حدث مصيري

125 3 0
                                    


وقف جسار وبدون ما يرد بأي كلمة طلع من الغرفة
ودخل لمكتبه وهو ينزل جاكيته على الكنبة ويجلس
لف أيهم عليه وخاف من انه يفكر بالموضوع ويوافق
أيهم لغياث : إنت حماررر حمارر ليش تقول كذا وغرز
اصابعه بشعره الكثيف والتوتر يراوده ، رافض الفكرة
تماما ومو راضي يتقبلها 
غياث : ما قلت شي غلط من حقي ابدي رايي وافكاري
أيهم ضحك بسخريه : القطوة طلعلها لسان
وقف غياث بعصبية  لكن سحبه آدم وجلسه
آدم : ما نبي مشاكل قدام الناس تعرف اذا عصب وش
بيصير ، حتى فكرتك مو مقبولة كمان انت يعني بالعقل
غياث : حتى إنت يا آدم حتى انت تسؤ ، حمار الي يكلمكم
ومشى ناحية الباب عشان لا تكبر السالفه
كان غياث بيتعدى مكتب جسار لكن استوقفه صوته وهو
يناديه التفت غياث ناحية الباب وشاف جسار يناظره
ويأشرله بمعنى تعال , حط ايديه بجيبه ودخل للباب تحت
انظار ايهم وآدم
أيهم : تدري لو ابوك وافق بقلب الدنيا 
ناظره آدم بطرف عينه وما نطق بأي حرف
_
جسار : إنت متأكد ان مافي خطر على حياتها ؟
غياث : يا عم اذا البنت فهمت الخطه ووافقت
عليها ومشت صح مارح يكون عليها خطر ابدا
رفع جسار كفوفه ومسح فيها وجهه وهو يسحب
نفس ويزفره : من ناحية مقتنع ومن ناحية خايف
بالنهاية ذا وادي لا يتأمن له ولا لولده
غياث : اذا عرفت تحفظ نفسها وتصونها اعيد
مافي خطر عليها وما نقدر نطرح الفكرة لشخص غريب
بالنهاية هي بنتك وتعرف انه عمها مجرم وراحت ارواح ناس
كثيرة بسببه وانت شوف اذا عارضت نكنسل الفكرة واذا وافقت نبدا بوضع الخطط
قام جسار عن الكرسي وهو يعض على شفايفه بتفكير
مرت دقايق والصمت كان سيد المكان لحظة ما رفع جسار
جواله ونطق بتردد : جهزولي رحيل ابيها بموضوع

جالسة بأرضية الغُرفة وضامة رجلينها على بعض
صدى صوته يصدح بإذنها تتمنى لو ان الي سمعته وهم
تتمنى لو انها ما عرفته ولا تعلقت فيه تحس بكسرة قلب
غير عن باقي الكسرات الي لها صوت كسرتها كانت عبرة عن انين انين يجرح كل من سمعه وتطلعه من كل قلبها إحساس
بالخيبة والألم يراودها يا ترى هو حبها ؟ او كانت مجرد لعبة
يتسلى فيها ومتى ما طفش رماها بس لا صعب انك تجيب لعبة وبتبقى عندك ثلاث سنوات وانت تستخدمها بكل حب وهدوء
صعب انها تخرب عشان تكون للرمي  وحال رسلان ما كان احسن من حالها وبوسط انشغاله بأعماله الغير قانونية والي بالنسبة له هي شغلة ترفه عن نفسه وتروق اعصابه ، كيف يروق اعصابه ؟ بقتل الناس الي تاخذ جرعات كبيرة تأدي للموت ؟ او بجعل الناس تدمن السم الي يخليها تودي نفسها للموت برجليها ؟
كان ماشي على مبدأ ان هو ما ضر احد ، هم جو ولما بدأوه كانو بكل قواتهم العقلية و لو هو ما باعهمم بيلقى ناس ثانية تبيعهم
اندق الباب الي صوته صحاها من شرودها وقبل ما تعرف مين الي يدق مسحت دموعها وسحبت نفس طووويلل واطلقته على شكل تنهيدة اطول
دخلت فُتون وهي راسمة إبتسامة حب : يلا تعالي الاكل جاهز
هزت رحيل راسها بإيماء وتحاول ما ترفعه عشان لا تبان عيونها الي احمرت احمرار شديد بسبب بكائها
حست فُتون بشي غريب لكنها قررت تنسحب بهدوء
وطلعت برا الغُرفه ثواني مرت ورحيل واقفه بنص الغرفة ضايعه ومتبعثره ماهي عارفة وش الي صار بالضبط وليش صار وعقلها رافض الفكرة تماما او نقدر نقول قلبها مش عقلها
قرب من مرايتها وهي تتأمل وجهها الي كان النور معتليه كيف طفى وصار باهت ، علامات الدموع تركت اثر وراها وهي تنزل
رفعت اناملها وحطتها تحت عيونها وهي تمسحهم وترسم إبتسامه باهتة على ثغرها لأجل ما تحسس احد بنارها
وتفاجأت لما شافت إنعكاس فُتون على المرايا وهي ناطرة تبرير لدموعها هذا
فُتون : بكاك دم زي ما قلت لك ولا
ما قدرت تستحمل وانفجرت باكية على كتف اختها وهي تصرخ
رحيل : يكفي يكفييي يكفييي لا تلومينيييي انا عارفة غلطي عارفته ما ابي احد يلومني ابدا ما ابييي  
حست فُتون كيف بجملة قصير قدرت تفجر بركان رحيل وما قدرت تواسيها غير بإنها تحتويها بحضن قوي وكأنها تقول ادخلك بين ضلوعي بس ما اشوف دموعك اكن سُرعان ما حست بجسم رحيل يتهاوا على الارض لتسقط مغمية
وبعد فترههبغُرفة رحيل ، كانت منهارة على السرير
ودموعها ماخذة مجراها على خدودها والهدوء طاغي على المكان رجعت فتون لغرفة رحيل وهي تعض على شفايفها
معقولة عرف ؟؟
فزت رحيل وصوتها مو طالع : كيف كيييف وحطت يدها على راسها وبدت تدور حوالين نفسها وهي تصرخ : لاااا ياربييي لاا
قربت منها فتون لأجل تهديها لكن شغف ما استجابت تنهدت
وبحركة سريعه رفعت يدها تأهبا لضربها لكن استوقفها صوت
هـتاف : بتضربينها ؟؟ ليش وبأي حققق ؟؟
تقدمت هتاف وشافت رحيل وإستغربت من شكلها
هتاف : وش الي صاير هنا ؟ ليش تبكين ؟
سكتت رحيل ونزلت راسها وهي تغطي وجهها بكفوفها و تبكي بصمت مؤلم
قربت هتاف وجلست جنبها وهي تلفها وتقربها لها هتاف بنبرة هادية عكس طبيعتها : وش فيك علميني
تنهدت رحيل وكانت بتنطق لكن سكتتها فتون وقت الي قالت رحيل ؛ قومي جهزي نفسك أبوي يبغاك ضروري بموضوع مهم
هتاف : عشان كذا تبكين ؟
رحيل هزت راسها يمين ويسار ونطقت بخفوت : اشتقت لامي
ابتسمت هتاف بحزن وهي تضمها لصدرها : ومين ما اشتاق لها بعدت رحيل عن هتاف ومسحت دموعها بعنف ولفت على فتون الي ابتسمت لها بحب لتبادلها نفس الابتسامه قربت فتون وهي تمسح على شعرها وقالت بصوت شبه مسموع : لو كان عارف جا بدون ما يقول جهزوها في موضوع اكبر واهم وبعدت عنها : لعله خير
هزت رحيل راسها وراحت لحمام غرفتها
{ يكرم القارئ } وبدت تغسل وجهها لتحاول ايقاف دموعها لكن الدموع كانت تختلط بالموية رافضه توقف رجعت شوي عن المغسلة وهي تسكر الموية وتتأمل ملامحها عن طريق المراية وتتذكر ان امها ما كانت تقبل تشوف ولا دمعة على عيونها وكذلك ابوها وايقنت بلحظتها إن محد يستاهل دموعها غير هالإثنين ، مسحت وجهها بالمنشفة وطلعت لخواتها الي كانو منتظرينها عند الباب بعد ما سمعو خطوات جسار الي متجهة نحو الغرفهه
.
مشت بثقل لحد ما وصلت لباب المجلس
ودقات قلبها مسموعه ما تدري الي ناطرها
خير او شر تنهدت وهي تمسح وجهها وترفع
اكتافها، مدت يدها لقبضة الباب وفتحته
وقعت انظارها على ابوها الي شابك إيديه وراسه
بالارض دخلت وجلست جنبه بهدُوء
رحيل : آمرني
صحى على صوتها الهادي ورفع راسه
عم الصمت لثواني حتى كسره جسار :
جايك بطلب بتاخذين كل وقتك بالتفكير فيه
وما عندي مانع إن رفضتي لان كل شخص يشوف
الفكرة بمنظوره الخاص، تمام؟
إبتسمت بدفى : انت قول وان شاء الله ما بنختلف
كان بينطق لكنه رجع وسكت والخوف معتليه
مسكت يده : وش صاير
جسار : اسمعيني زين
سكتت رحيل وتركت كل افكارها على جنب وركزت مع ابوها
_
شغف : تهقين وش يبي منها وليش اهي مو احنا
معقول جاها خطابه بس حتى لو جاها احس مو لازم
يقعدون لحالهم
فُتون : خلاص اسكتي واقعدي حولتيني وانتي رايحة جاية
خبر اليوم بفلوس بكرة ببلاش
شغف : يا برودة دمك يا شيخه ما عندك ولا ذرة فضوللل
فُتون رفعت راسها : تسؤ < بمعنى لا>
_
جسار : خذي وقتك بالتفكير وانا ما رح اجبرك على شي
ثواني مرت عليها وهي تفكر بالي بيصير خايفه بس بنفس الوقت عندها احساس انها اذا وافقت بتنسى رسلان مع الوقت
وقف جسار ومشى بإتجاه الباب وهو يمسك مقبضه
لكن استوقفه صوت رحيل
رحيل :  يبه .. انا موافقه
التفت جسار عليها : مو بهالسرعه يا غاليه فكري زين
واحسبيها من كل النواحي ما ابي بعدين تقولين ابوي
جبرني وما خلاني افكر زين
رحيل ابتسمت : ولوو لو انت مو عارف اني كفو وقدها ما اخترتني من بينهم كلهم والحين تعال اشرحلي وش بسوي
قرب جسار وهو يلمها بحضنه : الله يحميك وما يحرمني منك

فاتنةٌ هي اسرت قلب آسر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن