13

2.3K 37 13
                                    

"كنت لا أريد من العالم أي شئ سواك فأعطاني العالم كل شئ إلا أنت"

                                       "محمد طارق"

❈-❈-❈

خطا معا نحو الداخل لتلمح "روان" أركان المحل الفاخرة والذي يبدو أنه لا يرتاده سوي أصحاب الطبقة المخملية فأطلقت صفيرًا بإعجاب حينما علمت بأنه قد حجزه لحسابهم فقط وتمتمت ببعض الكلمات المازحة :

_باين عليها صفقة القرن.

استدار للجلوس أمامها مباشرة بعدما عدل لها من وضعية مقعدها فأبتسم لها بود، وسألها ببعض الفضول :

_مش هتقوليلي مالك النهارده؟!

هزت رأسها بنعم وارتسمت إبتسامه صغيرة زينت ثغرها المطلي بالأحمر القاني فلم تجد أفضل من تلك المناسبة حتي تخبره بخطبتها فهي تعلم تمام المعرفة بكونه سيفرح لفرحها!...تناولت نفسًا عميقًا ثم لفظته بقوة، و تفوهت بساهمها السامة التي لم تدري أنها ستشطر قلبه لنصفين :

_أنا هتخطب لـ مالك نصار!

صمت لبضع لحظات، وبدا وكأنه لم يستوعب ما تفوهت به فضيق عينيه بعدم فهم مما جعل حاجبيه يتقاربا معًا، ثم سألها بإبتسامة متوتره :

_أنتي بتقولي إيه؟!

تعجبت من ردة فعله فظنت بأنه غير مصدق لحديثها معتقدًا بأنها تمزح، فلم تتلاشي ابتسامتها وأجابته ببساطة محركه كتفيها لأعلي ولأسفل :

_بقولك هتخطب لـ مالك نصار.

شعر بنصلٍ حاد مسموم غرز في منتصف قلبه بدون رحمه، وانخفضت ضربات قلبه بشكلٍ ملحوظ كما بدأ جبينه يتعرق وأحس ببرودة أطرافه...تعجبت من حالته، وهمّت بسؤاله ولكنه فاجئها حينما أجلي صوته بصراخ في وجهها :

_وأنا فين من حياتك؟!...جايه تقوليلي دلوقتي بكل برود إنك هتخطبي؟!...مكنش فيه في يوم حاجه حلوه بينا أستاهل تعرفيني علشانها؟!

تطلعت فيه بذهول من حالته، وشعرت بغباؤها الشديد لعدم إخباره منذ البداية فهو معه كل الحق...نكست رأسها لأسفل بإحراج وكادت أن تبرر له فعلتها لكنه لم يعطيها فرصة للرد؛ فسارع بالإبتعاد عنها متجهًا نحو الشرفة، متطلعًا في الظلام الماثل أمامه بصمتٍ شديد يحاكي صمت الليل، استمر على صمته وابتعاده بضع دقائق لا يدري ماذا يفعل؟!...هو حقًا مازال غير مستوعب لحديثها أهي ستصبح ملكٍ لآخر؟!...لقد أخفي عنها مشاعره طوال تلك السنوات خوفًا من ابتعادها؛ فكان يقبل منها بأقل الفتات!...لتأتي اليوم وتخبره بتلك البساطة إنها باتت لآخر!!..هو الآن لا يدري ماذا يفعل "أيخبرها إلي أي مدي عشقها!..إلي أي مدي أصبح صوتها ونبرتها إدمانًا له خلال تلك السنوات!...لقد بات كالطفل الذي يأبي النوم زيارته حتي تطمأنه والدته أنها بخير وإنها لن تتركه أبدًا "...سيذهب إليها ليدفنها في أحضانه ويخبرها كم أضناه شوقه لفعل ذلك، ولكن مهلاً لقد كانت السعادة تطل من عينيها..."هل عليه أن يكسر سعادتها بسبب أنانيته؟!" مزقه التشتت بين عقله الذي يلحق عليه بإخبارها، بينما قلبه الذي ارهقهاه الألم والنزيف يأبي تمامًا إخبارها مضحيًا بسعادته هو مقابل سعادتها! فهو لم يرها أبدًا بتلك السعادة منذ أن حصلت على وظيفة مستقرة عقب تخرجها!...وقفت خلفه مباشرة، ثم أمسكت بطرف سترته عله ينتبه لوجودها...تشنجت عضلات ظهره عقب لمسها لثيابه؛ لكنه لم يستدير إليها فأردفت بنبرة نادمة معتذرة وقد أصابها بعضً من الخجل بسبب ما ستتفوه به :

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 15, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

اشواك وحريرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن