٨- عانقيني

455 94 106
                                    

١٩٢١م.

استغرب جيمين غياب والده عن المنزل يومين لكنه كما المعتاد كان مضغوطًا، كانت الساعات القليلة التي يحضرها يحاول جيمين توفير الراحة له بكل الطرق، و تايهيونغ يتحدث معه لم يكن سيئًا لكنه فقط مشغولًا.

منذ رأى تايهيونغ و روزالين ظل يفكر حتى طلوع الصبح، نهض مبكرًا بمعالم الخيبة على مرآه، و جلس على المقعد الموجود أمام البيت ينتظرها كي تشاركه المجلس على ذات المقعد الكبير.

و بالفعل لم يلبس حتى جلست جواره لكنه لم ينتبه بسبب شروده، كانت تنظر له و لمحت كآبته فلكزته كي يلاحظها ثم قالت:
- هل أنتَ على ما يرام؟

- لا.
قال

فردت عليه:
- ما سبب حزنك؟

- وقعتُ في فخ لم يكن عليّ أن أقع فيه طيلة حياتي

قال بذات النبرة مجددا آملا أن تفهمه، تهون عليه و تخبره أنها تحبه دون أن يتطرف للشرح، كان فقط يريدها أن ترى كَم الحب داخل عينيه لكنها لن تفعل و هذا ما هو متأكد منه أكثر من أي شيء آخر.

- أي فخ تقصد؟ أخبرني يا جيمين سوف أساعدكَ على تجاوز حزنك.

تلك المرة نظر لها بشكل جَدي و أردف:
- هل تريدين مساعدتي حقًا؟
أومأت له و كانت سيماها القلقة عليه جميلة جدا فأكمل:

- عانقيني يا روزالين..

ما فاجأه أنها لم تتردد في تلبية طلبه، اقتربت منه بهدوء بعدما لمح شبح ابتساماتها و أحاطته أعلى عرش قلبها..

في تلك اللحظة كان المشهد عاطفيًا للعيان، لكنه ليس كذلك البتة، فجيمين كان مضطربا لهذا العناق الذي اقتاته، لكن الحزن تيبسه أكثر عندما سمع نبضات قلبها تدق بـ طبيعية شديدة.. قتلته داخليًا

- شكرا لكِ يا روز، لقد كنتُ أشتاق أمي و بعد عناقكِ تذكرتها و أصبحتُ بخير.
كذب كي يبتعد عن هذا المكان لم يعد يريد مقابلتها بعد الآن، يجب ألا يفعل هذا إنها حبيبة أخيه!

نهض بسرعة من مكانه و قرر الولوج لمكان بعيد، فأخذته قدماه حيث دار النشر الذي يخص والده، استأذن بالدخول و دلف بعدما سمع موافقته

- هل أنتَ متفرغ اليوم؟ يا جون؟
كان هذا أول ما قاله.

ترك جون القلم و خلع نظارته بينما يخرج من خلف مكتبه و يتقدم منه، و أردف:
- أنا متفرغ لكَ دومًا يا جيمين، هل تريد الذهاب لمكان معين؟

- ألم تشتاق مارين؟ دعنا نزورها الآن أرجوك

•••

قضى كلاهما نهاية اليوم عند قبر مارين، أخبر جيمين والده أنه فقط يمُر بنوبة حزن بسبب والدته و أن تايهيونغ غالبًا قد وقع في حب فتاة جميلة.

كان كل ما يفعله جيمين أنه يدفع أسباب حزنه بعيدًا معتقدًا أنها إذ لم تكن في متناول يده سينساها.. جيمين دائمًا ما يخطئ في التعامل مع أحزانه.

كذلك جون كان يعلم أن حزنه لم يقتصر على مارين أبدًا فكان يحتضنه كل دقيقة و يربت على منكبيه، كان يتمنى امتصاص الحزن منه..

لكنه فقط لا يعلم ما أهمية الموضوع كي يتصرف.

~~~~

To be continued.

منحدرُ التسعين✔︎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن