء الرعاع كما كانت تسميهم عادت بنظرها مرة أخرى لتلك الواقفة بثبات وعنجهيه وسألتها صائحة بإستنكار :

_ أنتي بتقوليلي أنا الكلام ده ؟! أنتي مش عارفه أنا مين واقدر اعمل فيكي إيه ؟!

لم يرف لها جفن ولم تهتز بها شعره واحده واستمرت في التحديق بها ولم تفارقها نظراتها الساخرة والمتثلية :
_ لا حابه إني اعرف منك بس في مكتب العميد ،ويلا اتفضلي بره
اختطفت ميرا حقيبتها بغيظ واسرعت في خُطاها للخارج متوجهه إلي وجهتها المنشودة

اشواك وحريرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن