7

780 23 0
                                    

لماذا احزن !
فأنا خسرت قلباً لم يكن يُحبني
هو منْ عليه أن يحزن فقد خسر قلباً تنفسه عشقاً

                                          "مقتبس"

                             ❈-❈-❈

مساء يوم عيد الميلاد

طرقت ميرا بهدوء علي باب غرفة والدتها التي عادت للبلاد منذ خمسة أيام...هذا الأمر ما أشعرها بالسعادة فلقد أتسعت الفجوة بينهما في الفترة وعودتها في مثل هذا الوقت أعادت لميرا الأمل من جديد بترميم المتبقي من علاقة الأم بإبنتها ولكن كان للسيدة صفوة رأيٌ آخر فطوال الخمسة أيام كانت دائماً ما تقضي أغلب أوقاتها خارج المنزل معلله بذهابها للتسوق مع إحدى أصدقائها من ذوات الطبقة المخملية...هذا الأمر ما أزعج ميرا بشدة وأرهق تفكيرها فما سبب إبتعاد والدتها عنها في الآونة الأخيرة...سمعت صوت والدتها من الداخل تأذن لها بالدخول فدلفت للداخل بثبات وألقت بتحية الصباح مع إبتسامة عريضة زينت ثغرها الوردي :

_مساء الخير.

ثم ضيقت عينيها وسألتها مسرعه بترقب حينما وجدتها ترتب أغراض حقيبتها :

_حضرتك خارجة ؟

تنهدت صفوة بعمق وردت بهدوء :

_مساء النور..أيوه خارجة.

ثم اتجهت نحو الأريكة وقامت بحمل إحدى الألواح المغلفة بغطاء لامع معقود حوله رابطة بشكل رقيق وجذاب ثم أخرجت من حقيبتها مفتاح كبير نوعاً ما يبدو مفتاح لإحدى السيارات الحديثة وقدمتهم إلي إبنتها قائلة بود متكلف نوعاً ما :

_اتفضلي يا حبيبتي...كل سنه وأنتي طيبه..دي هدية عيد ميلادك.

تناولتهم ميرا بسعادة ووضعتهم علي الفراش جانباً واحتضنت والدتها بسعادة حقيقيه :

_وأنتي طيبه يا مامي..أنا فرحانه جداً إنك معايا النهارده.

ربتت صفوة علي وجنتها ثم أخبرتها موضحه :

_مازن قالي إنك عاوزه تغيري العربية فأنا غيرتهالك..بس الهدية التانية افتحيها في أوضتك!

اومأت ميرا وسألتها بترقب :

_تمام..هو حضرتك مش هتحضري ؟

اعتذرت صفوة :

_لا آسفه مش هقدر أحضر.

_ليه؟!

ردت عليها بنفاذ صبر :

_مشغولة يا ميرا.

فتوسلت إليها برجاء :

_ممكن علشان خاطري تحضري وتأجلي شغلك ده لوقت تاني.

_سبيها على راحتها يا ميرا...مامتك لو فاضيه مش هتتأخر عنك.

كان هذا صوت جدها الذي دلف لداخل الغرفة مباشرة حينما سمع حديثهم الأخير..فتنهدت صفوة براحة وكأنه بتدخله قد أُزيح عنها حِملٌ ثقيل!...بينما همت ميرا بالإعتراض :

اشواك وحريرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن