٤- ما لون أحلامك؟

636 109 95
                                    

الرياح تصبو بعليلها تُأرجح الأوراق لتتراقص في نغمات حنونة تخدر أذن المنصت و تجذبه لجمال الطبيعة الساحر، فـ سبحان مَن خلق فأبدع.

تايهيونغ يشاطر أخيه المجلس قُرب المنحدر الذي اعتادا عليه أغلب سنوات عمرهما القصير! كان يرسم على ورق دفتره و الآخر شاردًا فيه متذكرًا غيرته منه بسبب موهبته حتى أصبح كل الداعمين له!!

- أخبرني يا صاح.
ابتدأ الحديث يجذب المشغول برسمته حتى همهم له فيُكمل سؤاله:

- ما هو لون أحلامكَ؟

ترك الدفتر و القلم.. نظر لجيمين ثم للأرض و السماء يرد عليه بابتسامة:
- لون أحلامي هو لون الفن، انظر حولكَ هناك فن في كل مكان.. الفن حلمي، و حلمي بلونه.

اعترى جيمين الفضول أكثر فأكمل:
- ماذا عن لون فتاة أحلامك؟

استغرب تايهيونغ سؤاله في بادئ الأمر، لكنه معتاد فأخذ يفكر حتى قال:
- وجود الفتيات بركان من الفن يا جيمين أنتَ لا تفهم،
إنهنَّ هدية الله لنا و للكوكب، لولاهُنّ لما تيسرت الكثير من الأمور لنا.

قهقهة صغيرة فرت من فم جيمين:
- أنا معجبٌ بكَ بشدة! تفكيرك يذكرني بوالدنا حقًا أنتما الأروع.

- أخبرني ما يجول ببالكَ و حسب يا جيمين.
قاطع هاجس أفكاره بعدما لاحظ تردده فيما يريد قوله تاليًا.

- ما هو شعور الحب؟ كيف يُحب الناس بعضهم؟

- دعني أخبركَ قصة، اسمع..

سأحكي لكَ عن شاب لا يملك سوى دفتره و أسرته، قرر التفرد بذاته بعيدًا فاتجه لحديقة صغيرة و ما إن ولجَ وصلت شهقات باكية لأذنه، قرر اكتشاف صاحبها و للأسف كانت فتاة جميلة، جميلة جدا لم يسبق أن صادف بجمالها، لا أعلم إن كان وقعَ حتمًا لكنه لا ينفك التفكير بها حتى لحظتنا هذه، أعتقد أن هذا هو الحب!

رفع جيمين كفه على فيهه بدرامية و قال:
- هل وقعتَ لإحداهن؟ ماذا عني أيها الوغد!

- أنتَ رفيق قلبي يا صاح، هنا.
و أشار على أيسره.

سأله الآخر متغاضيًا عن مزاحه:
- لمَ كانت تبكي الفتاة؟ هل ستلقاها مجددًا؟

- كانت تبكي حزنًا بسبب مرض شخص عزيز على قلبها، قالت أنه أقرب الأقربين لروحها، و لا أظنني سألقاها مرة أخرى لكنني أتمنى عساها تخرج من رأسي سريعًا، بتُّ للتفكير مدمنًا بسببها!

- إن كان حبًا فحقًا آثار الحب مقيتة، لا أريد تجربتها.

- أنتَ حقًا شيء ما، انهض انهض لابد أن نساعد مارين.

كان من المفزع بعدما وصلا رؤية والدتهما مغشيًا عليها، رأسها منسدح على طاولة الخياطة و ملامح وجهها تنافس المدمن في الإنهاك!

حملاها في قلق شديد للمركز الصحي و تم استدعاء جون، كانوا جميعهم قلقين حتى أخبرهم الطبيب:

- تعاني من نقص في التغذية، بينما ضغطها منخفض كذلك جسدها منهك، يجب أن ترتاح هذه الفترة دون أية إجهاد.

عاد جميعهم للمنزل، مارين فقط غافية و جون يجلس جوارها يواصل كتابة الورق في صمت، أما جيم-تاي كانا يقظين إن احتاج أحدهم أي شيء.

و هكذا انقضى هذا اليوم بنهاية بائسة، جون قلِق فقط لكنه يكبح سلبيته قدر المستطاع لأجل ولديّه.

~~~~~~

To be continued.

منحدرُ التسعين✔︎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن