عندما تُظلم المرأة
الفصل الثامن« لقد وعدّتني أن نتزوج بعد حفل تخرجي ، أي الاسبوع القادم …. ولكن لِمَ إستباق الامور ؟»
« المأذون ينتظر بمكتبي ، لا أريد الانتظار أكثر ، هيّا جهزي نفسك الان »
تشعر بأن الارض تنهار من تحت قدميها ، الدعائم تقع على رأسها ، تململت بجلستها ، تفكر بطريقة لخلاصها ، هل وصلت لنهاية المطاف؟ هل إنتهت رحلتها هنا ؟
لم تشعر إلاّ وهو بقربها يمسكها من ذراعها جاذباً إيّاها لتقف أمامه ، إنقبض قلبها ذعراً من حركته المفاجئة لتسمع صوته الرتيب يقول « إيّاك ومحاولة خداعي تمارة ، لقد حققت لك طلبك بإنتظار سنتين ، مع أني لم أكن مقتنع من أسبابك ولكني رضخت لك فقط لارضائك ، لإثبات حسن نيتي ، ولكن لصبري حدود ، ستأتين معي وسنعقد قراننا اليوم »
« لقد رأيتك مع تلك المرأة ، عشيقتك ، رأيتك وأنت تقبّلها » قالت متسرعةً دون التفكير بعواقب كلامها ، ولكن الغريق يتشبث بقشة ، وها هي تفعل بالمثل .
أحكم قبضته حول ذراعها يناظرها بإستفهام …. لتبدأ علامات الإيقان تظهر على ملامحه .
إبتسم بمكر وقال « تمارة ، هازار العاشق ، هل كنت تعرفين هازارالعاشق قبل ليلة أمس ؟؟»
إزدرت بلعابها الكثيف بصدمة ، إنه يعلم ، يعلم بأمر هازار « أنه ، هازار » أغمضت عيونها متمتمةً « نعم ، كنت أعرف هازار من قبل » فتحتهما من جديد تناظره بتحدّي ، لتشعر بقوتها وجبروتها ينسابان بعروقها « إنه صاحب المنزل الذي كنت أقطن فيه ، إنه الرجل الذي أواني بمنزله وإهتم بي بعد أن رميتني وأنا أحمل طفلك ، بعد أن كنت على وشك التعرض للإغتصاب من مجموعة شبان ، أنت رميتني وهو أواني ، أنت كنت زوجي وهو كان غريب لا أعرفه »
شعرت ببرودة مخذّرةٍ بذراعها من جرّاء قبضته الحديدة التي ما إنفكت تضغط حولها ، لتسمعه يقول برتابة مخيفة « ولِمَ أخفيتم هذا الامر عني وعن خطيبته ، هل كنت تعاشيرينه ؟ هل دفعت ثمن معروفه تمارة ؟ الهذا أنكرت معرفته والبارحة إدعيتي الجهل لحظة سألتك عن ما تخفينه ، هل ضحك عَلَيْكِ ؟ هل إستغلّ حاجتك وأجبرك على شيئ ؟»
حاولت جذب ذراعها من قبضته بإندفاع دون جدوى ، لتنتفض بقوّة بين يديه عازمة على عدم السكوت له فنبرت بوجهه بإشمئزاز « هازار أنقى من أن تتهمّه بهكذا إتهام ، وأنا أشرف من أن تتهمني بالرخص ، أنت الخائن الوحيد بهذه المعادلة ، أنت فقط ، لقد رأيتك بأم عيني وطالما أنك تملك عشيقة ، ماذا الذي تريده مني ، لماذا تصرُّ على الزواج بي ، دعني وشأني وأذهب إلى عشيقتك»
لم تكمل جملتها لتشعر بكفّه يتصل بوجنتها مسبباً لها دواراً عنيفاً ، تراجعت بإندفاع تشعر بجسدها كله ينتفض حنقاً وغضباً بعروقها ترتجف محاولةً إستيعاب كمية الدماء الهادرة المسافرة نحو قلبها الذي ينبض بعنف شديد هو الاخر ، أغمضت عيونها ، تحاول إسترداد توازنها الذي تشعر بأنها على وشك فقدانه لتسمعه بكل وقاحة يبرر خيانته لها .
« لا يحق لك معاتبتي على علاقاتي العابرة … وهل كنت تظنين أنني مترهب بإنتظار حضرتك ، لا أنكر بأني رجل ولي حاجاتي ، وطالما أن زوجتي ترفض العودة الي وتلبية رغباتي سألجأ الى مكان أخر لإشباعها ، لحظة تقبلين بي زوجاً لك وتدفئين فراشي ، عندها حاكميني وتذمري »
صرخت به غير قادرة على إحتمال عجرفته « لقد كنت على علاقة بها منذ بداية زواجنا وإستمرت طوال تلك الفترة ، كنت أنذاك أدفئ فراشك آدم ، أتذكر ؟؟»