البارت الرابع

23 7 3
                                    

/تعددت الأسباب والموت واحد!/

ممتاز! رائع! جيد! 
شرقت الشمس بعد انهاء دورتها وقبل أن أصبح وجبة عشاء لأحد حيوانات الغابه.لا أعلم ربما لم تحن نهايتي بعد أو أن حظي الجيد قد قرر الإستيقاظ !!   هأنا أستلقي تحت الشجره ذاتها ولا أقوى على الحراك خمول وتعب يسيطر على جسدي وثيابي الثقيله لا تزال مبلله ربما بسببها أشعر بالبرد رغم أشعة الشمس الساطعه والجو المعتدل بعد ليله ممطره كنت سأراه جواً رائعاً وجميلاً إن لم يكن هذا حالي. تحاملت على نفسي لأنهض بتثاقل واسير بترنح بحثاً عن القليل من الماء وأي شئ يؤكل فاكهة أو أياً يكن. هناك نهر اتجهت نحوه لأغترف القليل بكفيّ و غسلت وجهي ، أظنني مصابه بالحمى فـ أنا ألهث بتعب و عظامي كأن أحدهم قام بسحقها. غطست براسي في النهر لربما يفيدني ذلك لا بأس الشمس ستقوم بتجفيفي بدأت بالسير دون هدى.  هل قلت أن حظي الجيد استيقظ ؟ أسحب كلامي فقد لحق بي... أنا حتى لا أعلم بما أناديهم الملاعين كلمه مناسبه!
:"ابحثوا جيداً ستكون رؤوسكم الثمن إن لم تجدوها تذكروا الرئيس لن يرحمنا"
صرخ أحدهم ويبدو أنهم أكثر من اثنين هذه المره و رؤوسهم؟ هل أنا مهمه لتلك الدرجه؟!
حاولت السير بهدوء لأبتعد عنهم ولكن وبالخطأ أصدرت صوتاً بسبب تعثري بذلك الغصن الغبي
:"من هنا هيا أسرعوا"
أمر صارخاً بالبقيه وهو يشير بإتجاهي لأطلق العنان لساقاي و لم يستغرق أكثر من عشر دقائق لإمساكي فـ لا جسدي يساعد ولا حتى أرض هذه الغابه الغير مستويه والمليئه بالأحجار والأغصان التي تسببت بكشفي.  صرخت بصوت مبحوح وأنا أقاوم
:"سـاعـدونـي هل من أحد يسمعني؟"
شعرت بشئ حاد يخترق عنقي ليثقل جسدي أكثر مما هو عليه وترتخي أطرافي وقبل أن أسقط أمسكني أحدهم وحملني على كتفه لأغمض عيناي وأفقد وعيي تماماً.
.
.
.

هل استيقظت؟ أم أنني بكابوس؟ لقد قضيت ليله كامله بالغابه كنت ما بين الحلم واليقظه أسمع عواء الذئاب وأصوات أخرى لمفترسات هذه الغابه أتكور على نفسي كلما إقتربت الأصوات وأدعو أن لا يظهر أمامي شئ فقد أموت رعباً قبل أن يفكر بتناولي !! 
أما الآن لا أرى شيئاً غير الظلام، الكثير من الأصوات العاليه صراخ متألم، توسل للرحمه، وصوت أكثر إزعاجاً صفير قوي يصم الآذان لدرجة تجعلني أرصّ على أسناني بشده .. ومع ذلك لا أعلم إن كنت مستيقظه أظنني أتأرجح بين الوعي واللاوعي!

انتفضت وشهقت بفزع لأرفع رأسي وأنا أرتجف برداً فقد سكب عليَّ أحد الأوغاد الماء المثلج لإيقاظي لتصبح كل الأصوات التي ظننت أنني أتخيلها واضحه وتأكدت أني لست بكابوس بل هو واقعي المرير
:"والآن حان وقت تحمل مسؤولية أفعالكِ هل حقاً ظننتِ أنكِ تستطيعين الهروب منا بهذه السهوله؟ مسيكنة أنتِ "
هل هو تيم أم أحد آخر؟ لقد حملت جملته الأخيره السخريه والإستهزاء.  أنا خائفه أرجوكم ليساعدني أحد وكأنني أعيش كابوساً يرفض الإنتهاء!  ومع ذلك حاولت أن أكون أكثر ثباتاً وأن لا يرتعش صوتي و لست أعلم إن كنت نجحت بذلك أم لا ؛
:"مـ..من أنتم؟ ما الذي تريدونه مني؟ "
على الأقل أريد أن أكون على علم بسبب موتي ! أطلق قهقهه عاليه و.. هل قلت شيئاً مضحكاً؟ لقد ذكرني بقصص الأطفال عندما يضحك الشرير عالياً هكذا ويتردد صدى ضحكاته بالأرجاء لأبتسم بسخريه لاحظني هذا اللعين ليقبض على فكي بقسوه ويزمجر غاضباً
:"لما تضعين هذه الإبتسامه اللعينه؟"
ما هذا التحول السريع للتو كان يقهقه؟ يبدو إستفزازه سهلا جداً لذا لما لا أسلي نفسي قليلاً؟ حسنا أعلم أنا مجنونه ومتهوره لكنني أفضل هذا على أن أبكي وأذرف الدموع دون جدوى!
:"وما شأنك هو وجهي أضع التعبير الذي أريده
ثم أنني كنت أتسائل هل فقدت عقلك أخيراً أم أنك لا تملك واحداً أساساً فقد كنت تضحك كـ المجانين تمامـ..."
قاطعني بصفعه قويه ليشتعل خدي، اوه مؤلم تبا له .
:"ما رأيك ِ أن أريكِِ جنوني إذن؟ "
نطق المختل وهو يشد شعري للخلف بقوة وصحيح صوت الصفير كان بغرض إيقاظي لذا من خلال صوته و عنفه تأكدت أنه تيم المختل!
أنا الآن مقيده بكرسي خشبي ربما! يداي للخلف وقدماي مثبته بقوائم الكرسي و معصوبة العينين. قام المختل بتحرير يداي لأعقد حاجباي بإستغراب ولكنه ما لبث أن أعاد تقييدها بذراع الكرسي وهكذا أفضل هذه الوضعيه مريحه نوعاً ما! 
:"والآن لنبدأ "
همس قرب أذني بنبره مليئه بالخبث ليكمل بتساؤل
:" أخبريني أي يد سرقتِ المفتاح بها؟ هذه.. أم هذه"
بآخر كلمتين قام بلمس يدي اليمنى ثم اليسرى بطريقه جعلت كل شعره بجسدي تنتصب و ليت يداي بقيت مقيده للخلف!!
أنا أسحب أنفاسي بصعوبه فلم تكد ملابسي تجف ليبللها هذا المختل أسناني تصتك ببعضها من البرد أو الخوف لم أعد أعرف شيئاً !
قبض على يدي اليسرى بقوه وبدأ بعدّ أصابعي ليقف عند خنصري لحظات و اغمضت عيناي بألم لأعض شفتي السفليه بقوه حتى جرحتها ونزفت لـ..لقد غرز شيئاً حاداً وصغيراً كالإبره تحت ظفري لا لا..أستطيع و لا إرادياً انهمرت دموعي لشدة الألم .  والمختل المريض قام بنزعها دفعة واحده ليصبح الألم لا يطاق فقد خلع ظفري بنفس اللحظه التي نزع بها الإبره ولأنني أكتم صراخي أصدرت أنيناً متألماً و ..كأن شيئاً تمزق داخل صدري بالجانب الأيسر تحديداً..  يدي ترتجف و رأسي تتدلى بوهن شفتي جرحت بسبب عضي لها.لا لن أصرخ أبداً لن أمتعه بصراخي سأحتمل .
نطق مستاءً بصوته المقرف
:"تؤ تؤ تؤ! أين صراخكِ الممتع؟ أم أن الألم ليس كافياً؟ لا بأس لازلنا بالبدايه فقط ولدي العديد من الأشياء المسليه لنستمتع بهـ..."
قاطعه صوت أحدهم صوت أعرفه جيداً وكم كنت غبيه حين وثقت بصاحبة هذا الصوت! ما الذي يحدث هنا؟
:"تيم ليس هذا ما أخبرنا به الرئيس! كما أنه أمر بإحضارها"
:"خذيها إذن. وانتبهي للمفاتيح جيداً "
مـ..ما معنى هذا؟ ومفاتيح؟ المفاتيح التي... لا يمكن ياالهي كيف كنت ساذجه لتك الدرجه؟ لقد وقعت بالفخ بكل سهوله !!
قادتني تلك الوئام للمجهول لا أرى شيئاً ولكن أسمع جيداً صراخ متألم و السوط الذي يرتطم بأجسادهم ويمزقها. ليخبرني أحد أين أنا وما سبب تواجدي بهذا المكان؟ 
:"كوني مطيعه وكل شئ سيكون بخير"
همست وئام وأي طاعة هذه؟
:"لقد وصلت ضيفتك المميزه سيدي"
أظنه زعيم هذه العصابه اللعينه تباً أصبحت ألعن كثيراً !! هه ضيفه؟ و مميزه أيضاً؟
جعلتني أجلس أرضاً وكم كانت بارده. أشعر وكأن بخار ساخن يخرج من عيناي و خنصري يؤلمني بشده  .... لكن قلوب هؤلاء كالحجر. أمر هذا الرئيس التافه وئام بالخروج ليقترب ناحيتي أسمع خطواته
:"أين هي؟"
ماذا الآن؟
:"ماذا؟"
أنا حقاً لا أعرف عما يبحثون وما علاقتي به!!
:"الأدله"
أ..أدله؟ هو سيصدقني إن قلت أني لا أعرف ولا أفهم شيئاً صحيح؟
لنجرب!
:"لـ..لا..أعرف"
همهم ونهض من أمامي لأسمع خطواته تبتعد للحظه اعتقدت أنه صدقني فعلاً وأن كل شئ سينتهي :"تريدين الطرق الصعبه إذن! بكل سرور ولنرى من سيخلصكِ من جحيمي"
الحقير التافه لما لا يفهم أنني حقاً لا أعرف عن أي أدله يبحث ؟!
:" أيها الغبي لما لا تصدقني؟ أقسم أني لا أعرف أي.."
ابتلعت كلامي مع انفاسي التي كتمتها.. يده تضغط رأسي بقوه ليغرقني بالماء أ..أكاد أختنق .. ما إن شعرت أني سأموت فعلاً شدني من خصلاتي رافعاً إياي بقوه لدرجة أن رأسي مرفوع لأعلى شهقت وأنا أحاول سحب أكبر قدر من الأكسجين .. أشعر بالبرد .. ضرب رأسي بالحائط خلفي بقوه أشعر بالمكان يدور أكاد أفقد الوعي ولكنه لم يسمح لي فقد قام بإدخال رأسي في الماء مرة أخرى وأخرى وهو يقول
:"لن تفقدي الوعي الآن فأنا لم أسمح بذلك بعد "
لا أستطيع الرد عليه حتى أشعر بثقل غريب بكل إنش في جسدي .. أنا أستسلم .. تراخت أطرافي وفقدت الوعي  .. لقد تحملت كثيراً أكثر من طاقتي.. أظن!
.
.
.
ومرة أخرى إستيقظت على صوت صفير مزعج،
جيد لا حبال ولا عصابة عينين ولكن المكان مظلم فقط شعاع بسيط من تحت الباب ما هذا المكان الضيق لا أستطيع مد قدماي حتى!! اسندت رأسي الى الحائط خلفي وأغمضت عيناي لتبدأ دموعي بالإنهمار مع شهقات خفيفه لا بأس أنا وحدي الآن لا أحد سيشهد ضعفي يا أبي لا تقلق لم أنسى ما أخبرتني به
'البكاء والحب والمشاعر ضعف حتى الخوف أحياناً يكون ضعف كلها سخافات نجدها فقط في النساء والجبناء الضعيفون'
ولكني وعدتك أنني لن أكون منهم أبداً سأكون مختلفه عن بقية الفتيات لن أخيب أملك لن أدع كلامهم يتحقق وستكون فخوراً بي يا أبي.

حياة بلا حدودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن