منحدرُ التسعين✔︎

٧- كان من المفترض ألا أقع فيه

١٩٢١م.

الطيور تختبئ، و الشمس نائمة ليعُم الظلام، السحاب يلحن قصيدة الزمن الملعون بأصوات المطر، و البشر يرقصون عُراة كالعهرة.. تلك صورة الحياة في يومٍ ممطر.

كان تايهيونغ قد أخبر جيمين أنه سيذهب لمكان و يعود سريعًا، لكن جيمين لم يكن يثق إن كان سيثمل مجددًا أم لا؛ فقرر تتبعه بهدوء و بعدما يتأكد سيتجه للمنحدر..

كان يلحقه بخطوات بسيطة و باله ليس بهذا القلق لأنه قد وصل لحديقة الحي الصغيرة، كان ليغادر لكنه وقف يتأكد من الفتاة المألوفة له..

روزالين..
كانت تحتضن تايهيونغ،
و تُقبل وجنته..

حاول تجميع أنفاسه لكنه فقط لا يتحرك من مكانه، ينظر للفراغ أمامه و يفكر كم أنه حرم نفسه من النظر لتلك الابتسامة كي تتحدث بأريحية سواه، و تايهيونغ.. يتعمق بالنظر لها كما يريد هناك..

- لماذا! لمَ هي تحديدًا!

قد سمع أحدهم يُنادي باسمه لكنه تخطى الصوت و ذهب خائب النفس، كان يعلم أنها هي لكنه فقط ذهب كأنه لم يكن، لإنه لم يكن حقًا و لن يكن..

جلس قرب حافة المنحدر يحارب عيناه ألا تذرف حزنها و تلوث به الأرض الطيبة لكنه فشل..

- كم أشتاقكِ يا أمي! لقد تغيّر الجميع عليَّ من بعدكِ و أنا في معاناة بسبب فقداني لهم، أعلم أنكِ تفهمين ما أعنيه هذا مؤلم.

- تايهيونغ يشبه جون في ذكائه لهذا يفعل كل ما يفعله جون، لقد هجرني كلاهما، هل كان يجب أن أتغير لجيمين آخر مثلهم؟

تنهد مريرًا يتأكد أن ما يعيشه الآن ليس حُلمًا أو كابوسًا، لتؤكد له دموعه فكرته فيُكمل حديثه:
- أبي و تاي وسيمان للغاية أ لهذا تُعجب جميع الفتيات بهم قبلًا؟ هل أنا سيء يا أمي؟

احتضن وجهه بين كفيه يبكي على كل شيء فقد امتلأ جوفه بما لا يستطع احتماله لذا يجب أن يُطلق عنانه الآن..

لم يكن تايهيونغ هنا لاحتوائه و لا مارين أو جون لمواساته،
لم يكن هناك عداه و هو خائب الحيلة و ضعيف الوجدان سيبكي الآن و يمسح دمعه بعد دقيقة ثم يضحك و ينشر الإيجابية أينما ذهب، لن يُبالي بحزنه حتى يتهشم ما يسنده في العيش.

مر عليه اليوم بطوله و هو جالس، كان يفكر ماذا سيفعل مع روزالين و كان آخر ما توصل له هو قول الحقيقة و الاعتراف للطرفين،

سيكون الخاسر الوحيد لكنه لن يرتاح بينما يكذب على نفسه، كان يرى أن يدوس على قلبه جهرًا أسهل من وضعه بين قضبان الحديد و في الحالتين لن يتوقف عن النزيف.

- لقد عاهدُتكَ على الوِد يا تايهيونغ، و لن تكون فتاة سبب انقلاب معاهدتي.

~~~~~~~

To be continued.