الحقيقه الكامله

3 1 0
                                    

مرضت السيدة بول وكانت الآنسة ماغي ترعاها على أحسن وجه ولكن المرض بعد مضي مدة اشتد عليها فطلب إليها السيد بول دكتورا قام بفحصها وقال :-
- إن السيدة بحالة جيدة ولا تشكو من شيء جسدي سأكتب لها بعض المقويات والفيتامينات
لم يصدق السيد بول ما قاله الدكتور ولذلك قام بطلب دكتور أخر لعله يقع على العلة قام الدكتور الثاني بفحصها وقال له نفس الشيء وجاء السيد بول بطبيب ثالث بعد أن سمع ما يتمتع به من ذكاء وسمعة حسنة وقام بفحصها فحصا دقيقا وقال له :-
- يا سيد بول إن زوجتك لا تشتكي من مرض جسدي يعرفه العلم وما قاله الأطباء السابقون صحيح ولا أستطيع كتابة دواء غير بعض المنشطات والمقويات
- ما العمل إذا يا دكتور؟
- متأسف للغاية يا سيدي لا أستطيع عمل شي
بكي السيد بول لحال زوجته التي بدأت بالضعف والهزالة حتى كادت أن تخرج عظام وجهها .
كانت الآنسة ماغي خادمة القصر الكبيرة تعتني بالسيدة بول وتقوم بإعداد الطعام لها ولقطتها (نكنك) وهي قطة عزيزة على السيدة بول وهي بيضاء جميلة اللون وإن السيدة بول تطعمها بيدها حتى وهي مريضة كانت تنادي عليها وتضع الطعام بجانب السرير لها .
كانت الآنسة ماغي تسهر الليل بجانب السيدة بول وتعتني بها وبزوجها و ببناتها عناية فائقة جدا حتى إن انجيلينا بدأت تلوم نفسها على عدم معاملتها فيما سبق جيدا وفي احد الليالي استيقظت الآنسة جين في منتصف الليل وتريد الذهاب إلى الحمام وفي طريقها سمعت بعض الأصوات تصدر من مطبخ القصر ذهبت إلى المطبخ لترى ما هذه الأصوات وعند وصول الباب رأت الآنسة ماغي وهي تضع شيئا في صدرها على وجه السرعة عند انتباهها إن هنالك احد قادم إلى المطبخ وهي ممسكة بصحن فيه طعام فقالت لها جين :-
- ماذا تفعلين هنا في هذه الساعة المتأخرة من الليل ؟
- كنت اعدد بعض الطعام لسيدتي فهي جائعة فطلبت منى أن اجلب بعضا منه.
- ولكن أمي ترفض تناول الطعام منذ عدة أيام
- لعلها شعرت بالجوع وهي لا تدرك الوقت لكونها مريضة
- حسنا يا آنسة ماغي
ذهبت جين إلى الحمام والآنسة ماغي إلى غرفة السيدة بول وفي الصباح قصت جين ما حدث بالأمس لتوأمها ولكنهما لم يساورهما أي شك تجاه الآنسة ماغي المخلصة .
بعد مرورالسيدة بول وهي مشرفة على الموت وانقطعت عن تناول الطعام وفي احد الأيام دخلن الفتيات الأربعة إلى غرفتها فوجدوا الآنسة ماغي تحاول إدخال الطعام عنوة إلى فم أمهم و المسكينة لا تقوى على الكلام وكل ما تفعله إنها لا تفتح فاها غضبت الفتيات من الآنسة ماغي وأخذن الصحن الذي فيه الطعام ورمينه إلى القطة التي كانت تحوم حول السرير لكن الآنسة ماغي اعتذرت لهن وقالت :-
- يجب أن تأكل فإنها لا تقوى عل الكلام وإذا لم تأكل ستموت.
أجابت انجيلينا بعد أن سكن روع أخواتها :-
- نحن متأسفات يا آنسة فنحن في حالة نفسية سيئة لمرض والدتنا
- لا عليك يا آنسة أنا افهم ذلك وعن إذنكم
بعدة عدة أيام توفت السيدة بول وقام زوجها وبناتها بدفنها وإقامة عزاء كبير لها وكانت العائلة في حال يرثى لها وازدادوا حزنا لان قطة أمهم هي الأخرى قد ماتت بعدها بعدة أيام قليلة وكانت أيام صعبة على الجميع.
بعد مرور سنة على وفاة السيدة بول عادت بعض البهجة والمرح على العائلة ولكن ليس كالسابق .
هنالك بعض النظرات المفضوحة بين السيد بول والآنسة ماغي وفي احد الأيام دعا السيد بول بناته الأربعة وقال لهم :-
- إني أريد الزواج ثانية لان لي حاجياتي الخاصة والتي لا تقضيها إلا الزوجة لزوجها هل لديكن مانع
نظر الأخوات إحداهن إلى الأخرى باستغراب وقالت انجيلينا له :-
- لا مانع لدينا يا أبي إذا كان هذا الشيء فيه راحة لك هل هنالك واحدة معينة
- نعم يا حبيبتي
- ومن هي سعيدة الحظ
تلعثم الوالد وبدا عليه القلق والحيرة وقال :-
- إنها الآنسة ماغي
ظهرت على وجوه الأخوات بعض الاستغراب ونظرات الاستهجان وقالت كاترين :-
- إنها مجرد خادمة يا أبي
- اعرف ذلك ولكني لا انظر لها بهذا الشكل فهي امرأة جميلة ومثقفة وتحبكنَّ واعتنت بكنَّ والسبب الأهم إنها وقفت إلى جانب والدتكن في مرضها وسهرت عليها ليالي طوال أطعمتها وكانت تعتني بها بشكل لا يوصف هذا السبب الحقيقي لاختياري لها.
كان كلام الأب منطقي وصحيحا مما أدى إلى سكوت الفتيات وإبداء موافقتهن على ذلك الزواج رغم معارضة اميلي الأخت الأصغر لذلك الزواج فلم تستطع أن ترى احد يأخذ مكان أمها فانتابها الغضب وتركت والدها ودخلت إلى القصر .
تزوج السيد بول من الآنسة ماغي وقضى شهر العسل خارج المدينة وبعد الشهر عاد الزوجان إلى القصر ومنذ أول يوم وطأت قدمها القصر شعرت الفتيات بالاختلاف الذي حصل ؟
من خادمة إلى سيدة رجل ثري حسن السمعة و اكبر تجار القطن في البلاد انقلبت معاملة السيدة بول الجديدة رأسا على عقب فبدأت مضايقة الفتيات بالكلام والأفعال وتأليب الوالد عليهن بطرق مختلفة وملتوية ومحاولة إبعاد الأب عن بناته بشتى الطرق والأدهى من ذلك هي موافقة الأب على أن يعيش السيد فيليب اخو السيدة ماغي معهم في نفس القصر وكان فيليب دميم المنظر سيئ الطلعة طويل الجسم ونحيف كما وان لهجته رديئة وعدم تناظر شطري وجهه يظهره وكأنه من المجرمين وكان يضايق الفتيات بشتى الطرق لكن الفتيات سكتن عليه حتى لا يجرحن مشاعر والدهن تارة والابتعاد عن مواجهة زوجة أبيهم تارة أخرى والعجيب إن الوالد كان يطيعها طاعة عمياء وبدون تردد وإذا قالت فعل وإذا نهت امتنع .
وفي احد الأيام كان السيد بول يتفقد احد مزارعه القريبة وكانت السيدة ماغي والسيد فيليب يجلسان في مكتبه وكان له بابان احدهما أمامي ويدخل إليه من الخارج والثاني جانبي وهو يؤدي إلى غرفة النوم القديمة التي كانت تعود للسيدة بول في الطابق الثاني للقصر.
خرجت انجيلينا من غرفتها صدفة وسمعت صوت يصدر من مكتب والدها سالت احد الخادمات :-
- أليس أبي في المزرعة يتفقد العمل
- نعم يا سيدتي خرج في الصباح الباكر
- من داخل مكتبه إذا ؟
- السيدة ماغي والسيد فيليب
- ومن سمح لهم بالدخول إلى المكتب . اذهبي من هنا الآن
- حسنا يا سيدتي
ذهبت انجيلينا إلى غرفة والدتها القديمة لكي تسترق السمع والتعرف فيما إذا كان الحقيرين يدبران لها ولأخواتها المكائد دخلت الغرفة ووضعت أذناها على الباب الثاني الذي يفصل المكتب عن الغرفة وسمعت السيدة ماغي تقول :-
- لا أستطيع فعل ذلك فانا أحبه بكل جوارحي وانه لم يعاملني معاملة سيئة ولو للحظة
- لا تكوني ضعيفة فنحن هنا ليس للحب ولا نعرفه ثم انه يحبك لأنك تسحرينه كل يوم
- نعم أنا ساحرة واستخدم السحر الأسود منذ نعومة أظافري ولكني أيضا إنسانة ولي قلب ومشاعر وأحاسيس وبالرغم من كثرة الأشخاص الذين قتلناهم لم اشعر بشيء تجاههم وكنت اقتلهم بدم بارد إلا إن السيد بول مختلف عنهم كليا فهو يعاملني مثل الملكات وأنا أحبه بكل جوارحي وكلما أقدمت على قتله منعني قلبي
- أين كان قلبك حين قمت بقتل زوجته القديمة عندما كنت تدسين لها سحرك المسموم ببطء الم يكن لكي قلب حينها. دعينا نقتله ونستولي على ثروته ونهرب من هنا
- لا أستطيع ذلك وأنا أحذرك إن مس احد بول بمكروه جعلته يعاني ابد الدهر حتى ولو كنت أنت هل سمعت ذلك؟
سمعت انجيلينا الكلام الذي دار بينهما كله و بوضوح والتفتت بسرعة وهي مذهولة مما سمعت وعند التفاتتها ضربت يدها عروة الباب فأحدثت صوتا ضعيفا فخرجت مسرعة من غرفة والدتها وأغلقت الباب بهدوء وانسلت إلى داخل الحمام قال السيد فيليب :-
- هنالك احد يتنصت علينا هل سمعت صوتا يصدر بالقرب من هذا الباب
- لا ادري إن كان في المكتب أم لا دعنا نرى ذلك
تسللت السيدة ماغي بخفة باتجاه الباب وفتحته بصورة سريعة فلم تجد احد فقالت :-
- دعنا نخرج من المكتب حتى لا نثير الشكوك من حولنا
- حسنا يا ماغي فلنخرج
دخلت انجيلينا إلى داخل الحمام وعيناها تذرفان الدمع وقامت بفتح الماء حتى لا يسمع بكائها وراحت تقول في نفسها :-
- أمي المسكينة لقد قتلك هذان الحقيران اقسم إني سأنتقم منهما شر انتقام
خرجت من الحمام بعد أن غسلت وجهها وذهبت إلى أخواتها الثلاثة وقصت عليهم ما سمعت من الكلام فأجهشن بالبكاء وظهرت على وجوههن علامات الغضب والانتقام في تلك الأثناء قالت جين:-
- لقد رايتها تضع شيء في طعام أمي ودسته في صدرها عندما انتبهت إني قادمة إلى المطبخ
أجابت كاترين :-
- القطة المسكينة ماتت أيضا بعد أمي بعدة أيام لأنها كانت تأكل من نفس الطعام الذي كانت والدتي تأكل منه.
أكدت كل تلك الأحداث على حقيقة ما تقوله انجيلينا وثار غضب الفتيات وخاصة اميلي الصغيرة التي كانت تشعر أن زوجة أبيها قد خطفته منها ولكن انجيلينا قالت لهم :-
- اهدأن هذه الليلة وفي الصباح سوف نطلع والدنا على الحقيقة وأمامها وبعد إطلاعه على الحقيقة سوف يقوم بقتلها وننتقم لوالدتنا .
لم يستطعن من النوم تلك الليلة وقضينها بالبكاء والتفكير في كيفية الانتقام وفي الصباح كان السيد بول وزوجته جالسين عند النافورة الجميلة ليتناولا طعام الفطور خرجت الفتيات الأربعة يمشين باتجاههما والغضب يتطافر من عيونهن رجعت اميلي الصغيرة في غفلة عن شقيقاتها إلى داخل القصر واتت بسكين كبيرة من المطبخ وأخفتها خلف ظهرها وخرجت باتجاه والدها وزوجته وكان الأخوات الثلاثة قد وصلن والى والدهن وقالت انجيليا :-
- أبي إن هذه المرأة قاتلة لقد قتلت والدتنا ووضعت لها السحر والسموم في الطعام تذكر كلام الأطباء الذين قالوا إنها ليست حالة مرضية:-
أجاب الأب:-
- ماذا بك يا انجيلينا هل أصابك شيء أم إنها الغيرة يا ابنتي
قالت جين :-
- لقد رايتها تدس السم في طعام والدتي يا أبي
قالت كاترين :-
- القطة لقد ماتت لأنها كانت تأكل من نفس الطعام الذي كانت تأكله أمي
قالت ماغي :-
- كلا لا تصدقهم يا عزيزي هذا الكلام غير صحيح لا لا
قال الأب :-
- ماذا بكنَّ جميعا هل جننتن؟
في تلك الأثناء أخرجت اميلي الصغيرة السكين وقفزت على السيدة ماغي لتطعنها في صدرها رأى السيد بول السكين بيد ابنته وهي تحاول أن تطعن زوجته فوقف أمام ماغي فطعن بالسكين في صدره بدلا منها وسالت الدماء وغطت ماء النافورة ورجعت اميلي إلى الخلف وهي تصرخ أبي أبي وأجهشن باقي الفتيات بالبكاء وذهبن باتجاه أبيهن المطعون قامت السيدة ماغي بوضع راس زوجها على حجرها وتكلمت معه وقالت :-
- بول يا حبيبي تكلم معي آه يا حبيبي لقد قتلوك سأنتقم لك
كانت ضربة السكين في مقتل فقد مزقت قلب السيد بول فمات في الحال دون أن يتفوه بأي كلمة الفتيات الأربعة وقفن حول أبيهم وهن مذهولات لسرعة الأحداث التي مرت نافورة الماء امتلأت بدماء أبيهم الذي قتل بدون قصد.
فقدت ماغي السيطرة على نفسها وتغير وجهها وأصبح مخيفا انفها كبير, عيون تخرج من محاجرها, شعرها يتطاير في الهواء, ملابسها تحولت إلى اللون الأسود الملطخ بالدماء وارتفعت في الهواء وأصبحت فوق النافورة وازدادت قباحة وجهها وقالت :-
- لقد قتلتم من أحب سألعنكم طوال الدهر ؟ سوف تعشن لتقتلن وتأكلن قتلاكن وهذه لعنتي .
ودمدمت بكلمات غير مفهومة واختفت في فتحة النافورة الصغيرة التي يخرج منها الماء وسقطت الفتيات مغشيا عليهن من هول ما شاهدن

روايه انجليناWhere stories live. Discover now