الفصلُ الثاني

258 30 217
                                    

صلى الله على نبينا محمد
......

اَعادَ لِيْ ماتبقىَ مِن المَال الذيَ اعطيتهُ له بَينما قد اخذتُ مِنهُ مايُقارِب الخَمس تُفاحات، بعضُها لِلفطيره والآُخرى لِأَكُلُها حِينَ اتضورُ جوعاً.

بِالمُناسبه ،كُنتُ ارتدِيَ قميصٌ ذا لونٍ ورديّ فاتِح مع بِنطال اَبيضْ، إِختُرتُ ملابِسي بِعشوائِية وبِسُرعة، اخهه كَم اتضورُ جوعاً.

بدأَتُ بِالسيرِ عائِدةً إلى المنزِل، إِستدرتُ بِخفوت وانا اُراقِبُ تِلكَ العربة المُتنقِله الخاصه بِالآيسِكريم.

زَممتُ شفتيّ بِخفه يقد لمعتَ عينايْ بِبعض الشقاوه، يبدو انَنِيَ سَأَتأخرُ قليلاً.. قليلاً فقط!

توجَهتُ مِن دونِ أي مُقاومةٌ مِني بلَ وقد امسكتُ بِالنقودِ المُتبقِيةُ لَدْي لِأقُومَ بِإِعطائِها لِلعجوزِ امامي.

كِدتُ ان اختارَ النَكههَ ولكِن إِستوقفَتنِي كَلِماتُ ذاكَ العجوز وَهوَ يتَحدْثَ بِلهجةَ غرِيبةَ.

-يَافتاهُ ، يُناسِبُكِ نَكهةٌ جَديِدةٌ قد وُضِعت حَدِيثاً فِيَ متجَرِي..

ماذَا؟ انَا اُريدُ إِختِيارَ النَكهه..

-عَفواً يَ أَيُها العجُوزَ ولكِني اَرغبُ بِنكهةِ التوتِ البرِّي!

إِمتعضْت ملامِحهُ نتِيجةٌ لِماَ قُلتُه فَلَقد اهَنتُهُ واناَ مُدرِكةٌ لِذلِكَ، اَخذَ يُحدِقُ بِيْ بِطريقةٌ اَكادُ اَشعُرُ بِإِختِراقِ نظراتُهُ لِرُوحي.

-صَدِقينِيَ سوفَ تَعودِينَ إِليّ طَالِبةٌ مِني ان اَقومَ بِإِعطائُكِ النَكهه الجَدِيده!

-اَلاَ تَفهْمَ؟

صَمتْتُ لِفترةَ وجِيِزَهٌ لِأُعقِبُ كَلامِي بِإِستِداَره مِني.

-اَتعلمُ لاَ اُرِيدُ شَيءً!

-سَتندَمِينَ لاحِقاً

سَمِعتُهُ يُتمتِمُ بِها وَانَا اتَجاهَلهُ بِطرِيقة عجِيبه، ولِلأَسفَ فَلقد كُنتُ ارغبُ بِتناوِلِ اَيسِكريمِ التوتَ حقاً!.

تَنهَدتُ بِمَلل لِيُوقِفُ مَلْلِي صوتُ تأَوُهِ احدَهُم مِن مكانٍ غرِيبٌ لِي، تَتبَعتْ حَدقتاي مَصدرُ الصوتِ الخارِج مِن الحدِيقةُ.. الحدِيقةُ؟ والآن؟

واللعنة على فُضُولي الغريب، مُتأَكِدة فِيْ يومٍ ما سَيُوقِعُني فِيَ مأزِق.

دَخلتُ الحَدِيقةُ مِن الخلفِ وَقد إِختبئْتُ خَلفَ الأَشجارِ القَصِيره، ومِن دونِ وَعيٍ مِني لِأَرَى ذَاكَ المنظر الذيَ واُقسِمُ بِالله لَو انَّ احدٌ مِن اصدِقائِي قالَهُ لِي لَكذبتُه ضاحِكةٌ ايضاً.

فَالذِيَ اَمامِيَ لايُصدّقُ فِعلاً، جُرمٌ ازرَقٌ كَالحيوانِ ولكِنهُ لَيسَ كَذلِكَ حيثُ انهُ يقِفُ عْلَى اَربعِ قوائِم وَ وَجهُهُ.. لحظه اناَ لا ارى وجهَهَ.

آميرةُ الدِماءُ || L,M حيث تعيش القصص. اكتشف الآن