4

877 35 1
                                    

جدال الرجال لا يُثبت شيئاً إلا أمانيهم
                                             
                                            ” تشارلز كاليب“
                           •~•~•~•~•  

بإحدي المناطق الراقية بمدينة القاهرة

تجلس في حديقة المنزل سيده طويلة القامة نوعاً ما في منتصف العقد السادس من العمر تحتسي قهوتها الساخنة بملامح جامده لا يظهر عليها أي مشاعر ...إقتربت منها الخادمة لتقول بتهذيب

_مدام هالة ...مدام ناريمان طالبة تشوف حضرتك

اومأت هالة بالموافقة وتحدثت بنفس جمودها

_دخليها الصالون وشوفيها تشرب إيه وأنا جاية وراك .

هزت الخادمة رأسها بطاعه وأسرعت لتنفيذ أوامر سيدتها .

                      *************
دلفت هالة إلي الصالون لتتفاجئ بملامح ناريمان المستاءة و التي لا تبشر بالخير فجلست هالة في مقابلتها واضعة قدم فوق أخري وسألتها بإستعلاء :

_خير يا ناريمان؟! ...يا تري إيه هو سبب الزيارة دي ؟

رمقتها الأخري بسخط لترد عليها بسؤال آخر متهكمه

_وهو لازم يكون فيه سبب يا هالة علشان أجي أزور أحفادي!

فطالعتها هالة بإستخفاف وسخرية في آن واحد :

_أحفادك!... دلوقتي افتكرتي إن لكِ أحفاد ؟...مش دول اللي أنتي سبتيهم وقولتي ربوهم أنتو؟!

توسعت أعين ناريمان بذهول وهتفت بعدم تصديق:

_أنا كنت بتعالج بره بقالي سنتين وكان جوزي الدكتور خالد كان معايا ،وده أبداً مش معناه إننا بنرمي ولادنا
ثم سألتها بإستنكار :

_هو أنتي كنتي عاوزاني أخدهم معايا وأنا بتعالج علاج نفسي ؟!

مازالت هالة تطالعها بنفس النظرات المستخفة والغير مصدقه لتشعر الأخري بالضيق يتعالي بداخلها من هذه المرأة المتعجرفة وكادت أن تعنفها علي سخريتها اللاذعة منها لترد هالة ببرود صقيعي :

_والله إحنا اللي وصلنا منكم إنكم مش عاوزين الأولاد ومحدش فيكم قالنا إنك بتتعالجي .

هبت ناريمان واقفه وقد علي صوتها في وجه الأخري بإنفعال

_نقولك إيه يا بني آدمه أنتي ؟..بنتي الوحيدة أتخطفت في عز شبابها وسايبه ولدين لسه في إبتدائي ملحقتش تفرح بيهم عاوزاني أكون فايقه أستأذنك إني مش قادره اتحمل موت بنتي وهتعالج علشان موصلش للإنتحار ؟!

مع كل كلمة كانت تنطق بها كانت تذكرها بمراسم تشييع إبنتها إلي مثواها الأخير ،لتشعر وكأن أحدهم ينحر في قلبها بسكين بارد فلا يتوقف قلبها عن النزيف.. فتجمعت علي عينيها غمامة من الدموع شوهت الرؤية أمامها وتحشرج صوتها...بينما هالة لم يرف جفن ولم يظهر عليها أي شفقة علي تلك المرأة المسكينة التي فقدت وحيدتها فسارعت بتحذيرها بإنفعال مشيره بسبابتها في وجهها :

اشواك وحريرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن