٢- منحدرنا، منحدرُ التسعين

1K 137 67
                                    

١٩٠٧م.

- أمي انظري لقد مزق لي جيمين رسمتي!!
قال ذو الملامح الحزينة لما آل إليه مجهوده طيلة الصباح

- لمَ مزقت رسمة تاي يا جيمين؟ هل تعلم كم تعب كي يرسمها أخبرني أ ليس ما فعلتَ خطئًا؟!

أخذ جيمين يعبث بأصابع يديه و يناظر الأرض لتظهر وجنته الممتلئة اللطيفة ثم رد عليها بنبرة متحسرة:
- صديقيني لم أقصد يا أمي لكن.. رسمته كانت أجمل من خاصتي.

- يجب أن تسعد لأن أخاك موهوب و يمتلك موهبة لا أن تغار منه، عندما تكتشف موهبتكَ سيكون أول المشجعين كما يجب أن تفعل ألا توافق؟

أومأ طواعية بعدما علم أنه المخطئ و اتجه لأخيه الذي كان يشعر بالذنب لأنه أوشَى به، لكن كلام والدتهما من ذهب دائما حتى أردف:

- أنا آسف يا تايهيونغ أتمنى أن تقبل اعتذاري

- هيا لا تعبس هكذا! تبدو أكثر بؤسًا من السيدة مارجريت بعدما سُرقت! ابتسم أنا أسامحكَ

نظرت مارين لهما بفخر، فهما ثمرة حبها المديد و مكافأة الله لكل حزن شريد.

قررا الصغيران جيم-تاي الذهاب لاستكشاف مكان جديد ككل يوم يمُر على كليهما، يتشبث كل منهما بيد الآخر يسيران على نهج واحد داخل الغابة البسيطة التي لم يسعهما الوقت ليلة أمس لدخولها

كان ما قابلهما منحدر أعلى سفح عالي، ما إن تنظر للأسفل ترتعب لعمق المنظر و الظلام!

لكنه يطل على حيٍ كامل حيث يمكنهم رؤية الناس كالنمل و البيوت كالنقاط، كان هذا أحد أروع المناظر الطبيعية التي شاهداها حتى منذ ولادتهما.

- تمسك بي جيدًا كي لا تقع
تمتم تايهيونغ لأخيه

فـ رد المعنيّ يقول:
- سنموت سويًا أيها الغبي ارجع للخلف بعيدًا عن الهاوية
ثم صمت و أكمل بعد أن جلس ليتبعه الآخر

- بالبعد عن هذا المنحدر المرعب، المكان هنا جميل جدا للمكوث به و تصفية الذهن، لنعتمده و يكون خاصًا بنا، و دعنا نسميه

أفكار جيمين تروق الآخر دومًا لذا ابتسم و شارك بحماس:
- سيكون منحدرنا! دعنا نسميه منحدر التسعين مقتبسٌ من تاريخ مولدنا!

- مرحى!!
و أخذا يتهاتفان و يلعبان سويًا بسعادة و فرح حتى انتهاء اليوم و عودتهما البيت للقاء والدهما المضغوط.

جيم-تاي ليّسا أخويّن، جيم-تاي جسدين و روح واحدة لن يفترقا مهما اقترف الزمن مصائبًا بينهما و افتعل المجازر،

سويًا وُلدا و سويًا سينتهيا.

~~~~

To be continued.

منحدرُ التسعين✔︎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن