الجزء السادس

56 2 1
                                    


الجزء السادس:


صوت غلا برعب : جزااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء

التفت جزاء حواليه بجنون وهو بيدور عليها وبيصرخ زي المجنون : غلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

قرب جزاء باندفاع باتجاة عصاية من الخشب مغروزة فيها قماشة مولعه مسنودة جنب السلالم العالية وشدها بعنف، بدأ يطلع بعرج وهو شايلها على السلالم باتجاة البوابة اللي بينهم واللي اتأكد جزاء ان صوت غلا جاي من جواها، دخل جزاء من البوابة ورفع الشعلة لفوق وهو عاقد حواجبه وبص يمينه وشماله وعرف ان على الجانبين في ممر، نادى بأسم غلا مرات كتير بس صوت غلا اختفى فجأة ووقف وجزاء يبص للجانبين بحيرة!

رفع حاجبه بإصرار وقرر انه هيمشي في كل واحد منهم وهيدور عليها مهما كلف الأمر، وبدأ مشواره بخطواته البطيئة العرجاء وسكون وضلام المكان بيتلاشى مع الشعلة اللي شايلها جزاء ورافعها متقدمة ليه، ريحة عطب .. قاذورات على جوانب الممر وعناكب نسجت خيوطها بتقنية الزمن، ممرات طويلة وبرودة بدأت تضرب جلد جزاء مع كل خطوة بيخطيها بين جدرانها مع احساس بالخوف ونبضات متسارعه وكأنها بتحارب جسمه نفسه!

ورغم انه نادى غلا كتير مع كل حركة كان بيسمعها وراه أو جنبه الا انه كل ما بيلتفت مبيلاقيش غلا ولا بيلاقي أي حاجة حتى!، ازداد خوف جزاء وبدأت رجله توجعة وتقيد حركته بس هو قرر انه مكمل .. مكمل لحد اخر الغلا..

خطوات وخطوات... رسوم غريبة بتغطي جدار الممر وصوت ضحكات مريبة بدأ يخرج من حوالية ويشتته!

وعلى مرمى بصره وقف جزاء وهو بيشوف على بعد مسافة قليلة باب أوضة مفتوح وبيطل منه ضوء أحمر وبيعكس ضوءه على الأرض ف الممر،عقد جزاء حواجبه بعزيمة أكبر وبدأ يتقدم باندفاع وهو بينادي غلا من جديد ... دخل الأوضة ونزل الشعلة شوية عن مستوى نظره وهو بيتبين الرسومات الضخمة والكلمات المحفورة جوا الاوضة بكتابات من الدهب، انبهار سرق عيون جزاء اللي وقف يلتفت ف الأوضة بأنبهار من اللي شايفه والتفت مؤخرا" للتابوت العملاق اللي ثابت ف الأرض ومصنوع من الحجارة، قرب جزاء بقلق واضطراب من التابوت ووقف يتأمل شخص نايم جوا التابوت بملابس بيضا ليها كتف واحد وايده متكتفة بحيث تكون كل ايد مستقرة على كتف الأيد التانية بشكل علامة اكس.

ومع كل الجنون اللي جزاء شافه كان على اتم تأكيد ان اللي ادامه جثة لشخص من زمن فرعوني!،بس الأكتر في قانون اللامنطقية انه شخص من 7000 سنة يكون بدم ولحم حديثين وكأنه مات انهاردة واتوقف الدم عنه دلوقتي بس!

وف وسط تجمد جزاء وفكرته عن الشيء اللي جوا التابوت صوت لتكتكات متتالية خلى قشعريرة تلمس جسم وقلب جزاء اللي رفع راسه وهو بيبص لمكان محدد بعينه وبيردف السمع باتجاهه وبيتأكد بنسبة 100 ف المية ان الصوت مش من أي مكان غيره!

اتقدم جزاء بإتجاة خلف ضهر التابوت بخطوات تقيلة وبطيئة وانفاسه بتعلى وتهبط ورفع شعلته ادام وشه من جديد، مع كل خطوة جزاء كان بيخطيها كان الصوت بيعلى ونقوش الجدران بتلمع وتنطفي بشكل ساحر .. ومع الخطوة الأخيرة جزاء رجع لورا بصدمة وفزع من المشهد اللي اتبينه ببشاعته..

جزاء شاف كائن احمر قاعد على وضع القرفصاء ورا التابوت وبيمرر عصاية من معدن جوا فتحة في التابوت مخترقة الجزء الخلفي لراس المومياء، وبينفخ وبيشفط الكائن في العصاية دي لدرجة ان اجزاء من راس الجثة والمخ بدأ يتنشر فوق العصاية وبكل استشهاء بياكلها الكائن بتلذذ!

المشهد كان مروع ومقرف لدرجة خلت جزاء يتراجع لورا سريعا" بفزع رهيب ويشوف الكائن بيرفع وشه ليه بعيون مستطيلة وسودة وبيكشف عن سنان كبيرة ملوثة بالدم وهو بيضحكله بأتساع!

التفت جزاء بإندفاع وبخطوات سريعة خرج من الأوضة وبدأ ينده على غلا بفزع وهو بيلوح بالشعلة بجنون وبيكتشف انه ف نهاية الممر، بدأ يسرع ف خطواته ويرجع مكان ما بدأ وكل فكرته انه اكيد هيلاقي غلا ف الممر التاني، اصوات من الجحيم بتمر من كل مكان ... صوت تكتكات وقهقهات وفحيح..

أنواع من الدبان هجمت فجأة على جزاء اللي اخترقها وهو بيحاربها وبيلوح بشعلته في وشها وكأنها مصدر نجاته!، انفاس جزاء بدأت تنطوي وتتسارع وهلة وتنطفي وهلة وقوة احتماله وضربات قلبه ف تصارع متعب والم..

دبان بيتزايد واتحولت معاه أرض الممر لأسراب من الفئران اللي بدأت تتدفق من تحت رجل جزاء بشكل هستيري خلاه يصرخ بجنون وهو بيمر من خلالهم وبيستمر بكل قوته رغم كل رعبه وفزعة وتقززه!، اصوات من التعزيمات والتعاويذ بصوت أجش ومرعب احتلت سمعه ومشاهد مرعبه بيجتازها وهو بيغمض عينه لحظة وبيفتحها لحظة بإصرار.

وف لحظة تانية وقف جزاء وهو بيمرر الشعلة يمين وشمال وعاقد حواجبه وكأنه بيتبين الضلمة حواليه، بس جزاء سمع صوت رهيب من أنفاس عميقة ومخيفة و رفع راسه وف ثواني حس بملمس مقزز خلاه يصرخ بقشعريرة باردة بتمر بجسمه ف اللحظة اللي ظهر فيها كائن ابيض لحد الزراق بشعره الأسود الطويل وملامحه المصمطه وهو بيهمس ف ودن جزاء وبيفتح بقه المجوف اللي صدرت منه ريح شنيعة من الجيف ودم أسود انزلق منها على كتف جزاء اللي صرخ بكل رعب وتقزز الدنيا!

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 09, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أرض الغلاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن