وين كانَ مُتسائلاً عن ذلِكَ الشخص بفضولٍ كبير
"من يكون؟ وأينَ هوَّ الآن؟ ولما لن يسمحَ لنا بالمغادرة؟"
" إنها قوانينُ المكان، إن دخلتَ إلى هُنا لن تغادر ابدًا.. أما بالنسبةِ لمكانهِ الآن سيكون من الجيد ألا يكونَ قريبًا"
" ما الذي تعنيه ؟"
" ثيوات يبلغُ نصفَ عصرٍ من عُمرهِ بالفعل.. أي 500 سنة هوَّ المصاصُ الأقوى بيننا ومالكُ القصر وأيضًا نصفَ الغابة حتى أنهُ معروف بقوتهِ الفريدة ومالهُ اللامُنتهي، لقد كانَ دافئَ القلب كما سمعنا وشخصيتَهُ كانت محبوبة من قبلِ الجميع ولكن.."
" ماذا حدثَ بعدها ؟" وين أصبحَ فضوليِّ أكثر فأكثر
" لقد وقعَ بِحُبِ بشريّ.. ثارن، ثيوات قامَ بسؤالهِ بالفعل عن تحويلَهُ لمصاصِ دماء كي يستطيعوا العيشَ معًا ولكن في ليلةٍ باردة قُتِلَ بواسِطَةِ صائدٍ غبيّ... ذلكَ هو السبب بالتغيُّر الكبير الذي أصبحَ عليهِ ثيوات، بدأ بقتلِ الصائد الذي سلبَ منهُ حُبَّهُ الوحيد بطريقة وحشية ثم بعدَ مدة أصبحَ كالشيطان يُهاجِمُ السُّياح وكل من يقترب من هذهِ الغابة المُخيفة التي وضعَ إسمها كإسم خليله
( غاباتُ ثارن) "برايت توقفَ قليلاً يَدرسُ ملامِحَ وين المُندهشة مما سمع وأكمل" بعد سنواتٍ طويلة، أتيتُ لزيارةَ المكان مع أصدقائي لونغ وإيرن، في البداية إعتقدنا أنها النهاية وأننا سنموت لا محالة ولكنَهُ قام بتحويلنا لما نحنُ عليهِ الآن. لقد كانَ أمرًا في غايةِ الصعوبة لعدم المقدرة على تحمُلِ العطش الشديد للدماء ولكننا نستطيعُ التحليَّ بالصبر قليلاً الآن حتى أننا نستبدلُ دماءَ البشر بالحيوانات أو ماشابه ولكنَّ ثيوات لم يتوقف عن قتل البشر لذا قررنا ثلاثَتُنا إيقافَهُ دونَ ضرر، صنعنا تعويذة قد جَعَلتهُ يغطُّ في نومٍ عميق وضعناهُ في تابوتٍ قديم وإعتدنا العيشَ هُنا "
" وأينَ هذا التابوت؟ " سألَ وين بينما برايت كان يغرقُ بتفاصيلهِ شيئًا فشيئًا
في ذاتِ الوقت كانَ فيات يحاولُ العثورَ على مخرج لينتهي بهِ الأمر في قبوِّ القصر المظلم مُرتكزًا فيهِ تابوتًا أسودَ اللون مليئًا بالغُبار حاولَ فيات إبعادَ الأوساخ ليفتَحهُ برفقٍ شديد عادَ للخلف بخطواتٍ ثقيلة لرؤيتهِ جثةً بالية قد أصبحت كالصخرة الكبيرة.. على ما يبدو أنها مُغطية بالإسمنت
" من الأحمق الذي وضعَ تمثالاً في هذا التابوت" حادثَ فيات نفسَهُ متسائلاً ولكنَّهُ توقف عندَ رؤيتَهُ بعصا صغيرة تخرجُ من بطنِ التمثال فيات أمسكَ بالعصا وحاولَ إخراجَها بقوة وبعد محاولاتٍ عديدة قد نجحَ بذلك.. بدأت الجثة بالتحولِ للونِ الأبيضِ الناصع وأعيُّنَهُ الحمراء المتعطشة للدماء قامَ بالقفز بسرعةٍ كبيرة خارِجَ التابوت، فيات قامَ بإيّقاظِ ثيوات دونَ قصد كادَ قلبَّهُ بالإنفجار من شدةِ الخوف وقبلَ التفوهِ بأيِّ كلمة أنيابَ ثيوات وجدت طريقُها لعُنقِ فيات.. بدأَ برويِّ عَطشهِ الشديد وبعد أن إنتهى رمى بجُثةِ فيات أرضًا دون إكتراث ..
" لا تقلق، فالتابوت هُنا في القبو ولن يحصُلَ لكم مكروه إن لم يستيقظ ثيوات وهذا مستحيلاً نوعًا ما" قامَ برايت بتهدئةِ وين
" مممم، تبدو جيدًا في التحدث. لوهلةٍ قصيرة نسيتُ أنكَ مخلوقٌ شرير متعطشًا للدماء" إبتسم وين مُردفًا ما سبق
" مُقابَلتُكَ يافتى.. جعلتني أنسى شعورَ العطش" إقتربَ برايت نحوَ وين بطريقةٍ سلسة
" ءءاا.. لا أعلم ما الذي تعنيه ولكنهُ يبدو لطيفًا " إبتسمَ وين مُجددًا بخجلٍ كبير
برايت يحاولُ الإقترابَ أكثرَ فأكثر يتأملُ شفاهَ وين وأعيُّنِهِ المُندهشة من إنعدام المسافة بينهما دونَ إظهار ردودَ فعلٍ مُعارضة بل كانَ يتبَعُ تيارَ برايت بالإقتراب وين أغلقَ عيناه مُستعدًا لقُبلتهِ هذه.. شفاهَهم على وشكِ التلامس..
" وين!! إبتعد عنه سيقوم بقتلك!!!" وين فتحَ مُقلتيه بسرعةٍ كبيرة بينما برايت أخذَ خطوةً للوراء مُندهشًا من صوتِ فونغ المُرتفع. أسرعَ فونغ لإمساكِ يدَّ وين وإبعادَهُ عن برايت الذي كانَ مُحبطًا من تمثيلِ فونغ السخيف
" لا تُفكر أبدًا بالإقتراب، لقد حذرتُك"
"فونغ لا تقلق، إنهُ مختلف ويدعى-" حاولَ وين التبرير ولكن قاطعَهُ فونغ بغضبٍ مُخيف
" هل فقدتَ عقلك وين؟؟ ليسَ وكأنهُ بشريّ ! إنهُ مصاصَ دماء يتعطشُ لدمائنا ويقتلُ من أجل المتعة وحسب"
"مهلاً ! ، لا تحكُم بهذا الشكل السريع ! نحنُ لا نقتل لأجلِ المُتعة أو ماشابه نحنُ نفعلُها بشكلٍ ضئيل ولسدِّ العطشِ القاتل فقط كي نستطع العيش" برايت أردفَ لفونغ
" العيش؟ أنتَ ميتًا بالفعل لما لا تنهي هذا الهراء؟ كيفَ يُمكنُكَ التحدث بهدوءٍ تام بينَ كُلِ هذهِ الجرائم الشنيعة لو كنتُ مكانك لطلبتُ من ذلكَ الصيادَ بنفسي أنّ يُخرِجَ قلبي الميت " قبلَ أن يستطع برايت الرد على ماقالهُ فونغ قامَ وين بإبعادِ يدَهُ قائلاً
"فونغ، ما خطبُكَ واللعنة ؟ كانَ ذلِكَ قاسيًا !! "
" هل أنتَ جديٌّ الآن ؟؟ أنت تقفُ في صفه؟ "
" لا، لستُ في صفِ إحداكُما ولكن كلُ مافي الأمر-"
قاطعَ وين خروجَ فونغ بغضب من الغرفة" فونغ!! عليكَ بالإستماعِ إليَّ أولاً!"
وين تنهد وكانَ على وشك اللحاقِ بفونغ ولكنَّ برايت أمسكَ يدَهُ بقوة" أرجوكَ لا ترحل، لا تترك يدي " برايت توسَّلَ بشدة، نظرَ وين دونَ توقف لأعيُنِ برايت الذي أردفَ مُجددًا
" كُن حبيبي"