6

756 32 0
                                    

   "كل ما بداخلي يندفع لكِ بشراهّه ،لكن مظهري ثابت  "

                                           "غسان كنفاني"

                             ❈-❈-❈

بينما يتبادل أربعتهم الحديث..أقترب منهم شاب طويل نوعاً ما يبدو في الثلاثين من عمره يرتدي ملابس شبابيه أنيقه ذو ملامح بشوشه..وقف خلف روان مباشرة وهمس في أذنها بحب :

_وحشتيني.

ظهرت علامات الإندهاش علي ثلاثتهم بينما روان لم تصدق آذانها فألتفتت بسرعة البرق للخلف وتوسعت عينيها بعدم تصديق ثم ضحكت بسعادة غامرة :

_يخرب عقلك..حمد الله على سلامتك..أنت وصلت امتي؟

شاكسها بمرح :

_طول عمرك شلحف!..يعني أقولك وحشتيني تقوليلي يخرب عقلك؟!

فعادت تسأله من جديد بنفس ضحكتها الواسعة :

_يا ابني اتخضيت والله ،وبعدين أنت رجعت بدري عن ميعادك..ليه مقولتليش إنك راجع ؟

أجابها بحنان وإبتسامه عذبه أظهرت صفاء أسنانه :

_أبداً يا ستي خلصت بدري وحبيت اعملهالك مفاجأة .

كان هذا تحت أنظار الثلاثة البقية وقد ظهرت إمارات التعجب جليه علي وجوههم فمن هذا الذي تتحدث معه بكل هذه الأريحية ؟!.. فلطالماً كانت متحفظه في الحديث مع الآخرين كتومه..يظن الناس أنها تدفع الجزية عن عدد الكلمات التي تتفوه بها!!...لذا قرروا متابعة العرض في صمت...لاحظ مجد نظرات الثلاثة الموجه نحوهما فسأل رفيقته بإبتسامته العذبه :

_إيه يا روني..مش تعرفينا ؟

أنتبهت روان لوجودهم فأصابها بعضاً من الخجل والتوتر وردت مسرعه :

_"أنا آسفه الكلام خدنا ونسيت اعرفكم ببعض"..."أحب أعرفكم باشمهندس مجد الدويري أعز أصدقائي وكنت بدير له مجموعته في رحلة عمله" ..ثم أشارت بيدها ناحية مالك ومازن قائلة بأدب"دول Mr مالك ،وMr مازن ..اللي عملنا معاهم صفقة الأسمنت "..ثم أشارت في إتجاه ميرا "ودي باشمهندسه ميرا رابعه عماره "..صافح كلاً من مازن وميرا مجد بحرارة بينما صافحه مالك ببرود تعجب منه الآخر ،ولكن سرعان ما نفض ذلك جانباً وأردف بجدية :

_اتشرفنا جداً بالشغل معاكم الحقيقة ،و راون مبطلتش مدح فيكم ولا في الشغل معاكم.. إن شاء الله نكررها تاني لو حابين.

فرد عليه مازن ببشاشة:

_الشرف لينا.. إن إحنا اتعاملنا مع مجموعة محترمه زي مجموعتك وإن شاء الله مش هيكون اخر تعامل.

اومأ له مجد بتأكيد ثم وجه كامل أنظاره بإتجاه روان وسألها بإهتمام :

_أنتي عندك شغل لغاية امتي؟

اشواك وحريرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن