البارت السابع

16 5 25
                                    

~ في السوبر ماركت ..

يسير بشرود خلف صديقه الذي يدفع عربة التسوق المليئه بالأغراض متجهان لطاولة المحاسبه ..

الأمر بدأ يقلقه حقاً ذلك المقهى ليس عادياً الشكوك تملأ رأسه .. مالكه الحقيقي لايظهر أبداً المدير هو من ينقل التعليمات للموظفين ؛ الجميع هناك يتعاملون مع الأمر بكل طبيعيه عداه هو مما يعني أنهم يعلمون ما الذي يحدث...

«رجاءً ياسين توقف عن الشرود هكذا ! أنت تقلقني»
قال يامان مقاطعاً شروده فهو قرر إشغال الأصغر قليلاً ولكن يبدو أنه لم ينجح فها هو يعود مجدداً للإنغماس في شروده ..

ابتسم المعني لقلق صديقه الذي يشعره بالإهتمام، أن تعلم أن هناك من يهتم لأمرك يشعرك بالدفئ الذي فقده صديقنا .

.
.

في طريق العوده و أثناء سيرهما .. إلتقيا بشاب غريب رحب بالأكبر مصافحاً إياه :
«يامااان! مرحباً »
ليمد يده نحو الآخر بنية المصافحه لكنه تجاهله تاركاً يده ممدوده بالهواء .. قبض كفه وأنزل يده بإحراج.
أما ياسين فقد شتت نظره بالأرجاء يمناه تحمل بعض الأكياس والأخرى فارغه!

تبادل يامان الحديث مع الشاب ثم ودعا بعضهم ...

سأل ياسين :
«من هذا الشاب؟ وجهه يبدو مألوفاً !»

«إسمه كرم، يصغرني بعام لذا قد تكون رأيته في المدرسه»

«صحيح تذكرت لقد تشاجر مع رسلان»

«لن يتوقفا أبداً»

.
.
.

طلب يامان من أوزان مساعدته في ترتيب الأغراض و الغريب أن الأخير وافق بصمت ولم يتذمر كالعاده أورجان لم يكن موجوداً ورسلان بغرفته.
جلس أوزان بجانب ياسين بهدوء غير معتاد منه تحت نظرات صديقيه المستغربه ..
سأل أصغرهم :
«ما بك؟  أأنت بخير؟»
أجاب المعني متنهداً بحزن:
«أجل. لكن أورجان ليس كذلك»

نطق يامان بإستنتاج:
«إذاً ستذهبان غداً »
همهم أوزان وهو يسند رأسه للخلف.  بينما ياسين ينقل نظره بين الأثنين بعدم فهم وقبل أن يسأل فتح أورجان الباب اتجه للغرفه متجاهلاً الجميع ليتبعه أوزان .. أطلق يامان تنهيده متعبه و قرر إخبار الأصغر بما أنه يعيش معهم
« غداً ذكرى وفاة والدتهم »

«ماذاا؟ »
قالها متفاجئاً و أردف
«أعني لم أكن أعلم أن والدتهم متوفيه.»

«كانا بالثامنة من عمرهما...»
قاطعهم خروج أوزان والذي أغمض عينيه بعد جلوسه ليكمل هو وكأنه يرى تلك الذكرى مرة أخرى

«كنّا توأماً مشاكس دائماً تصدح ضحكاتنا بالأرجاء، مرحان ومفعمان بالحيويه؛  
كالعادة عوقبنا بسبب مقلب بالحرمان من الخروج لكننا تسللنا و استطعنا الخروج ذهبنا للحديقة القريبة من المنزل وأثناء لعبنا هناك إختفى أورجان بحثت عنه وناديته كثيراً دون فائده عدت بعدها للمنزل لعله عاد قبلي ولكني لم أجده ؛ والداي خافا كثيراً وبدأنا بالبحث عنه في كل مكان . كل ذلك كان دون معنى لأنه اختطف من قِبل عصابه تتاجر بالأعضاء البشريه ، ما إن عرفت أمي فقدت الوعي نقلت إلى المشفى فوراً لكنهم لم يستطيعوا فعل شئ فقد أصيبت بجلطة دماغيه توفيت إثرها ... أما الخاطف أمسكوا به وهو في طريقه للخروج من المدينه لم يصل بعد لمقر العصابة الرئيسي؛  كانت فترة صعبه عانى أبي كثيراً خلالها، موت والدتي أثر فيه كثيراً بدأ يلوم أورجان ويحمله سبب موتها .. شئ فشئ هدأ والدي لكنه لم يسامح أورجان و صار يعامله ببرود . تغير أخي من حينها وتحول من فتى مرح مليئ بالحيويه إلى النقيض تماماً .. لا أعلم كيف سيقابل أبي غداً! »
أنهى كلامه بقلق.
...
بعد دقائق قال ياسين:
«إنتظراني في الغد»
لينظر له الإثنان بإستنكار فلم يسبق وذهب أحد غير التوأمان لهذه الذكرى !

حياة بلا حدودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن