part 8

573 27 41
                                    

وكأنَ الإنسانيةَ بأَكمَلها قد تلاشت في هذهِ اللحظة ..
لم تكُن هذهِ الليلةَ بِمُفرَدِها ظالمةً حالِكة بَل الشَر الذي إنفَجرَ فِيها، كَيف مِن المُمكن أنّ يَتحولَ الملاك البريء لِشيطانٍ بهذهِ السُرعة؟ هل هذا مَعقول؟ أهوَّ كابوس؟
ليتهُ كان ..

على الأَقل لَنّ يَشعُر برايت بِهذهِ الصَدمة المَأساوِية..

وين مَسحَ دِماءَ لونغ من وجهِه وبِإبتسامةِ الشرِ تِلك رَفعَ شعرهُ المُنسدل لِتوجيهِ أَنظارهُ لِبرايت

" مرحبًا يا مَن تَظنُ نفسكَ حَبيبي ..هَل مَصاصينَ الدِماء يَشعُرونَ بِالخَوفِ أيضًا؟ لا سِيما بهذهٍ الصَدمة صَحيح؟ " ضَحِكَ بِشكلٍ هِستيري

" في الحقيقةِ أشعرُ بالتَعب مِن تَمثيليَّ المُقنِع هذهِ الآوِّنة حقًا لم أتَخيَّل أَنّ ألعبَ يَومًا ما دورًا سخيفًا كهذا .. التمثيلُ بأننَي واقعٌ بالحُب وما شَابه وغيرَ ذلِك يا اللهي لقد فعلتُها مَعك؟؟ اللعنة أشعرُ بالإشمئزازِ بِحَق من التفكير في كُلِ ما حدثَ بينَنا ولكنني نَجحتُ في جَعلِكَ تَشعرُ بالضعفِ كَما الآن !"

" من أنت؟ ولما فعلتَ ذلك؟" برايت سأل بأعيُنٍ مُتحَجِرة بينَما وين إِبتسمَ مُجددًا رافعًا حاجِبَهُ الأَيّسر

"ما رأيُك؟ ألا يُمكنُكَ رؤيةَ ماحَدث؟ أم أنكَ تَرفُض تَصديقَ الواقع وتَهرُبُ مِنه ؟ إذن سَأُخبِرُكَ بِسعادة "

"يُفَضل أن تُخبِرَنا بالحَقيقة وإلا-" قَبلَ إنتهاءِ ثيوات من نُطقِ جُملتُه أمسكَ وين عُنقَه بِوحشِية !

" وإلا ماذا؟ ماذا سَتفعَل؟ هيا أَخبِرني !! أيُها الأحَمق أنا القِوى الأعظمَ هُنا والأكبرُ بالفِعل وأستَطيعُ قَتلُكِ بإِظفَري الصَغيرِ هذا لِذا لا تَختَبر صَبري وإلا فَعلتُها دُّونَ رَحمة " ترَكهُ بِقوةٍ وعُنف يَلتَقِطُ أنفاسَهُ الثَقيلة مُبتسمًا ومن ثُمَ بَدأَ بالحَديثِ مُجددًا

" قَبلَ مِئاتِ السِنين وفي غابةٍ نائِّية كَهذه، عُقِدَ إتفاقٌ سِريّ بَيّني وبيّنَ مصاصِ دِماء واقِعًا تحتَ لعنةٍ ما.. قامَ بِإقناعي بالتَحَّول، أذكُرُ ذَلِكَ جيدًا.. تمَ قَتلي مِن قِبله ومُنذُ ذَلِكَ اليوم أصبَحَ هو بَشرِيًا وأنا كَما تَرى الآن "

" مَهلاً لَحظة ! ما تَقولهُ الآن أكثرَ مِن مُستحيل ! أنا لا أُصدِقُك كيفَ مِن المُمكن أنّ يَتحَولَ مصاصَ دماءٍ لِبشريّ؟؟ " برايت سَألهُ مُضطربًا

" لِنسأل ثيوات إِذن فأنتَ تُصدِقَهُ في كُل شَيء ! أليسَ ذَلِكَ صَحيحًا ؟ ثييي ووااتت" ضَحِكَ وين بَينما تَنهدَ ثيوات بصمتٍ مُخيف وأومئَ بِرأسهِ فَحسب

" الشخص الذي قامَ بِتحويلي لِما أنا عَليهِ الآن كانَ مَلعونًا أخبَرَني بأنَّ لعنَتهُ تُكسَر إن قامَ بِتحويلِ بَشريًا بِقناعةٍ تامة إلى مصاصِ دماء.. فَقط عندَ ذلك أَصبحَ بشريّ"

" ولِما أردتَ التَحولَ لمصاصِ دماء؟؟" برايت سألَهُ بِفضول

" مِن المُمتع أن تكونَ قويًا أن تَقتُل من تُريد وكَيفَما تُريد.. مُنذُ تِلكَ اللحظةِ حَتى اليوم وجدتُ عَزميَّ اللامُنتهي بِقتلِ الأوغادِ والمُزعجين في هَذا العالم .. ولكِن بعد ذَلِك شعرتُ بالذنبِ لِعدم السَيّطرة على نَفسي لِذلك ذهبتُ لهُ مُجددًا وتوسلتُهُ لتَحويلي لبشريّ مرةً أُخرى ولكنّهُ أخبَرَني أنَّ ذَلِكَ الأمر باتَ مُستحيلاً بالفعِل كَما أنهُ ذَكرَ لي عَن وجودِ عِلاجًا ما في إِحدى الغاباتِ القَريبة "

"عِلاج ؟؟" برايت وفونغ سألوا سويًا

" أجل ! عِلاجًا للعودةِ إلى حياةِ البشر، سَألتهُ عدةَ مرات عن إسمِ الغابةِ أو حتى القصر ولكنّهُ لم يُخبرَني لذا قُمتُ بعضهِ بِقوة وحولتهُ لمصاصِ دماء مِن جَديد ولكِن ذلِكَ الوَّغد إختَفى ولم أستَطع إيجادَهُ على الإطلاق ! لِذلك وجدتُ قَصركُم المُمل هذا وأتيتُ بِخُطتي اللطيفة لإيجادِ ذَلِكَ العلاج " ضِحكَ كالأشرار

" خُطتُكَ اللطيفة ؟؟ هذا هُراء ! لَقد وَثقتُ بِك وأحببتُكَ بِصدق لِماذا فعلتَ ذلِكَ بي ؟؟" صرخَ برايت مُتألمًا

" الحُب والثقة ليسَ لَهُما وجودًا ياصَديقي كَما أنها لَيست من أجلِنا ولا مِن عاداتِنا.. لذا لا تُعطي قَلبُكَ بسهولةٍ هكَذا لِشخصٍ عابر كَما فعلتَ مَعي وقُم بالتركيزِ على حَياتِكَ فَحسب !" إبتسمَ وين لِبرايت بِخُبث

" ولِماذا لم تَقتُلني ؟؟ " فونغ سأَلَ وين

" لأنكَ سَتُساعِدُني ! هيا لِنذهب مَعًا .." أمسكَ ذِراعَهُ مُجبرًا إياهُ على الطَاعةِ وفِعل كُل مايُريد وهو يَصرخُ طالبًا النجدة

برايت إلتفتَ لثيوات وقام بِسؤالهِ عما حصلَ مُنذ قليل ! " ألن تُخبِرَني؟ من هذا الذي حَولهُ لمصاصِ دماء؟ أحقًا لا تعرفه؟ أرجوك حَاول أن تَتذكر"

" ما تحدَثَ عنهُ وين كانَ أصعبُ من أنّ يُصدق ولكِن بَعد التفكيرِ بالأَمر ... يا اللهي؟ هل مِن المُمكن أنَّ يَكون .."

" أنَّ يكونَ مَن؟ أخبِرني مَن هو ؟؟ "

" لَم أَسمَع عنهُ منذُ فترةٍ طَويلة ! ولكنّهُ الأقوى على الإِطلاق حَتى أنَّهم كَانوا يُشبهوا طاقتَهُ القَويةِ بالسِحر والمُعظم لَم يُصَدِق ذلِك وأطلَقوا عليهِ إسمَ الأُسطُورة ! هو الأَكبرَ والأعظَم ليسَ وين !! إسمهُ جونق !"

" جونق؟ "

" أجل سَمعتُ ذاتَ مرةٍ عن حُبهِ الشَديد لفتاةٍ ما تُدعى إيمي لا أعلمُ فَصيلتُها بالتَحديد ولكن عَلى مايَبدو أنَّ أقرِبائُها كَانوا من الأَعّداءِ لِعائلتُه وعِندَما عَلِمت بشأنِ حَقيقتهُ هَذه غَضِبت وأخبرتهُ أنّ يَجدَ طريقةً ما لتحويلِ ذاتِه .. لم يَكُن الأمرَ سَهلاً على الإطلاق وقامَت عائِلتُهُ بِصُنعِ تِلكَ اللعنة التي أَخبَرنا عَنها وين مُنذُ قَليل .. لِذا في النِهاية نَستنتِج أنَّ جُونق قامَ بإعطاءِه قُوتهِ بأكملِها ولكِن هَذا الوَغد أعادَ تَحويلَهُ مُجددًا !"

" يا اللهي هل أخذَ فونغ لإنتزاعِ حَياته ؟؟"
برايت تسائلَ بِخوفٍ شَديد ..


أنت هو مصاصُ دمائي 💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن