🌸 بسم الله الرحمن الرحيم 🌸
استغفر الله العظيم وأتوب إليه ❤
***************
كانت تنظر من نافذة السيارة التي تشق طريقها بسرعة متوسطة وهي شاردة بعمق في شعور التعجب الذي اجتاح مشاعرها منذ أن ركبت السيارة
تتعجب من كونها اعتادت على إزدحام الشوارع وعلى المبانى فارهة الطول كم كانت مرتعده حينما حطت قدماها أرض القاهرة
صُدمت لهذا الكم الهائل من البشر كلاً يسعى لمسعاه لا يبالي بمن حوله
لم تكن تعرف كيف ستستقر هنا في منزل عمها الأصغر سنًا الذي لم يكن قد تزوج حينها
والذي ينتظر الآن مولوده الأول أو توأمه إن شائت الدقة
تعجبت كم ألفت الطرقات وحفظت تفاصيلها عن ظهر قلب
تلك الطرقات التي قطعتها يوميًا للذهاب لكلية الطب النفسي
هي الآن تنظر لتلك الطرقات نظرة امتنان فلم
يعد يفصلها عن حلمها غير بضع دقائق لتبدأ أول يوم عمل لها فى المشفى كطبيبة نفسية بصفة رسميةلم يكن الوصول لهذا الحلم سهل أبدًا ولكن تحقق بتوفيق من الله وعون... وكم لله من لطفٍ خفى...
سحبتها للواقع تلك اليد التي حطت على كتفها تنبهها برفق لوصولهم إلى وجهتهم المنشودة نظرت لتجد عمها يبتسم لها ويقول:
- ألم تملي من النظر من النافذة؟ ما كل هذا الشرود؟
- مازلت لا أصدق أنني قد حققت ما تمنيت وها أنا ذا أمام المشفى.
- لا أعرف صدقًا ما الذي تتحمسين إليه بالضبط إنه مشفى للأمراض النفسية يا (سارة).
- لن نخوض هذا الحوار مجددًا... أصبحت طبيبة نفسية وأنتهى الأمر... فقط أخبرني أما زلت مصر على القدوم معي للداخل.
- تعلمين أني لن أترككِ حتى أطمئن أن كل شيء على ما يرام وسأغادر إن شاء الله.
أعلم أن الجميع حينما يروننا معًا يظنونني زوجكِ أو شيء من هذا القبيل و حقًا كم يسعدني هذا الأمر حتى لا يتجرأ أحدهم وينظر إليكِ بطرف عينيه حتى...
تنهدت (سارة) وترجلت من السيارة ليقابلها مبنى المشفى الضخم فهالها المكان وكأنها أول مرة تراه فأسرع (عمها مصطفى) بمسك يدها والضغط عليها بقوة حتى يطمئنها
نظرت إليه بحب وإمتنان ليهز لها رأسه وضيق عيناه كسؤال نتقدم أم لأ؟
ابتسمت وسحبت يده بقوة ليدخلا المشفى الضخم والذي كانت تعرفه (سارة) حق المعرفة
غادر( العم مصطفى) بعد أن استلمت (سارة) العمل وقد قابل معها مدير المشفى الذي كان متعاون جدًا ويتعامل بلطف شديد مع (سارة) كونه يعلم أنها كانت تلميذة متفوقة ويتوقع منها الكثير حقًا
أنت تقرأ
ما بين النور والظلام
Misterio / Suspensoما إن التقت عينانا حتى بات كل شيء غريب عني عدا عيناك ❤