الرابع

366 23 15
                                    

-

انّهُ كالطفيليات؛ لا أستطيع التَوقف عن التَفكير به وبكدمتهِ الأرجوانية "أيّتها الغابةُ الملموسة" أنا مُتردد في إخراج كلماتي وجعلها تختفي في الهواء، لأنّها لا تُمطر و السماءُ ليسَ هُنا ليسمعني "أيّتها الغابة المَلموسة" وهذا كُلّ شيء.

إنّهُ يوم الأحد مما يَعني أنّهُ ليسَ عليّ التضحية بفني لكن لا بدّ لي من التضحيةِ بوقتي، أرتدي بعضَ الملابس النظيفة وأغادر للقيامِ بقليلٍ من التسوق.

الشيءُ في التسوق هو أنّه صاخب، لا يَسعني الا سماعُ المُحادثات التي تجعلني أرغبُ في شُرب حمضِ الأسيد، لا يَسعني الا التَعرض للتعذيب مِن قِبلْ المُجتمع بكلّ ما تحملهُ الكلمةُ من معنى.

أكرهُ هذا الأمر.

أنا أكرهُ كيفَ أنّ كلّ شيءٍ يبدو سَطحي، أكرهُ كيفَ أنّ الأشخاص يكرهونَ مَظهرهم بسببِ إعتقادهم بأنّهم قادرونَ على أنْ يصبحوا شخصاً مُختلفاً تماماً، أكرهُ كيفَ أنّ العالم دفعنا للأسفل لدرجةِ أنّنا أصبحنا نقومُ بدفعِ بعضنا الآخر أكثر فقط للشعورِ بوجودنا.

الجَحيم ليسَ حقيقياً لأنّه بالفعلِ على الأرض وجميعُنا نسقطُ بشكلٍ أعمق.

نحنُ نسقطُ في قلبِ الأرض و رُبما سَنقعُ مباشرةً على الجانب الآخر و نطوف في فضاءٍ فارغ للأبد، رُبما عندها سَنعيد التفكير في من نتخذهم قدوةً لنا، أو رُبما كُنا سنجعل الفضاءَ قبيحاً أيضاً.

يتمُ تعريف الإنسانيةِ من قِبل ضحاياها.

يمرُ اليَوم دونَ جدوى حتى أصِلَ إلى متجر التسوق، أرى السماء، و يقفُ إلى جانبهِ رجلٌ ما، يبدو أنّهما في نَفس العمر لكن شيءٌ ما بخصوص هذا الرجل يجعلهُ يبدو شاهقاً كما لو أنّه شخصية تلوحُ في الأفق.

كانا يُمسكانِ بأيدي بعضهما ولسببٍ شعرتُ بمعدتي تنقَبض، الا انّه عندما نظرتُ نحوهما مُجدداً لم تَكن أيديهم مُتشابكة.

كانَ الرجُل يُمسك معصمَ السَماء بينما تدلتْ أصابعهُ تماماً كما لو أنّه جُثة، كما لو أنّ الدورة الدموية قد قُطعتْ عنه، بالحُكم إلى تلكَ العُقدة بينَ حاجبيهِ سوفَ أقولُ أنّها قُطعتْ بالفعل.

عقدةٌ كما لو أنّها الكُسوف الذي يحجبُ الشَمس.

كدماتهُ تبدو أكثرَ عُنفاً تقريباً، ويقفُ مُستنداً على قدمهِ اليُسرى، ليبدأ الرجُل بالتَحرك ساحباً السماءَ خلفهُ بقسوة.

اشعرُ بدمي يَغلي.

يبدو أنّ السماءَ يُقاوم ليميلَ الرجُل ويَهمس شيئاً في اذنه، و مع هذا تمّ استنزافُ كُل روحٍ قتالية في داخلهِ وسمحَ بأنْ يتم سحبهُ بعيداً، لكنّه التفتَ إلى الخَلف وعندها قد رآني.

شيءٌ ما تَحت المطر - جونقتشُولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن