في الصباح استيقظ جاك ونظر إلى الساعة وأدرك انه فوت موعده مع العم استيوارت ارتدى ملابسه بسرعة ونزل إلى صالة الفندق وسأل موظفة الاستقبال :
- صباح الخير يا سيدتي.؟
- صباح الخير يا سيدي هل من خدمة .
- إني اسأل عن العم استيوارت من فضلك .
- انه في مطعم الفندق يا سيدي.
- شكرا .
ذهب جاك إلى مطعم الفندق مستعينا بالإرشادات الموجودة على الجدران فوجد السيد استيوارت يتمشى داخل المطعم ويتفقد الطعام ويتذوقه في بعض الأحيان
قال جاك:
- صباح الخير يا عمي استيوارت .
- صباح الخير يا عزيزي
- متأسف جدا غلبني النعاس يا عمي أرجو أن تسامحني
- لا عليك يا عزيزي اذهب إلى تلك الطاولة بجانب تلك الفتاة الشقراء الجميلة وتناول الفطور .
- حسنا يا عمي .قالها وهو مبتسم .
تناول جاك طعام الفطور بجانب تلك الفتاة التي كانت ترمقه بنظرات استحسان وكان جاك مبتهجا لتلك النظرات
بعد الانتهاء من طعام الإفطار استأذن جاك من السيد استيوارت للذهاب بنزهة ليتفقد تلك المدينة والمباني الشاهقة الموجودة فيها. قام السيد استيوارت بإعطاء جاك بعض كارتات الفندق التي كانت تحمل عنوانه وخارطة له وقال له :
- في حال انك لم تستطع العودة إلى الفندق قم بأخذ سيارة أجرة وأعطه احد تلك الكارتات وسوف يقوم بإيصالك إلى هنا .
- حسنا يا عمي وشكرا جزيلا .
وضع جاك الكارتات في جيبه وخرج يتمشى من باب الفندق وهو ينظر إلى تلك المباني الشاهقة والسحاب يتخللها والى الشوارع الضخمة وأصوات السيارات المزعجة وحاول عبور الشارع وإذا بسيارة مسرعة قد مرت على مقربة منه ورن منبه السيارة بقوة مدوية وابتعد عنها جاك بصعوبة ونظر إلى تلك السيارة المسرعة وعلى مسافة مبتعدا عنه استخدم تلك القوى التي يمتلكها وقام بإبطاء سرعتها وسمع صوت فرامل السيارة وهي تصدر صريرا من عجلاتها الأربع بعد الاحتكاك بإسفلت الشارع . ضحك جاك من فعلته هذه وكيف أن سائق السيارة ارتبك ولا يعرف ماذا حصل .
بدأ جاك بعبور الشارع الأخر ونفس الحالة حدثت كان هناك راكب دراجة نارية يقود دراجته بسرعة كبيرة نظر جاك إلى تلك الدراجة فاهتزت من الخلف فارتبك سائقها ووقف على جانب الطريق ونزل من دراجته يتفحصها ضحك جاك لذلك أيضا وأنهى عبور الشارع وإذا أمامه حديقة جميله فيها أشجار كبيرة وزهور متنوعة وفيها بعض الشوارع الكونكريتية الصغيرة التي يستعملها راكبو الدراجات الهوائية وفي وسط تلك الحديقة نافورة جميلة تجذب الناظرين إليها اتجه جاك إلى تلك النافورة وفجأة وهو باتجاه النافورة وإذا بشعر طويل حريري بني اللون يضرب بأطرافه خد جاك التفتت راكبة الدراجة وهي مبتعدة ولم ير جاك سوى نصف وجهها ولكن عين تلك الفتاة كانت كبيرة وجميلة لم يستطع جاك تمييزها بشكل جيد وقالت له :
- متأسفة يا سيدي وأشارت له بيدها التي كانت تبدو جميلة أيضا كعينيها وابتسمت له ابتسامة خلابة .
ابتسم جاك لها وقام بالتلويح لها بيده وبسرعة فكر جاك في استخدام قواه البصرية ليسقط تلك الفتاة من الدراجة ليتسنى له التعرف على تلك العينين التي لم ير مثلها وتلك السنابل (الشعر) التي ضربت خده نظر إليها وركز فسقطت بجانب النافورة .
ساقي.توقف جاك عن المشي بعض الوقت لكن تلك الفتاة لم تقم من الأرض مشى بضعت خطوات أخرى وانتظر الفتاة لم تنهض ركض مسرعا إلى تلك الفتاة وكانت ملقية على الأرض والدراجة الهوائية فوقها وكان وحده من وصل إليها وهي تصرخ :
- ساقي .ساقي.ساقي... ساقي ....
- ماذا حصل يا آنسة ؟
- لا اعلم سقطت من دراجتي على حافة تلك النافورة وساقي تؤلمني جدا
- نظر جاك إلى ساق الفتاة وقد كان مرتبكا ويشعر بتأنيب الضمير بأنه أوقع تلك الفتاة المسكينة عمدا وقال لها :
- يبدو لي إنها متورمة أو مكسورة يا آنستي
- ابعد الدراجة عني لو سمحت
- حسنا ... حسنا يا آنسة
أبعد جاك الدراجة عن الآنسة وحملها بين يديه وهي تصرخ من الألم وركض باتجاه الشارع وكان شعرها يغطي وجهها صرخ جاك
- تكسي ... تكسي
فوقفت احد سيارات الأجرة إلى جانب الطريق وقال سائقها
- نعم يا سيدي هل تريد سيارة أجرة .
- نعم هناك حالة طارئة ساق الآنسة مكسورة أوصلها إلى اقرب مشفى لو سمحت
- خمسون دولار يا سيدي
- حسنا هذه الخمسون دولار أسرع لو سمحت
قال جاك للآنسة المصابة
- ما اسمك يا آنسة
- سوزي هاملت
وضع جاك الآنسة في المقعد الخلفي في سيارة الأجرة وقالت له
- دراجتي الهوائية يا سيدي
تذكر جاك الكارتات التي أعطاها السيد استيوارت وقام بإخراج واحدا منها وأعطاه للآنسة سوزي وقال
- ستجدين دراجتك الهوائية في ذلك الفندق
وضرب بيده على سقف سيارة الأجرة وطلب إليه الإسراع إلى المشفى
رجع جاك ليأخذ الدراجة الهوائية وفي طريقه اخذ يفكر ويقول في نفسه لقد كسرت ساق تلك الفتاة البريئة واخذ يلوم نفسه على فعلته ويقول بعد الآن لن استعمل تلك القوى أبدا وبنفس الوقت ينظر وإذا بطفل صغير يحاول عبور الشارع في غفلة عن والديه وكانت هنالك سيارة مسرعة باتجاهه فنظر جاك إلى ذلك الطفل واستخدم قواه البصرية وأوقف الطفل عن الحركة حيث بقى الطفل في جانب الطريق لا يستطيع الحراك إلى حين عبور تلك السيارة المسرعة .
عند عبور جاك الشارع مر من جانب الطفل نظر الطفل إليه وابتسم وكأنه عرف انه من منعه من عبور الشارع ابتسم جاك له أيضا وهز رأسه إليه وذهب باتجاه النافورة ليجلب الدراجة الهوائية التي تعود للآنسة سوزي
عند وصوله إلى النافورة وإذا بامرأة عجوز تلبس ملابس رثة ولها وجه مجعد وعينان زرقاوان صغيرتان وتلبس شالا ممزقا على رأسها وبعض خصلات الشعر الأبيض متدلية على خديها تحمل الدراجة الهوائية التي تعود إلى الفتاة بيدها
قال لها جاك :
- لماذا تحملين الدراجة يا سيدتي إنها ليست لك إنها تعود لي
لم تجبه العجوز بأي كلمة كرر جاك ما قاله سابقا لم تجبه أيضا وحملت العجوز الدراجة الهوائية بكلتا يديها وألقت بها في النافورة . ذهب جاك مسرعا إلى النافورة لكي يستخرج الدراجة وهي داخل الماء فوضع إحدى ساقيه على حافة النافورة والأخرى داخلها وإذا بالعجوز تدفعه من الخلف بقوة فيسقط في النافورة كليا وإذا به يهوي في ممر عميق ومظلم وهو مرتبك ولا يعرف ماذا يحصل فأغمض عينه وسقط .