حلقة خاصة💙

1.6K 71 17
                                    

"حلقة خاصة"

_منورانا يا خالتي والله.
قالها قُصي وهو يجلس علي الكرسي المجاور لـ خالته بينما كانت لمي تجلس علي الكرسي المقابل لهم مختبئ زيد بين احضانها وهو ينظر الي خالة والده بقلق .. تحدثت الخالة بتذمر :
_ده نورك يا حبيبي مع اني كنت حالفة ماادخل هنا تاني بس كله لاجلك.
رمقت لمي بنظرة مغتاظة ولكن لمي لم تهتم لها فـ تحدث قُصي لـ تلطيف الاجواء :
_المهم انك موجوده دلوقتي يا خالتي .. ومنار عاملة ايه؟
_اسكت يا قُصي .. جوزها الله يسامحه عايز يطلقها وهي لسه يا حبيبة امها مكملتش سنة جواز الناس هتاكل وشنا .
قالتها بحزن ومسكنة شديدة لم تفت علي لمي التي نظرت لها بسخرية وهي تتمتم بصوت خافت للغاية :
_ما المشكلة في انها بنتك اصلا.
نظر لها قُصي بطرف حدقتيه مما جعلها تبتسم بتهكم قبل ان ينظر الي خالته وتحدث بجدية :
_كلام الناس مش مهم يا خالتي وبعدين بنتك معملتش حاجه غلط عشان تخافي  من كلام ناس زيها زي اي حد اتجوز وجوازه فشل محصلش جريمة ولو هي عايزه تطلق انا معاها .
نظرت له لمي وهي ترفع احد حاجبيها وقد انتبهت لها خالة قُصي مما جعلها تتحدث بتهكم :
_مالك يا لمي كلام قُصي مش عاجبك ولا ايه؟
لاحظت مي نظرات قُصي الموجهة إليها فـ ابتسمت بسمة مكلفة وهي تتحدث بهدوء :
_لا ابداً يا طنط هو قُصي بيقول حاجه غلط اصلا!
_اصلك رفعتي حاجبك كده وكأن الكلام مش داخل دماغك ولا انتي شمتانه في بنتي؟
قالتها بغيظ وغضب فـ نظرت لها لمي مطولاً ونظرات لـ قُصي الذي تحدث من اجل عدم التطرف لـ مواضيع اخري :
_لا العفو يا خالتي اكيد لمي مش قصدها كده ابداً .. ايه يا زيزو مش هتسلم علي تيته.
قالها ببسمة وهو ينظر إلي زيد الذي مازال داخل احضان لمي فـ حرك زيد رأسه بنفي وهو يزيد من عناقه بـ لمي .. نظر قُصي لـ لمي فـ مالت لمي علي زيد وهي  تتحدث بهمس  حنون :
_زوزتي حبيبي روح سلم علي تيته اللي بتحبك يا روحي يلا .
نظر لها زيد بتوتر فـ ابتسمت له بحب وهي تطبع قبلة علي وجنته فـ ابتسم الصغغير وهو يبتعد عن احضان لمي وتوجه الي خالة قُصي التي كانت تراقب المشهد بترقب شديد .. اقترب الصغير منها فـ مالت وهي تحتضنه بابتسامة هادئة وهي تتحدث بنبرة مبطنه :
_يعني انت مسمعتش كلام ابوك وسمعت كلام لمي يابن هديل.
_علي اساس انه مش ابني يعني.
قالتها لمي بحدة وهي تنظر لها فـ تحدثت الاخري بمكر شديد:
_انتي هتقوليني كلام انا مقولتوش ولا ايه؟
_مش لازم كل الكلام يتقال بصورة مباشرة انتي قولتي قُصي وهديل واتجنبتي ذكري خالص.
_وهي مش ديه الحقيقة انه ابن قُصي وهديل ولا انا بقول حاجه تانية .
قالتها بخبث وهي تتعمد استفزاز لمي حتي يغضب عليها قُصي وقد نجحت حين وقفت لمي بغضب شديد وهي تتحدث بقوة :
_اه حضرتك بتتعمدي تتجاهلي وجودي من حياة زيد بس يؤسفني اقولك ان زيد ابني انا حتي مش ابن هديل الام مش اللي بتخلف الام هي اللي بتربي وانا اللي مربية زيد فـ زيد ابني انا مش هديل.
_لمي انتي بتعلي صوتك!
قالها قُصي بحدة فـ نظرت له لمي وهي تتحدث بنبرة سريعة :
_يعني انت عاجبك الكلام ده يا قُصي .
_خالتي متقصدش.
_لا تقصد يا قُصي خالتك تقصد اللي هي بتقوله كويس اوي .. هي مبتحبش وجودي في حياتك من اول يوم انا دخلت فيه حياتك حتي هديل هي مكنتش بتحب وجودها ومش بعيد تكون هي اللي عايزه تطلق بنتها عشان تلبسهالك يا شهم يا جدع.
صفعة! هذا ما تلقته لمي رداً علي حديثها الوقح من وجهة نظره .. نظرت له لمي بنظرات خاوية لم يتبين منها شيء ولكنه تجاهل هذا وهو يتحدث بنبرة حادة :
_لحد خالتي وبنتها ولا يا لمي اعتذري لـ خالتي دلوقتي.
_مش هعتذر يا قُصي.
قالتها بنبرة باردة وهي تنظر  له بقوة شديدة فـ احمرت حدقتيه غضباً وهو يقترب منها ممكساُ بمرفقها بقوة  وهو يتحدث بهمس حاد :
_اعتذري يا لمي يا تاخدي حاجتك وتمشي من هنا لاني ش هقبل انك تهيني خالتي واسكت وهتمش من غير زيد لان ابني مش هيبعد عن حضني.
قال ذلك وهو يعلم بأنها تحب زيد ولن تقدر علي بُعده عنها وستعتذر ولكنها فاجئته .. ابتسمت لمي ببرود شديد قبل ان تتحرك وهي  الي غرفتهما الخاصة واختفت بداخلها لــ دقائق قبل ان تخرج وهي  ترتدي ثيابها الخاصه وبجانبها حقيبة صغيرة للملابس واقتربت من قُصي وهي تتحدث بنبرة باردة ناظرة إلي خالته :
_اتمني تكوني مبسوطة دلوقتي .. وربنا يهني سعيد بسعيدة .
كانت ستتحرك ولكنها شعرت بشيء يعانق ركبتها وصوت بكاء حاد .. نظرت لمي اسفلها وجدت زيد يحتضن ركبتها وهو يبقي بقوة وتحدث بنبرة متقطعه :
_ما..ما.
امتلئت حدقتيها بالدموع وانحنت الي الصغير وهي تحتضنه وقد تساقطت دموعها التي حاولت ان تمنعها مُنذ البداية .. تعلق الصغير برقبتها وهو يبكي رفعت لمي نظراتها الي قُصي وهي ترمقه بنظرة منكسرة لن ينساها ابداً .. تحدثت خالته وكأنها لم يكفيها ما حدث بسببها :
_قعدتي تقولي ابني واديكي ماشية وسيباه عادي .. غرورك منعك انك تعتذريلي علي انك تفضلي معاه .
_انا مغلطتش عشان اعتذر لحد وزيد هيفضل ابني غصب عن اي حد .
قالتها لمي بحقد شديد وهي تعتدل من جديد وترفع زيد واقتربت من قُصي وهي تتحدث بنبرة ألم :
_فاكر لم قولتلك انا هفضل خايفه طول ماانا معاك لحد ماانت تثبت ليا العكس .. انا كنت خلاص هصدق فعلا انك بتحبني بس .. انت مقدرتش تكسر خوفي من ناحيتك يا قُصي واكبر دليل انك بتحرم ابني مني .. صدقني مش هسامحك .
كان يشعر بالالم من كلماتها تلك وكان سيتحدث ويعتذر منها ولكنه انتبه إلي حديثها مع ابنه وهي تتحدث معه بلطف وهي تزيل عبراته الساقطه علي وجنته وتحدثت ببسمه :
_زوزتي حبيبي بتعيط ليه .. مامي هتفضل معاك علي طول يا حبيبي متزعلش ومتعيطش .. احنا مش قولنا ان مفيش ولد شطور بيعيط وان ماما بتفضل جنبنا دايما حتي لو بعدنا عنها.
حرك الصغير رأسه وقد بدأ يتوقف عن البكاء بالفعل فـ اكملت هي من جديد :
_طيب اومال ايه بقي .. انا دايما جنبك ولو احتجتني اتصل عليا علي طول من عند بابي وهتلاقيني عندك يا حبيبي ماشي يا زوزتي .
نظر لها الصغير بحزن شديد وهو يحرك رأسه بإيجاب فـ اقتربت منه لمي وهي تقبله في وجنته بقوة وهي تغمض حدقتيها حتي تمنع نفسها من البكاء كي لا يبكي الصغير مره اخري .. مدته الي قُصي الذي مد يده اليها وهو يأخذ منها زيد وهو ينظر إليها بقوة ولكنها لم تنظر له ثم بعد ان ابتعد عنها الصغير امسكت لمي بحقيبتها وهي تغادر البيت مسرعة ...
بع ان رحلت لمي من البيت نظر قُصي الي صغيره الذي احتضن والده بصمت دون حديث وكأن شعر ان غيابها سيستمر مدة .. كانت خالته ستتحدث ولكنه تحدث بقوة:
_انا مش عايز اي كلامي يا خالتي الله يكرمك.
_يا قُصي يابني انا  ..
_انا مش ابنك .. انا ابن اختك مش ابنك زي ما زيد مش ابن لمي فـ متقوليش ابني ديه .
قالها بقوة وهو ينظر لها فـ نظرت له بصدمة من حديثه أهي قد خسرته الان :
_لم انت متضايق اوي كده مشيتها ليه؟
_لان غصب عني انتي في الاخر خالتي  ومسمحش انك تتهاني في بيتي  بس في الاخر انا هنت مراتي وحبيبتي وام ابني وخليتها تكرهني .. شكرا يا خالتي علي مجهودك.
قالها قُصي بألم شديد وهو يتحرك بصغيره الي داخل غرفته وهو يكتشف الان فداحة  ما ارتكبه في حق لمي وجملتها مازالت تتردد في اذنه " انت مقدرتش تكسر خوفي من ناحيتك يا قُصي واكبر دليل انك بتحرم ابني مني .. صدقني مش هسامحك " لقد فشل في ان تجعلها تثق به والسبب يتلخص به هوفقط المسؤل عما حدث في علاقتهما!
.............................
"زيد تعبان اوي يا لمي وفي المستشفي"
كانت تلك هي كلمات الرسالة التي قد بعثها إليها حينما يأٍ من ان ترد علي مكالمته الثمانية .. نظرت الي الرسالة بصدمة قبل ان تقم من مجلسها وسط نظرات عائلتها المستعجبه ودلفت الي غرفتها وهي ترتدي ملابسها بصورة سريعه وخرجت من المنزل بأكملها بعد ان وجدته قد ارسل لها عنوان المشفي دون ان تجيب علي استفسارات عائلتها القلقة ...
وصلت الي المشفي سريعاً ولكنها وجدته يقف بالاسفل وكأنه كان يعلم بقدومها .. اقتربت منه وهي  تتحدث بقلق شديد :
_زيد ماله؟ ابني ماله يا قُصي حصله ايه؟ حصل ايه قولي؟
امسك بيدها وهو يتحدث بنبرة هادئة :
_اهدي يا لمي اهدي .
نظرت له لـ ثوان قبل ان تنفض يدها من يده فـ نظر هو إليها بتعجب من ردة فعلها وتحدث بنبرة حزينة :
_زيد من ساعة ما انتي مشيتي من اسبوعين وهو مبيكلش ومبيتكلمش معايا خالص او هو مبيتكلمش عموما لحد ما تعب واغمي عليه وجبته هنا الدكتور قالي انه عنده انيميا شديدة وحالة اكتئاب مش مناسبة اصلا مع سنة كـ طفل.
شهقت وهي تضع يدها علي فمها بصدمة من حديثها وتحدثت باستنكار :
_وانت لسه فاكر تقولي دلوقتي يا قُصي يعني هو لو مكنش دخل المستشفي مكنتش قولتلي.
_انا كنت برن عليكي كتير وجيتلك كتير وانتي لا كنتي بتردي ولا كنتي بتقابليني .
قالها بغيظ منها فهي قد تعمدت بالفعل علي عدم محادثته او الرد عليه في مكالماته تحدثت هي بسخرية :
_ماانت ماشاء الله ربنا الهمك الذكاء وبعتلي مسدج وانا جيت عادي اهو.
_للدرجادي احنا وصلنا اننا نتعامل بالمسدجات يا لمي؟
قالها بدهشة حقيقية من حديثها فـ نظرت له بلوم وعتاب قبل ما تنقل حديثها وهي تتحدث :
_فين اوضة زيد؟
نظر لها بحزن شديد قبل ان يتحرك امامها الي غرفة زيد وتحركت هي خلفه بصمت وجو مشحون .. توقف امام غرفة زيد قبل ان يفتح الباب وهو يتحدث ببسة :
_شوف بقي يا سيدي جبتلك مفاجأة ايه؟
قالها قبل ان يبتعد لـ يفسح المجال لـ لمي التي ما ان رأها زيد حتي ابتسم وهو يتحدث بسعادة :
_ماما.
اقتربت منه لمي مسرعة وهي تعانقه بقوة واشتياق وهي تتحدث :
_حبيب قلب ماما .. كده يا زيد توجع قلبي عليك .. مش احنا قولنا ان الابطال بيحافظوا علي نفسهم وصحتهم ينفع اللي انت عملته ده.
حرك زيد رأسه بنفي وهو يعانقها بحب واشتياق كبير وتحدث بنبرة متقطعه :
_وحش..تيني.
_وانت كمان وحشتني يا زوزتي .. يلا بقي يا بطل خف بسرعه عشان نرجع البيت سوا ماشي.
_هترجع.. تاني لـ .. زيد؟
قالها زيد بفرح شديد من جملتها فـ انتبهت لمي علي جملتها في تلك اللحظة وقبل ان تتحدث تحدث قُصي :
_ايوه يا زيد ماما هترجع تاني معانا .
قالها قُصي بنبرة واثقه هادئة وهو يتقر ب من زيد ناظراً إلي لمي .. نظرت له لمي بسخرية من ثقته الواضحه ولكنها لم ترغب  بالحديث امام الصغير .. قبلت الصغير علي رأسه قبلة حنونه قبل ان تتحدث وهي تنهض :
_هروح انا وبابا نجيب اكل ليك ونيجي ليك يا حبيبي ماشي .
حرك الصغير رأسه بإيجاب فـ نظرت لمي الي قُصي ثم غادرت من الغرفة فـ عرف قُصي انها ترغب بالحديث معه .. نهض من جوار الصغير وتحرك الي الخارج وما ان وجدته امامها حتي تدثت باندفاع :
_ممكن اعرف انت بتقول للولد كلام مش هيحصل ابداً ليه؟ مين قال اني هرجع معاكم.
_انا قولت يا لمي.
_وانت تقول اللي انت عايز تقوله وانا المفروض هنفذه من كده.
قالتها بغضب شديد من جملته الهادئة التي رد بها عليها .. تحدث هو وهو يقترب منها وكاد يلمسها فـ صرخت به :
_متلمسنيش يا قُصي اوعي تلمسني.
نظر لها بصدمة من جملتها وتحدث باستنكار :
_نعم ياختي ملمسكيش ايه؟؟ انتي مراتي!
_وهنتطلق يا قُصي فـ متلمسنيش.
قالتها بحده وصرامة  فـ نظر لها وتحدث بسخرية :
_ومين بقي قال الحل الفظيع ده وقال اني هوافق اصلا.
_انا اللي قولت ولو موافقتش هخلعك يا قُصي.
قالتها بعناد شديد وهي تنظر له فـ تحدث هو بدهشة وهو يشير علي نفسه :
_هتخلعيني!!
هزت راسها بإيجاب فـ حرك رأسه بتفهم قبل ان يتقرب منها بصورة مفاجئة فـ شهقت هي برعب وقبل ان تتحدث حملها علي كتفه .. جحظت حدقتيها بصدمة من فعلته ولم تستوعب ما حدث الا بعدما خرجا من المشفي فـ اخذت تتحرك بعنف وتصرخ به ان ينزلها ولكنه لم يستمع لها ..توقف امام عربيته وهي يفتح الباب الامامي الخاص به اولا ثم فتح الباب الخلفي للسيارة ووضعها بها واغلق الباب بقوة وصعد سيارته وهو يقفلها بالمفتاح الالكتروني فـ صرخت به :
_انت بتخطفني يا قُصي افتح الباب ده.
_عمرك شوفتي حد بيخطف مراته بس لو هتسميها كده فـ انا بخطفك ايوه ودلوقتي اسكتي خالص .
قالها بهدوء محذر فـ نظرت هي له بغيظ واخذت تصرخ كـ الاطفال بينما هو تجاهل صراخها فهو يعلم انها تتعمد استفزازه لـ يتخلص منها ولكنه سيكن اعقل منها حتي يصل الي وجهته لم ينسي ان يخرج هاتفه لـ يهاتف شقيقتها لُبني متحدثا :
_ازيك يا لُبني عامله ايه .. معلش يا لُبني كنت عايزك بس تروحي لـ زيد في المستشفي عشان ميفضلش لوحده .. لا لا تعب بسيط بس هو كويس الحمدلله بس انا واخد اختك بس مشوار ومش عايز اسيبه لوحده.
_الحقيني يا لُبني خاطفني يا اختي خاطفني.
قالتها لمي بصراخ ولكنها انصتت الي ضحكات شقيقتها خاصة حينما قال قُصي :
_لا متقلقيش هي تقريبا ديك عضها فـ بتصيح بقالها كتير .. تمام ماشي كتر خيرك يا لُبني مع السلامة.
اغلق قُصي الهاتف بينما لمي صرخت بغيظ وهي تصيح به :
_انت مستفز يا قُصي مستفز .
_عارف يا قلب قُصي عارف.
صمتت عن الحديث وقد ألمها حلقها من كثرة الصراخ .. تذكرت حديثه  وهو يشبهها بالديك مما جعلها تبتسم بسخرية من نفسها فهي كانت تشبهه بالفعل .. لاحظ صمتها وبسمتها تلك مما جعله يبتسم وهو يتعهد لـ نفسه انه سيعيدها إليه وإلي بيته مرة اخري ...
وصلا الي المكان المنشود فـ نظرت لمي حولها باستغراب سرعان ما تحول لـ دهشة فهذا المكان الذي قد اعترف به بحبها نظرت له بدهشة وقد امتلئت حدقتيهابالدموع وفتحت الباب بعد ان فتح القفل الالكتروني وهبطت من السيارة مسرعة وهي تسير مسرعة ولكنها توقفت وهي  تشعر بيده تمسك بمعصمها وتحدث بنبرة أسفه :
_لمي انا اسف .
هبطت دموعها بصمت دون ان تستدير له .. التف هو اليها لـ يقف امامها ومد يده الي خدها وهو يزيل دموعها بيده متحدثا بحزن وندم :
_دموعك ديه علي قلبي والله .. انا اسف يا لمي والله العظيم اسف مكنش قصدي اي حاجه من اللي قولتها .
_مكنش قصدك؟ لم ضربتني مكنش قصدك يا قُصي ؟ لم خيرتني  بين زيد وبين بقائي معاك مكنش قصدك؟ لم بعدتني عنه وانت سبب تعبه ده دلوقتي مكنش قصدك؟ فعلا!
قالتها لمي باستنكار وهي تبتعد عنه ولكنه امسك بيدها وهو يتحدث بنبرة جادة :
_اضربيني زي ما ضربتك.
نظرت له بصدمة وهي تستوعب جملته فـ هز رأسه بتأكيد وهو يتحدث :
_زي ماانا ضربتك اضربيني يا لمي لو ده اللي هيخليكي تسامحيني ومش مهم عندي اي حاجه تانيه غير انك تسامحيني وترجعيلي يا لمي رديلي الكف اللي ضربتهولك .. حقك علي قلبي والله العظيم .
رفع يدها وهو ينوي ان يصفع به نفسه ولكنها سحبت يدها من يده بقوة وهي تتحدث بحده :
_انت فاكر ان بجد كل فكرتي في انك ضربتني وان لم هردهالك هنبقي خلاص متصافيين يا قُصي .. انت اهنتني قصادها وانت عارف قد ايه هي بتكرهني وعارف اني كنت قاعه في القعده ديه لاجلك انت عشان ميبقاش منظرك مش لطيف قصاد خالتك وربنا يشهدد  اني استحملت كلامها السم كتير اوي بس هي  مكنتش بتقدر يا قُصي وانت فوق كل ده نصرتها عليا انا .
_انا رجعلتك حقك يا لمي.
_رجعته بعد ايه؟ بعد ما كسرتني انا وخسرتني انا !
قالتها بسخرية وغضب فـ ردد هو كلمتها بدهشة :
_خسرتك!
_اه خسرتني يا قُصي  .. لما شوفتني بتهان قدامك وانت متدخلتش ولا اتكلمت خسرتني .. لم شوفتها بتمحي حقي في زيد وانت متكلمتش خسرتني .. لم قبلت انها تكلمني بالاسلوب ده وانت قاعد وانا عامله ليك انت الاحترام لكن انت محترمتنيش يا قُصي فـ اه انت خسرتني وفـ الاخر بدل ما تكلمها وتقولها مينفعش كده ضربتني انا وحرمتني من زيد عشان بس دافعت انا عن نفسي مكانك فـ انت عملت كل حاجه تخليك تخسرني .
قالتها بعصبية شديدة وقد تساقطت دموعها بقوة .. نظرت حولها بألم وهي تتحدث :
_تعرف المكان ده دايما شاهد علي كل حاجه .. شاهد علي كسرتي مره وفرحي مره وكسرتي تاني لا وايه وكلهم بنفس الشخص .. انت .. ياريتك ما جبتني هنا يا قُصي مزودتنيش غير وجع وبس .
انهت حديثها وهي ترمقه بحزن ووجع قبل ان تتحرك من مكانها وهي تغادر من المكان بينما هو كان يقف في مكانه لا يملك القدرة علي الحديث وقد بدأت دموعه تتساقط بالفعل وهو قد اعترف اخيراً بخسارته لها للأبد .. لقد اعتمد علي وجودها في حياته دائما ولكنه لم يعلم أن كلمة  "دائماً"  لا توجد سوى في مفردات اللغة فقط وليس لها مكان بأرض الواقع!
..................................
_يلا يا زوزتي عشان نروح الحضانة يا حبيبي.
قالتها ببسمة وهي تمسك بيده بابتسامة .. توجهت الي والدتها لمياء وهي تتحدث الي زيد :
_يلا بوس تيته وقولها تدعيلك يلا.
ترك يدها وهو يركض الي لمياء التي استقبلته ببسمة حنونة بهذا الطفل واحتضانته برفق قبل ان تتحدث بحب :
_بالتوفيق يا بطل ربنا يوفقك يا حبيب تيته ويحميك من العين يارب.
ابتعد عنها فـ ضعت قبلة رقيقة علي وجنته ابتسم الصغير بحب قبل ان يعود لـ يمسك يد لمي وهو يتحدث :
_يلا يا مامي.
_يلا يا حبيبي .. سلام يا ماما.
قالتها لـ والدتها قبل ان تتحرك هي والصغير الي الخارج .. هبطا الاثنان من البيت وتوجها الي عربة لمي التي قد ابتاعتها مؤخراً لأجل مشواريها هي والصغير .. ساعدته في الصعود الي السيارة ثم صعدت هي الي مقعدها المخصص وادارت المحرك وهي تتجه الي مكان حضانته ...
توقفت امام الحضانة وهبطت من السيارة وتوجهت إليه لـ تساعده في الهبوط قبل ان تميل عليه وهي  تتحدث بحنو :
_عايز حاجه يا حبيبي؟
حرك الصغير رأسه نافياً قبل  ان يقترب منها وهو يقبلها من وجنتها في حركت هي يدها في شعره بمشاغبه قبل ان تمسك يده ولكنه قد ترك يده وهو يركض ويصيح :
_بابا!
نظرت لمي الي قُصي وقد شعرت بالدهشة الشديدة وهي تراقب هذا التغير الحادث به .. فـ لقد اصبح انحف قليلاً وقد نمت لديه لحية جعلته وللأسف وسيماً بينما كان يظهر علي ملام وجهه الارهاق مما جعلها تشعر بالقلق ولكنها اجادة اخفاءه بمهارة ...
راقبت هو عناقه لـ صغيره باشتياق فـ ابتسمت لهم بحنو وقد تذكرت في ذلك اليوم بعد ان تركته في المساء تفاجئت به يأتي ومعه زيد وحقيبة ملابسه وتحدث بجملة واحده :
_انتي مامت زيد حتي ولو الكل انكر ده انا معترف بيه يا لمي ومحدش هيحب زيد ولا هيهتم بيه زيك لان مفيش زيك اصلا يا لمي .. انا خسرتك بغبائي بس مش عايز ابني يخسرك وابني مش هيكون كويس غير وهو في حضن مامته .. خلوا بالكم من بعض !
ومُنذ ذلك اليوم لم تراه لـ شهرين متتاليين سوي الأن .. اقتربت منهما وهي تستمع الي حديثه الي صغيره :
_عامل ايه يا بطل؟ اوعي تكون بتغلب  ماما او تيته .
_زيد مش ولد شقي.
قالها زيد وهو يردد الجملة التي تقولها لمي كثيراً له فـ ابتسم قُصي بحب له وهو يتحدث :
_شطور يا حبيب بابا .. يلا روح الحضانه بقي يلا .
طبع قبلة علي وجنتيه ثم انزله ارضاً فـ اشار الصغير لهما بسعادة قبل ان يتحرك الي الداخل .. نظر قُصي لت لمي وتحدث بنبرة هادئة :
_ازيك يا لمي.
_كويسة انت كويس.
قالتها لمي بنبرة مبطنه بالقلق فـ هز قُصي رأسه وهو يتحدث بتعب :
_انا كويس شكرا.
حركت رأسها بإيماء وهي تنظر له بشك ثم بدون تردد اقتربت منه وهي تضع يدها علي جبهته وقد تفاجئ هو من حركتها تلك ولكنها تحدثت بصدمة :
_قُصي انت سخن اوي!
لم يكد يتحدث حتي شعر بدوار حاد وسقط علي اثره ارضاً مما جعلها تصرخ بأسمه بصدمة شديدة وفزع !
.................................
_ممكن افهم انت عيل صغير يعني عشان تهمل نفسك كده.
قالتها لمي بعتاب شديد وهي تجلس بجواره علي الفراش بالمشفي بعد ان ساعدها احد الموجودين امام الحضانه في نقله الي سيارتها وقد اخذته للمشفي سريعاً وهي تشعر بالقلق وقد اخبرها الطبيب انه قد تعرض لدور برد شديد ادي الي صابته بحمي كما انه يعاني من الانيميا نتيجه لـ قلة الغذاء .. تحدث قُصي بهدوء وتعب :
_لا مش عيل صغير .. شكراً لوجودك لو عايزه تروحي دلوقتي انا بقيت كويس.
نظرت له بدهشة وتحدثت بصورة تلقائية :
_انت بتطردني يا قُصي؟
نظر لها باستغراب من تفسيرها لـ جملته وتحدث باستنكار :
_اطردك؟ انا لو اقدر اخدك في حضني ومبعدكيش عني تاني كنت عملتها انا بقول كده عشان انتي متحسيش بالذنب ولا الضيق بأنك قاعده معايا.
نظرت له وقد شاهدت نظرات الالم داخل حدقتيه فـ تحدثت هي لـ تصرف نظرها عن جملته ومشاعرها المنقلبة :
_الدكتور قالي ان جالك انيميا من قلة الغذاء وجسمك فعلا باين عليه الخسسان .
_لاني فعلا مبكلش لاني مبحبش اكل برا .
_ماانت كنت بتاكله في اول جوازنا .
_كنت بخلي واحده تعملهولي في البيت بس بردو مكنتش ببقي مطمن .. كنت بعمل كده عشان مخلكيش تدخلي حياتي ولا تدخليني في حياتك بس انتي دخلتيني في حياتك وطلعتي انتي برا حياتي.
قالها بألم وسخرية من نفسه شعرت لمي بألم من نبرته وحديثه هذا ولكنها تحدثت بتساؤل:
_طب وخالتك فين؟ مبتعملكش هي الاكل ليه؟
_خالتي قطعت علاقتي بيها لانها هانت مراتي واتدخلت في حياتي زيادة ومرضيتش بالجزء الصغير اللي حددته ليها فـ بعدت وسافرت لـ بنتها اللي اطلقت وعاشت برا فـ مبقاش في خالتي بقي .
صمت الاثنان عن الحديث وكل منهما في افكاره الخاصة .. كانت لمي تشعر بالحزن عليه وعلي مرضه بتلك الطريقة فهو لن يجد احد يعتني به في فترة مرضه وهي  تعلم كم هو مهمل فيما يخص نفسه .. انصتت الي جملته المترجيه :
_حياتي  وحشه من غيركم اوي يا لمي .. والله العظيمم ندمت .. الحياة من غيرك ملهاش طعم .. مش ناويه ترجعي بيتك تاني انتي وابننا .
نظرت له لمي وهي تشاهد حدقتيها التي تلمع وكأنه سيبكي! قُصي والبكاء هذا من المستحيلات .. امسك يدها وهو يتحدث برجاء وقد شعر برغبته بالبكاء بالفعل :
_والله تعبت في بُعادك عني مش قادر اعيش من غيرك .. كنت فاكر ان لم تبعدي هتألم زي ما اتألمت ساعة ما هديل بعدت بس لا الوجع اللي انا فيه اصعب اوي مش عارف اتخطاه مش عارف اتخطي وجودك في حياتي اتخطاه ازاي وانتي حياتي كلها يا لمي .. ارجعيلي يا لمي.
سقطت دمعه من حدقتيه مما جعلها تنظر له بصدمة وتحدثت بنبرة غير مصدقه :
_قُصي انت بتعيط!
تساقطت دموعه وهو يغمض حدقتيه فـ اقتربت هي منه بلا تفكير وهي تزيل دموعه تلك وهي تتحكم بدموعها بقوة وهي تتحدث :
_مش متعودة عليك بتعيط يا قُصي دايما متعودة عليك جامد مبتبكيش .
_وجودك كان بيقويني يا لمي.
قالها بألم وحزن فـ بكت لمي ودون ان تتحدث عانقته وهي تبكي علي صدره .. شعر بالصدمة من فعلتها تلك ولكنه حاوطها بذراعيه باشتياق وقوة كبيرة وهو يتحدث بنبرة  صادقه:
_وحشتيني اوي يا لمي  .. متبعديش عن حضني تاني ابداً.
_انت اللي بعدتني عنه يا قُصي .
قالتها بعتاب وهي تبتعد عن حضنه فـ تحدث هو بلهفه وسرعة :
_كنت غبي حمار مبفهمش اي مسمي عايزه تسميه بس الحقيقة اني  مش هقدر ابعدك تاني ابداً .. هترجعيلي تاني صح .
نظرت له مطوله قبل ان تجيبه بنبرةمرحة وهي قد قررت ان تتنازل عن الحزن قليلاً فـ العمر ليس بالطويل حتي تظل في نزاع معه :
_هرجعلك عشان مريض بس ومحتاج رعاية واهم حاجه راحة المريض.
ضحك قُصي بفرح وهو يتحدث بسعادة وحب كبير:
_انا مريض بحبك انتي والله .. بحبك يا لمي لا بحبك ايه انا بعشقك .
_ولمي بتحبك يا قُصي ويعز عليا خناقنا ده .
قالتها لمي بحب وهي تمسك بيده فـ ضغط هو علي يدها وهو يتحدث :
_اوعدك اني هتجنب اي خناقة مهما كانت بعد كده ولو حصل واتخانقنا مش هسيب الخناقة تطول بينا ابداً اوعدك بده يا لمي .
_وانا مصدقاك يا عيون لمي.
ابتسم بفرحه وهو يمسك بيدها ويطبع عليها قبلة حانية قبل ان يغمز لها وهو يتحدث بنبرة ماكرة  :
_ديه لحد ما اقوم ونرجع بيتنا بس.
ضحكت لمي بصخب من جملته تلك ثم احتضنته وقد وجدت ان هذا ابلغ من اي حديث قد يقال .. فهي قد تعبت من الحديث الذي لا ينتهي احد منه .. فـ مرحب بالافعال التي لا يحققها سوا الاحق بنا وفقط وهي بالرغم مما حدث مازالت تثق به !


#النهاية
#Menna_Elnady
#Nemo

 عذراً لـ قلبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن