عند الكسر الاول تنتهي الأمور تدريجياً، و يتوالى بعده كسور أخرى ولو بعد حين، ستجد نفسك -ربما بدون أن تدرك- أن ما تحافظ عليه مكسور وبقى القليل على أن يصبح حطام، ولا يوجد مجال للفهم بينكما أو محاولة اصلاح ما كسر، فتستمر بطبيعة الوقت حتى يأتي وقت التي لا يمكن اصلاح شيء فيه.
هل السبب في من أعطها الكسر الاول أم في من استمر في رؤيتها تنكسر ولم يفعل شيء ام فيما أدرك أن هنالك عوائق جعلت من فكرة إصلاحها فكرة عبثية غير ناجحة بالنسبة له، أو في اختلاف أهمية المزهرية للطرفينهل وجدت المزهريات لتنكسر، لتنتهي، لتكون كأنها لم توجد، هل الوقت المتسبب الفعلي أم أنه برىء من التهمة وأن فناء الدنيا لا يعني فناء ما يكون قابل للكسر و لربما الأمر مخالف وأن الكسر بحد ذاته مرموز إلى لفتة ما، لتفهم منه أن الشيء الذي ظننته غير قابل للكسر، يكسر ببساطة وبدون أن تستعد.
شخصيا لا أعرف، لكني واثق أنه ليس شيء يمكن إصلاحه مالم تفهم كيف ولماذا كسر، لا يمكن ببساطة أن ترمي مزهرية وتحضر أخرى مالم تفهم كيف كسرت لتجنب كسر الثانية. إلا إذا كنت من ذوي الأشخاص لا تهمهم لا المشاعر أو الأموال.
لكني أفكر الآن ماذا لو كان الكسر من أحدهم متعمداً من الأساس، تعمد الكسر الاول، وليس بالضرورة يكون الأول لربما التعمد جاء بعد حين، حينٌ جاءت بعد اضطرابات فهم و اختلاط مشاعر و اهتزازات أخرى، جعل التعمد يحدث عندما أدرك أن الاخر أصبح لديه مزهرية أفضل جديدة، حينها ما فائدة محاولات إصلاح القديمة وقد أصبحت الجديدة أقرب ولا تحتاج إلى جهود لتبدو أفضل. ومن السخرية في التفكير أن تكون أحد الأسباب بشكل غير متعمد وبهيئة تأثير الفراشة في وجود تلك المزهرية الجديدة."لا تبكي على اللبن المسكوب"
عبارة ناقصة لانه ربما كان يبكي على عدم فهمه كيف اللبن سكب وليس على اللبن نفسه، يرغب في فهم كيف حدث هذا ليتجاوز سكبه، مثل الكسر الذي لا تفهم إن كانت نفسك متهمة بجريمة تعمد على الكسر أم أنه منطوي باحتمالات وأسباب أخرى سبق آوان إدراكها.سكب الحليب ولا تفهم كيف سكب
كسرت المزهرية ولا تعرف كيف كسرت
لذا القرار الأمثل لا تشتري مزهرية ولا علبة حليب مجدداً.
تذكرت مقولة لعمل Yahari تصف ما يشابه.
"قراري كان الخيار الحقيقي لكنه لم يكن الخيار الصحيح، لذلك رحلة البحث عن الأخطاء لن تنتهي ابدا."