بدايه الحقيقه

3 1 0
                                    

بقى جاك وحيدا في المسبح والفتيات الأربعة خرجن من باب المسبح ارتدى جاك ملابسه وتبع الفتيات إلى الخارج .وعند خروجه من الباب وجد شخصين أمام باب المسبح سألهما جاك قائلا :
- من أنتما؟ وماذا تفعلان هنا ؟
- أنا ادعى جون
- وانأ ادعى مورجن
- ماذا تفعلان هنا؟ وكيف جئتم؟
أجاب جون :
- نحن صديقان ونعمل في مكان واحد وكنا واقفان أمام نافورة جميلة في احد الحدائق العامة وبينما كنا نتأمل بعض النقوش في وسط النافورة قامت امرأة عجوز بدفعنا من الخلف داخل النافورة ثم وصلنا إلى هذا المكان المهجور كيف؟ لا نعلم ولا ندري ذلك وسمعنا صوت موسيقى جميل فتبعناه حتى وصلنا إلى هنا ثم خرجت أربعة نسوة جميلات من هذا الباب ودخلن في داخل القصر عن طريق ذاك الباب ودخل معهم شخص يرتدي لباس داخلي وردي اللون ( شورت ) .
وكان جون يتحدث ومورجن يهز برأسه علامة على صدق ما يقوله.و قال لهما جاك :
- هل تعرفان سبيل الخروج من هذا المكان ؟
- لا نعرف إلى ذلك سبيل. ومن أنت يا سيدي ؟
- ادعى جاك مايكل وحالي هي نفس حالكم
- ماذا تعني في ذلك؟
- أنا أيضا دفعتني عجوز في تلك النافورة ثم أتيت إلى هذا المكان المهجور
- وهل تعرف سبيل للخروج من هنا ؟
- لو كنت اعرف ذلك ما كنت سألتكما نفس السؤال
- يا جاك لماذا لا نتبع تلك الموسيقى الجميلة وتلك النسوة المغريات ونقوم باللهو وممارسة الحب معهن . يبدو من أشكالهن أنهن تواقات لفعل ذلك.
- الموسيقى التي تسمعانها مسحورة وتحثنا على أن نتبعها والفتيات اللاتي رأيتموهن قاتلات ويختبئ خلف ذلك الجمال الرائع وحوش كاسرة لا نراها إلا حين ينعدم الضوء فيظهرن على حقيقتهن القاتلة
أجاب مورجن :
- هل تشكو من الحمى يا سيدي أم تريد أبعادنا عنهن لتظفر بهنَّ وحدك
- صدقوني فما أقول حقيقة وقد رأيتم كيف استطاعت عيني فتح الباب
- ضحكا منه ولم يسمعا ما قاله ومشيا وراء الموسيقى التي كانت تصدر من باب القصر ووقفوا جميعا أمام باب القصر الذي كان مفتوح على مصراعيه وعند وقوفهم تفاجئ الجميع عندما نظروا إلى داخل القصر رأوا النساء الأربعة وهن يرتدين ملابس داخلية سوداء اللون يعلوها روب اسود شفاف ترى الملابس الداخلية من خلاله ويزين رقابهن زهور سوداء اللون أيضا مربوطة حول أعناقهم بخيط اسود لماع وهن يرقصن حول الرجل الساذج ( صاحب النظارات ) وليس هذا ما فاجئ الجميع بل الجثة التي كانت مرمية خلف ذلك الرجل وكانت ممزقة بوحشية وما تزال آثار الدماء على أرضية صالة القصر في تلك الأثناء همس جون إلى صديقه قائلا :
- يبدو إن ما قاله جاك حقيقة وليس خيالا
- أظن ذلك يا صديقي علينا الخروج من هنا وإلا كان مصيرنا مثل ذلك الشخص المقتول
سمع جاك حديثهما وقال لهم :
- الم اقل لكما ذلك ولم تصدقاني
- نحن آسفان يا سيدي ولكن ما العمل؟
- سوف أنقذ ذلك الرجل وإلا قُتل
- سوف يقتلنك يا سيدي معه
وفي تلك الأثناء بدء باب القصر الكبير يُغلق شيئا فشيئا قال جاك للرجلين :
- اذهبا بعيدا عن هذا الباب وحاولا أن لا تسمعا تلك الموسيقى وإذا رأيتم تلك النسوة أغمضا أعينكما حتى لا يغرينكما فتقتلا
- حسنا يا جاك سوف نفعل ذلك ولكن يجب أن لا تذهب إليهن خوفا من أن يقتلنك
- الوقت يمر بسرعة وسوف يغلق الباب وتضيع فرصة إنقاذ الرجل وعلينا تخليصه إنهن لا يقتلنني لأني صديق لهن اذهبا أنتما واختبأ بالحال وقبل أن يغلق الباب دخل جاك مسرعا إلى داخل القصر وقف أمام الرجل الساذج مواجها الفتيات الأربعة وقفت الموسيقى ووقف الرقص وحركات الإغراء التفت جاك إلى الباب واستخدم قواه البصرية وفتح الباب على مصراعيه وانتظر الرجل الساذج كي يهرب ولكنه بقى في مكانه جاثما من هول ما رأى قام جاك بوكز الرجل لتنبيهه وفعلا انتبه وخرج مسرعا من باب القصر في تلك الأثناء الأختان الشقراوان غضبتا غضبا شديدا ونظرتا إلى أرضية القصر وإذا بمناشير مدورة حادة الحافة تخرج من الأرض ومن كل مكان وبسرعة فائقة حتى كادت أن تصل إلى ساقي جاك ولكن بسرعة كبيرة قفزت اميلي الصغيرة بالقرب من جاك ونظرت إلى تلك المناشير فأوقفتها بالحال وقبل أن تصل إليه وضعت انجيلينا يدها على قلبها وفتحت عيناها وظهر عليها الهلع من شدة الخوف على جاك ساد الصمت المكان لحظات وكانت اميلي تدور حول جاك لتحرسه من كلتا أختيها خوفا عليه وردا على موقفه في المسبح عندما طلب مغازلتها رغم معرفته بمرضها .
التفتت انجيلينا إلى أختيها وهي تنظر إليهم بازدراء وغضب واتجهت إليهم وقالت :
- ماذا تفعلان أيتها الغبيتان كدتما تقتلانه وتضيعان الفرصة علينا للخلاص .
أجابت إحداهما وكانت كاترين :
- لقد حذرناه قبل هذه المرة فلم يسمع الكلام
- لو حدث له مكروه لقتلتكما معا
- أتفضلينه علينا يا انجيلينا ؟
- الم اقل إنكما غبيتان انه رجل يتمتع بقوة سحرية وقد يخلصنا من هذه الحالة الوحشية التي نحن فيها
سمع جاك ما دار بين الأخوات من كلام وقد سكن روع التوأمين ورجعا إلى الخلف وجلستا على الشلوزون ( الكنبة ) التي كانت موجودة خلفهم وهن يرمقن جاك بنظرات تنم عن عدم الرضا لما فعله .
وقفت اميلي عن الدوران حول جاك بعد أن أيقنت هدوء أختيها وذهبت وجلست على شازولون ( كنبة ) لوحدها وأقبلت انجيليا نحو جاك وهي ترتدي هذا الزي الأسود والوردة السوداء تزين عنقها ومشيتها الخلابة وكالعادة عند أول خطوة خطتها بدت تلك الموسيقى تنشد إلحانها وكانت الرياح الآتية من باب القصر تتخلل شعرها الجميل وتدفعه إلى الخلف وبعض خصلات الشعر متدلية على خديها وارتسمت بسمة على تلك الشفاه العريضة أنست جاك كل ما حصل ولولا ذلك الموقف الذي حصل قبل قليل وعدم تناسب الوقت لقبلها واحتضنها بقوة .
وقفت أمامه وبعد برهه من تبادل النظرات قالت أنجيلينا :
- الم أحذرك فيما سبق وقلت لك أن لا تتدخل قد لا أستطيع إنقاذك في الوقت المناسب ولولا تدخل اميلي لكنت في عداد الأموات
- لا أستطيع ذلك يا أنجيلينا لا أستطيع أن أرى شخص يقتل بدون ذنب وان امنع نفسي من التدخل لإنقاذه
- أنا خائفة عليك وحسب
- لا تخافي فانا املك قوة أستطيع هدم هذا القصر بكامله واجعله من الماضي
- لا تستطيع ذلك لان هذا القصر ابدي ولو كان كما تقول لفعلناها نحن منذ زمن بعيد
- لا افهم ما تقولين
- سأقول لك كل شيء دعنا نذهب من هنا
- لا اذهب من هنا حتى تقطعين لي عهدا بعدم قتل الأشخاص الموجودين بالخارج
- حسنا لك ذلك ولكن لا أستطيع إلا لبعض الوقت
- أوافق على ذلك
أمسكت أنجيلينا بيد جاك وإذا بهما ينطلقان بسرعة البرق
الفصل الثامن
(بداية اللغز)
انطلقت انجيلينا وهي تمسك جاك بسرعة البرق وإذا بهم في حديقة القصر وكان الجو غائما بعض الشيء وهنالك سحاب موجود في الأفق وعلى ما يبدو وقت العصر (ما بعد الظهر)
كانت الحديقة ميتة لا يوجد فيها غير الأشجار القديمة والكبيرة وأوراق كثيفة متفسخة وسواقي قديمة و متهدمة وقال جاك :
- أين نحن يا انجيلينا
- نحن في حديقة القصر
- أي حديقة إنها مجرد أطلال
سحبت انجيلينا جاك من يده وبدأ يتمشيان في تلك الحديقة كانت انجيليا تنظر إلى الأشجار والسواقي بطرف عينها وكأنها تأمرها فتتفتح الأزهار وتورق الأشجار ويجري الماء في السواقي وتدب الحياة في تلك الحديقة حتى أصبحت تخلب الألباب .
- هذه هي حديقة قصرنا هل تعجبك الآن
- كيف فعلت ذلك!
- انه السحر يا عزيزي
- هل انتن ساحرات
- ليس في المعنى التقليدي نحن ساحرات رغماً عنا
- لا افهم كلامك لقد أعدت الحياة في تلك الحديقة الميتة
- لا تتعجل يا جاك سأطلعك على كل شيء تعال لنتمشى إلى تلك النافورة التي بناها لنا والدنا واستخدم أرقى الحرفيين الايطاليين في بناءها
- القول قولك يا عزيزتي
ذهب الاثنان إلى النافورة وكانت في مكان مرتفع وهي مدورة الشكل يعلو وسطها حجارة وضعت بشكل فني وجميل ونقوش على تلك الأحجار جميلة جدا عند رؤية الناظر لها وقف الاثنان إلى جانب تلك النافورة ونظر إليها جاك وقال
- رأيت تلك النافورة من قبل يا انجيلينا
- آه آه آه (تضحك) إنها نافورة فريدة ولا يوجد شبيه لها في كل الدنيا لقد بناها امهر البنائين وامهر المهندسون وصرف أبي ثروة عليها لتصبح بهذه المنظر الجميل
- إني لا امزح لقد رايتها وهي تشبه تلك النافورة التي سقطت فيها واتيت إلى هذا المكان مع اختلاف بسيط ولكني متأكد إنهما سيان.
- على كل حال قولي لي الحقيقة يا انجيلينا وكيف أصبحتم بهذا الحال يبدو لي إنكن تتصرفن خلافا لطبيعتكنَّ
- حسنا يا جاك سأطلعك على هذا الشيء واعلم انه لم يطلع على سرنا احد سواك ولم نمارس الحب طول تلك المدة إلا معك ونحن نستخدم الإغراء لنصطاد بها فرائسنا في النهار ونقوم بأكلها في الليل ونحن على تلك الحالة منذ عشرات السنين أو أكثر من ذلك
جلست انجيليا على حافة النافورة وأخذت تداعب الماء بكفها وقالت له :
- تعال واجلس بقربي
- حسنا .وجلس بقربها
- ضع يدك في يدي وأغمض عينيك سأريك كيف إننا أصبحنا بهذه الحالة
أغمض الاثنان أعينهما وإذا بجاك يغوص في أعماق انجيلينا وكأنها دعته للدخول إلى عقلها وجاك يرى ويسمع كما لو كان معهنَّ في الحقيقة أو كالذي يشاهد فيلما سينمائيا يعرض أمامه حيا رأى جاك!
السيد بول وكان والد انجيلينا وكان اسمر اللون بني الشعر ذا عينان صفراواتان حسن الطلعة وكان رجل ثري يمارس تجارة القطن ويمتلك بعضا من مزارعها والى جانبه تجلس السيدة بول زوجته وكانت جميلة جدا شعرها الاشقر الطويل وعيناها الزرقاوان الكبيرتان وانفها الصغير الجميل وخصرها النحيف وكانت طويلة القامة ومن الجمال بحيث إن السيد بول لا يفكر سواها وكلا الزوجين كانا طيبي القلب ويعاملان الناس بمحبة والخدم بطيبة قلب لا نظير لها
كانت عائلتهم التي تتكون من أربعة فتيات وهم انجيلينا , كاترين , جين وهما توأم , اميلي الصغيرة المريضة .
كان كل أفراد الأسرة محب للآخر ويعيشون بترف وسعادة كان السيد بول محب لبناته حيث لا يرفض لهن طلب وكان يقيم الحفلات الصاخبة ليلا لترقص الفتيات ويأنسنَ حتى إنهن طلبن إقامة مسبح لهن لكي يمرحن فنفذ لهم طلبهن وبناه بجوار القصر وكان لا يترك لهن طلب إلا ونفذه في الحال وبأسرع وقت وكان يقول لهن :
- انتن وأمكم ثروتي الحقيقة وليس المال والمزارع التي املكها بدونكن الحياة لا طعم لها ولا لون.
ماتت خادمة القصر الكبير التي كانت مسؤولة عن الخدم والقصر وبعد دفنها وإقامة المأتم لها من قبل السيد بول لأنها كانت مربية بناته وخادمتهن الأمينة .بقى القصر بلا رئيسة خدم.
كان هنالك بعض الخادمات في القصر ولكن لا تتوفر فيهن الكفاءة لإدارة شؤون القصر بأكمله ولذلك وبعد مضي مدة طلب السيد بول أن يجد لهم رئيسة خدم جيدة تعرف القراءة والكتابة ومتمرسة في إدارة شؤون القصور.
بعد مضي مدة رشح له صديقه السيد جورج احد رئيسات الخدم وتدعى الآنسة (ماغي شارل) وهي من أصول فرنسية وتعرف اللغة الفرنسية والانكليزية وتجيد الكتابة وعلى الرغم إن عمرها إحدى وأربعون سنة إلا أنها غير متزوجة ولا عائلة لها سوى أخيها ويدعى فيلب . بعد مشاورة السيد بول لزوجته وبناته وقع الاختيار عليها وطلب من السيد جورج أن تحضر وتباشر عملها الجديد ولكن السيد جورج قال :
- إن الآنسة ماغي لها طلب صغير
- وما هو يا جورج
- أن يزورها أخوها السيد فيلب من حين إلى أخر
- لا مانع عندي من ذلك
أتت الآنسة ماغي إلى القصر واستقبلتها العائلة وأفهمت السيدة بول الآنسة ماغي على عملها ومتطلبات القصر
كانت الآنسة ماغي امرأة حسنة الوجه لها جسم طويل رشيق وتجيد التعامل مع الآخرين بلباقتها وحسن اختيارها للكلمات وكانت تدير القصر والخادمات على أحسن وجه وكان أخوها فيلب يزورها من حين إلى آخر وكان السيد بول يقدم المساعدة له عندما يزور شقيقته استمر هذا الحال لفترة من الزمن وفي احد الأيام وفيما كانت العائلة جالسة على مائدة الطعام لتناول العشاء كانت الآنسة ماغي تقف خلف السيدة بول والتي كانت تجلس أمام زوجها في الطرف الآخر من المائدة والفتيات يجلسن على الجوانب انجيلينا واميلي على جانب وجين و كاترين على الجانب الآخر كانت انجيلينا تجلس بالقرب من أبيها وكانت ترى الآنسة ماغي ترمق أبيها بنظرات استحسان فاضحة وعندما ينظر إليها السيد بول تبسم له ابتسامة يشوبها القلق وهذه ليست المرة الأولى التي تراها فيها .
بدأت العائلة بتناول العشاء وكان في الصحن الذي أمام السيد بول شريحة من لحم البقر وهو يمسك بيده الشوكة والسكين وراح يضغط بقوة على السكين لكي يقطع اللحم وإذا بالصحن ينقلب ويقع على السيد بول وتتسخ ملابسه أتت الآنسة ماغي بسرعة اتجاهه وقامت بأخذ صحن فارغ من طاولة الطعام وأخذت تنظف حجره بدون حشمة إلى أن امسك السيد بول بيدها ونظر إليها وهي تنظر إليه بنظرات وقحة وكأنه لا يوجد احد غيرهما وقف السيد بول ووجهه محمر خجلا وتلعثم في كلامه وقال :-
- لا عليك يا آنسة سأغير ملابسي
- متأسفة جدا يا سيدي. وسكتت
ذهب السيد بول إلى غرفته لتبديل ملابسه وعندما أعادت الآنسة ماغي الصحن إلى الطاولة نظرت إليها انجيلينا نظرة ازدراء وغضب فقالت ماغي
- متأسفة متأسفة جدا وذهبت إلى المطبخ
لم تكن انجيلينا ترتاح إلى الآنسة ماغي وكانت دائما ما تشعرها بذلك ولكنها كانت واثقة كل الثقة من والدها الذي كان رجل محترم ويكن كل الحب لوالدتها .

روايه انجليناWhere stories live. Discover now