الخامس

393 25 18
                                    


معليش على القطعة كان عندي إختبارات
بس جلدتها وجبت 99.71  ورجعت أنزل لكم 😽

-

يؤلمني أنْ أفعل ذلك لكنّني أقوم ببيعِ لوحة السَماء، لأنّ النَظر لها يؤلمني أكثر بكثير.

سألني الزَبون لماذا أسمَيتُها 'قصةٌ حقيقة من شخصٍ يميلُ إلى الكَذب' وأجبتُ لأنّ هذا هو بالضبطِ ما كانت عليهِ.

اشعةُ الشمسِ تعملُ بلا هوادةٍ لمدةِ اسبوعٍ آخر وأشعرُ بنَفسي تَجف، يجفُ الطلاء بمُجرد أن تُلامسَ الفرشاةُ قُماشَ اللوحة، وأشعرُ بعقلي يجفُ ويَتقلصُ أيضاً،
هل كانَ دائماً بهذا الصِغر؟

عندما كنتُ أصغر، كنتُ أقومُ بالرسمِ أكثر من أنْ التلوين، كنتُ أرسمُ نفسي برأسٍ كبير أو بدونِ رأسٍ على الإطلاق، لأنّ عقلي كانَ كبير جداً، كبيرٌ للغاية، لكنْ ليسَ لأنني كنتُ ذكياً بل لأنهُ لم يَكن يعلمُ بذاتِ الطريقةِ التي يعلمُ بها عندَ بقيةِ الأطفال.

كنتُ أتَشتت بسببِ اللونِ الأخضر، والبقع الصغيرة المتواجدة على الأسفلت، لأنني فكرتُ بالصُور ولم استطع الكتابة بالكلمات، لأنني كنتُ صغيراً ولمْ أكنْ أتحدث.

والآنَ فجأة أشعرُ برغبةٍ في الرَسم مُجدداً، راسي يحتوي على المُخطط التمهيدي، استمرُ في الرَسم وأحترقُ عبرَ الصفحاتِ المُتتالية لأنّ الرسمَ يجعلني أشعرُ بأنني خفيف، كما لو أنّ رأسي يكون في حجمهِ الصحيح.

رأسي صَغير؛ لا إنّه طبيعي الحَجم، هوَ فقط يبدو صغيراً بالنسبةِ لجسدي، لماذا لا تَعكسُ المرايا هذا؟ لماذا لا تُظهر لي نفسي الحَقيقية؟ أم أنّ هذه هي نفسي الحقيقية؟

احدقُ في الصَفحة، في الخطوط الثَقيلة والمُظلمة، في رأسي ذو الحَجم الطبيعي، انّهُ ليس بالونَ هيليوم، انّه ليسَ الشمس، ليسَ أنا.

هذا ليسَ أنا.

فجأةً اصبحتُ اريد الطلاء خاصتي مُجدداً، اريدُ أن يكونَ رأسي كبيراً، أشعرُ وكأنني أدور وأدور كالغَزل داخلَ مشهدٍ يجمعُ كُلّ شخصياتي التي حلمتُ بأنْ أكونها يوماً.

لم أعد أرى بالألوان، كما لو أنني تلفازٌ قديم يجبُ عليكَ ضربهُ بقوةٍ كي يَعمل، لقد حاولت، لقد حاولتُ ضربَ نفسي بأقصى ما لدي.

لكنّ يدي لا تتحرك، لأنني لستُ تلفاز قديم، أنا هو أنا كما هي جميعُ هذهِ الخيالات والشخصيات، كُل واحدٍة منها لديها سمةٌ واحدة مُبالغ فيها كنتُ أتمنى ذاتَ مرةٍ أن امتلكها: الثِقة، عدم التَردد، حسُ الدعابة، الجاذبية، عيونٌ مختلفة، أصابعٌ أقصر و رأسٌ أصغر.

شيءٌ ما تَحت المطر - جونقتشُولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن