الثاني

440 27 10
                                    

I'm very busy at this time, so I can't update :/

-

استمرَ المَطر بالهطولِ لفترةٍ طويلة منَ الليل، كنتُ أجلسُ على شُرفتي وأراقبُ محاولاتِ غروبِ الشمس في إختراقِ السُحب، إنّهُ جميل.

قمتُ برسمهِ عندما حلّ الليل، ينتشرُ في داخل شقتي  لتتمكنَ أفكاري من التَجوال في أنحاءها بحُرية.

الشيءُ الذي احبهُ في الرسمِ هو كيفَ أنّهُ يمحي وجودي، أنا لا أُفكر، أنا لستُ أنا، أنا لستُ أحداً مُقابل تلكَ اللوحات، إنّه أمرٌ يَبعث الراحةَ في نَفسي.

بإستثناءِ هذهِ المَرة، فأنا لا أزالُ أنا على الرُغم من أنّني أخطُ بالفرشاةِ بقوة فوقَ اللوحةِ القُماشية، لأنني كنتُ أفكرُ في السماء ؛ الشابُ ذو العيونِ المسكونة.

وعندها أنا أدركتُ أنني أحدقُ في تلكَ العينين بينما تسبحُ عبرَ غروبِ الشَمس، هربَ الطلاء والخطوط أصبحت مائية وغيرُ واضحة ولكنني ما زلتُ أشعرُ بقوةِ نظراتهِ على الرُغم من أنها مُستنسخة وليستْ حقيقية، على الرُغم من أنها تبدو كالعديد من الدُمى البلاستيكية المتواجدةِ في هذهِ الغابةِ الملموسة.

قطراتُ الماءِ تضربُ السَطح "عزيزتي، الغابة الملموسة" أتحدثُ ببطء "هل يجعلك المَطر تتذكرين؟".

جمعتُ تجهيزاتي ووضعتها على الأرضْ، وعلى نحوٍ مُفاجئ شعرتُ بحزنٍ غريب يتملكُني، أشعرُ بأحزانِ قلبي كالوخزات الحادة بينما قطراتُ الماءِ تتراقصُ فوقَ الشُرفة، وأشعر كأنّ الدبابيس هي من تربطُ جسدي ببعضهِ بدلاً من العَضلاتِ والأوتار.

وعندما حاولتُ النَوم في تلكَ الليلة تمنيتُ لو أنّ هذهِ الدبابيس تختفي فهي السببُ في أنّ عيونَ ذلكَ الشاب لا تُغادرني أبداً.

فجر اليومِ التالي كانَ كما لو أن العالمَ أصبحَ يحملُ عقل رجلٍ مُسن ومُصاب بالزهايمر، مُشرق، واضح وجاف.

ومنَ المُخيبِ للآمال أنّ الغابة المَلموسة كانتْ تعجُ بالحياةِ مجدداََ ؛ بشكلٍ صاخب وقذر وبَغيض، هي لا تَتذكرني ولا تتذكرُ ذلكَ الفتى.

أفتتحتُ متجري مرةً أخرى، أكشفُ عن روحي لأشخاصٍ لا يُبصرون، يرونَ بأيديهم بدلاً من أعينهم، فالناسُ يميلونَ إلى تمرير أصابعهم عبرَ كُلّ شيءٍ يسيرونَ خلالهُ، لوحاتي، المَلابسُ المُعلقة على الحمالة، الجدار، و أيّ شيء، نحنُ حقاً مثلُ النَمل.

ويجبُ على الشمسِ أن تطرحنا أرضاً لكننا ككل لسنا مُدركينَ كفايةً لهذا الأمر؛ غافلينَ عن حقيقةِ أنّ وجودنا ليسَ بالغ الأهمية، ولسنا الزهرةَ الوحيدة في الحَقل، نحنُ عميٌ لدرجةِ أننا نسينا مكاننا في هذا العالم.

شيءٌ ما تَحت المطر - جونقتشُولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن