البارت الثامن

15 5 12
                                    

هدوء يعم السيارتين وكل واحد منهم سارح بأفكاره الخاصه .. أخرجهم أوزان من صمتهم بتذمره قائلاً:
«متى سنصل؟ أنا جائع »
دحرج توأمه عيناه بملل بينما تمتم رسلان :'ومتى لم تكن جائعاً؟'
أردف الأول متجاهلاً سخرية صديقه :
«لدي فكره.. لنتوقف عند أي مطعم ونتناول شيئاً خفيفاً!»
رمقه الإثنان بنظرات مستنكره فهم تناولوا إفطارهم للتو .. أما هو فغير كلامه بعد رؤية نظراتهم :
«حسناً حسناً، سأطلب أي شئ حالما نصل للمنزل»
إنه أوزان بالنهايه !!

لكن ماذا إن لم يصلوا ... بـ سلام؟












































سيارة إينال وخلفها سيارة يامان .. لقد إقتربوا كثيراً سـ يوقف يامان سيارته و رسلان سيفعل المثل ، ثم يصعدون لمنزلهم ويطلب أوزان وجبته الخفيفه ... كان هذا ما يفترض به أن يحدث ،

لكنه لم يحدث !

لاحظ يامان و ياسين وجود خطبٍ ما، قبل تتوسع أعينهم بصدمه و خوف فقد ظهرت شاحنة كبيره أمام السياره التي تحمل أصدقائهم حاول رسلان تفاديها ونتيجة لذلك إنقلبت السياره ، تدمرت مقدمتها و تهشمت الأبواب .. تجمهر عدة أشخاص كانوا قريبين و توقفت السيارات القريبه فيما ترجل الإثنان بإرتجاف وهرعا ليتفقدوا أصدقائهم، صرخ أحد المتجمهرين :
«إبتعدوا ستنفجر السياره »
وبالفعل كان البنزين قد بدأ بالتسرب ليبتعد ذاك الحشد من الناس ..

'ستنفجر السياره بمن فيها وسيتحول أصدقائه لأشلاء'
لازال أوزان سـ يحقق حلمه و أورجان والده لم يعانقه و يسامحه بعد ،و رسلان... حوله الكثير من الألغاز التي يريد حلها ..!
مستحيل !!

هذا ما دار بعقل ياسين ليعكس إتجاهه يركض نحو السياره هامساً بخوف شديد :
«لا، لا، لا، لا لا لا»
أمسكه شاب محاولاً إيقافه ليصرخ به :
«إبتعد ياهذا، يجب ألا يصيبهم أي مكروه »
حاول الشاب تهدئته دون جدوى فقد دفعه بقوه واتجه راكضاً نحو أصدقائه يجب عليه إنقاذهم، في حين كان يامان متجمداً بصدمه أفاقه صراخ ياسين ليلحق به انتبه له بعض الأشخاص ليمسكوه بقوه مانعين إياه من اللحاق بصديقه ... إتجه ياسين لفتح باب السياره من جهة أوزان لكنه لا يفتح ركل الباب بحنق فهو مغلق من الداخل لا وقت لديه يجب أن يخرجهم بسرعه تحجرت الدموع بعينيه لشعوره بالعجز ، وقع نظره على النافذه المغلقه لا حل آخر !
و بدون تردد ضرب الزجاج بكفه الأيمن ركز على الأطراف كون الوسط سميك ، حاول تكسيره بحذر،
تحررت دموعه مصاحبة أنفاسه المرتعشه .. شهق بألم لدخول قطعة زجاج بكفه ليتجاهلها عاضاً شفاهه السفليه .. حرص ألا يصاب أوزان بأية خدوش ليس وكأن يده تنزف بغزاره، ومن بين شهقاته ودموعه خرجت ضحكه خفيفه وهو يتذكر هوس أوزان بوجهه و وقوفه أمام المرآة لساعات مادحاً نفسه بعبارات كثيره كـ 'أنظروا لهذا الوسيم، رؤيتكم لوجهي كل صباح تجلب الحظ والسعاده' والكثير غيرها ؛ إستطاع فتح الباب ليُخرج أوزان ساحباً إياه، ويبدوا أن يامان تحرر من أولئك الأشخاص فقد أتى و أخذ أوزان بعيداً .. ليلتفت ياسين لـ أورجان؛ شعر بـ دوار شديد فجأة ليتمتم :
«ليس الآن .. تماسك ياسين »
حشر نفسه بالسياره ومد يده ليضغط زر فتح الأبواب ؛فتح ياسين الباب ليخرج يامان صديقهم ويبعده حيث توأمه ثم أخرجا رسلان بعده وفي اللحظه التي إبتعدا فيها دوى صوت إنفجار قوي لتشتعل السياره وبذات الثانيه تنهد ياسين براحه و استسلم لدواره وسقط فاقداً الوعي مباشرة.

حياة بلا حدودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن