10

801 35 0
                                    

أصبحنا لا نصلح نحن للحب، الذنب كل الذنب علي الذين تسببوا لنا في تلك الآلآلم، الذين اقتحموا حياتنا بعد محاولات عديدة ثم استوطنوا قلوبنا وحياتنا، جعلونا نؤمن بالحب، بالحياة وبالأمل، وبعدما تملكوا من قلوبنا وتأكدوا أننا أصبحنا لا نطيق الحياة إلا في وجودهم، رحلوا عنا بكل الأنانية التي يمكن وصفها، رحلوا عنا ليتركونا في ظلام وبؤس أشد مما سبق، ليتركونا من جديد في ظلامنا، وبعدما أن تذوقنا لذة الأمل نعود لنتذوق مرارة الآلآلم مرتين.

                          ”محمد طارق/لن ينتهي البؤس “

                            ❈-❈-❈

تململت في فراشها بإنزعاج بسبب أشعة الشمس التي داعبت جفونها...أعتدلت من نومتها وجلست في منتصف الفراش تحيط رأسها بكفيها..تشعر بصداع شديد أدركت بأنه بسبب ثمالتها الليلة الماضية لأول مره! فلا تعلم كيف وصلت لفراشها بالأمس!..ابتسمت بسخرية علي أحداث الأسبوع الماضي..تتذكر تبادل النظرات بينهما بتوجس عقب إستفاقتها من إغمائتها المؤقتة ثم سؤال صفوه المهتم عن شعورها الآن...لم تعطي سؤالها أي إهتمام وأعتدلت في سريرها قائلة بجمود :

_أنا عاوزه أعرف الحقيقة.

لم يتفاجئ أياً منهما من طلبها فبالطبع أدركا إحتمالية سماعها لحديثهما فأردف رأفت بهدوء :

_أنتي تعبانة دلوقتي..نامي وبعدين نتكلم.

سالت إحدى دموعها فمسحتها بعنف وتحدثت بصراخ :

_يعني إيه بعدين؟!..أنا من حقي أعرف أنا بنت مين ،وفين أهلي؟!

أنسحبت صفوه للوراء بينما زجرها رأفت بحده مخففه :

_أهلك فين يعني إيه؟!...أومال إحنا نبقي مين بلاش عبط نامي أنتي أعصابك تعبانه دلوقتي.

_لا أنا أعصابي مش تعبانه...أنتو ضحكتوا عليا خمسه وعشرين سنة ومفهمني إن أنا بنت صلاح المحمدي وصفوة عبد الحي ،ودلوقتي أسمع بالصدفة إن أنا مش بنتها من حقي دلوقتي أعرف فين أهلي الحقيقيين.

صاحت في وجهه بإنفعال حقيقي وقد كست الدموع عينيها وبرزت بهما الشعيرات الدموية..بينما هو تلقي صياحها بهدوء ولا مبالاة :

_أنتي بنت صلاح المحمدي وصفوة عبد الحي فعلاً...أنا مش فاضي للعب العيال ده وعاوز انام عندي سفر الصبح.

دفع صفوة أمامه وخرج من باب الغرفة دون أن يأبه أياً منهما لتلك التي انهارت باكية علي أرضية الغرفة حتي غفت مكانها...أيقظها في اليوم التالي طرقات عالية نسبياً علي باب غرفتها لتجد نفسها ممدده علي أرضية الغرفة ،حينها أعلمتها مدبرة المنزل بسفر جدها للخارج لإجراء بعض الفحوصات الطبية بالإضافة أن السيدة صفوة جمعت بعض ثيابها ،وغادرت المنزل مُغيره شريحة هاتفها المحمول...لقد تركاها أسبوعاً كاملاً تتخبط الأفكار بين ثنايا عقلها فتارة تظن أنها لقيطة من أحد الشوارع لا أصول لها، وتارة أخرى تعتقد بأنها مُختطفه من أهلها الأصليين ولكن كيف وهي لم تُعامل يوماً معاملة سيئة فلطالماً كانت تتدلل كالأميرات تتمني فقط لتنال فوراً ما تمنته!...أسبوع بأكمله ،والأفكار تتغذي علي عقلها بلا هواده...فكرت كثيراً في مهاتفة ابن عمها الذي سافر للسخنه متعللاً بأمور العمل علي وعد منه بالرجوع يوم الحفل ولكنه لم يعود ،ولكنها كانت في اللحظة الأخيرة كانت تتراجع تماماً....قاطع دوامة أفكارها رنين هاتفها الذي تعالي بالضجيج فنبتت علي وجهها بذرة أمل سرعان ما ذبلت وتساقطت حينما وجدتها صديقتها ميرنا...بدلت ثيابها وخرجت من الغرفة متجه إلى جامعتها

اشواك وحريرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن