الجزء الأول

59 5 0
                                    



الفصل الأول :

جامعة القاهرة

9 ديسمبر :


وقفت في انتظار صاحبتها اللي دايما" متأخرة ، من وقت طويل اتعودت على طبع صاحبتها وعيبها اللي مستحيل يتغير وتبصم بالعشرة على كدة كمان،الجو برد بالرغم من ضوء الشمس اللي ساطع بجبروته و خلى عيونها تضيق وهي بتتفحصه بعند وانزعاج ،تقدر تميز البنت الرقيقة اللي كونها خليط مرتب من الخصل البنية والسودة اجتمعوا على شكل كعكة عمليه لطالبة كلية اداب فلسفة بتقول ياهادي في السنة التالتة ليها وهي بتحلم ان ايام الجامعة وعبئها يخلصوا بكل الخوف من الحاضر والمستقبل المترتب عليه نفسه!

التفتت حوليها وهي عاقدة حواجبها بتملل من غياب(سلمى) اللي بقالها ساعة بتقولها انها قربت من الجامعة بعد ما فاتها المحاضرة الأولى بسبب تاخيرها، طرفت بعينها وطلعت موبايلها وضغطت رقم سلمى ووشها اترسم عليه كل ملامح الضيق والعصبية،"غلا" كانت مستنية سلمى ترد عشان تفرغ فيها شحنة عصبيتها كلها وترتاح بس للأسف .. خاب ظنها وهي بتسمع رنات الإتصال ومفيش أي رد من سلمى كان ممكن يكون زي البركان بس كمان كان مؤكد انه هيكون ابرد من برد ديسمبر نفسه ف قلب غلا، نزلت الموبايل بعصبية شديدة وبدأت تتنفس بصعوبة وهي بتحاول تسيطر على نفسها

غلا ارق بنت ممكن تشوفها بس بردوا مكن تغير رأيك عنها تماما" لو شوفتها وهي متعصبة،أو ممكن تغير هي رأيها وهي بتسمعك بتوصفها ف نوبة غضب ظهرت منها ادامك وعرفتها على نفسها اللي متعرفهاش، أخيرا"

في اللحظة اللي غلا فيها كانت بتفكر هتعمل ايه في سلمى وهتطلع غلها فيها ازاي انطفت فجأة بسحر غريب،ممكن تقول سحر الإعجاب .. الإعجاب اللي وقع فيه كل بنات الجامعة ناحية الشاب الشقي الوسيم اللي بيمسك جيتار وبيعزف ليهم كل يوم أغنية بتسرق قلوبهم.

غلا " التفتت وهي بتسمع صوته واتجمدت،نوع من الابتسامة عرفتة لأول مرة لما شافتة،وف كل مرة بتتكرر الأبتسامة وبيرقص قلبها لما بيبتدي يعزف وكأنه اتوجد عشان يثبت لها ان الفرح اللي الحياة صنعت منه بائس حزين منطوي جواها لسه موجود وممكن يخرج في لحظة بعد ما بتفقد كل ثقتها على مقدرته دي.

"جزاء كان قاعد على السلم وبيجرب الجيتار وهو عاقد حواجبة ومش ملاحظها ولو متعرفش لسه مين هو جزاء فتقدر تتخيل انه احساس ديسمبراو انه الشخص الوحيد المكلف انه يصنع من الشتا أحلام برة سور الجامعة والأسئله المنمقة،جزاء يعني المطر ويعني دفى متكون ف مترين الا تسعة وعشرين سنتي متر بيتكلموا عن الحب طول الوقت! ،ممكن تحس بصدمة اول مرة تشوفه فيها وتعرف انه اختار الآثار عشان تكون دنيته ودراسته وانت مستغرب ازاي الفن والطرب والحب ممكن يخذلوه ويسيبوه كدة!،لكن اول ما بتعترف لنفسك ان زي ما الغنا فن فحب الآثار فن وان اجتمع فنين من هوية مختلفة ومن جذور واحدة منقدرش نلومهم على الترابط المميز دة بل المفروض اننا نفهمه!

أرض الغلاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن