عاد جاك والثلاث رجال الذين معه إلى النافورة التي قامت العجوز بدفعهم فيها أول مرة وعند عودتهم راو تلك العجوز بالقرب من النافورة وعندما رأتهم انتفضت وغضبت وتغير لون وجهها وعيناها وبدأت بالصراخ :
- سأنتقم منكم جميعا سأنتقم
واختفت من بين ملابسها الرثة وسقطت الملابس على الأرض .
التفت الناجون الأربعة احدهم إلى الأخر وقال لهم جاك :
- حمدا لله على سلامتكم جميعا
- الحمد لله على سلامتك أيضا
بعد قليل شاهد الناجون النافورة وهي تتلاشى و تختفي من مكانها وقال جاك :
- الآن قلبي اطمئن انه لا يوجد قتل بعد الآن النافورة والعجوز اختفيا .
سلم الجميع احدهم على الأخر وانصرف كل إلى سبيله أما الدراجة الهوائية فان جاك نساها ولم تخطر على باله حتى عاد جاك ماشيا إلى فندق عمه استيوارت الذي أقلقه غياب جاك منذ الصباح إلى المساء خاصة وانه لا يعرف شيئا في المدينة كان جالسا بالقرب من عاملة الاستقبال وعندما دخل جاك من باب الفندق نهض العم استيوارت بسرعة وذهب اتجاهه واحتضنه وقال له :
- أين كنت يا عزيزي لقد قلقت عليك لماذا لم تتصل بي لأطمئن عليك
- لا تقلق إني بخير يا عمي فالمدينة كبيرة وجميلة وأردت معرفتها جيدا
- اوه يا جاك إن أباك قد أوصاني بك ثم إني لم أتزوج ولم أنجب أطفالا واعتبرك مثل ولدي
- اعرف ذلك يا عمي وأنا متأسف جدا أعدك أن ذلك لن يتكرر
- ما بك يا عزيزي تبدو في حالة مزرية والتعب ظاهر على وجهك
- لقد مشيت كثيرا يا عمي وجلست على أرصفة الطرقات والأماكن الأخرى دون أن انتبه إلى ملابسي
- حسنا اذهب واغتسل وغير ملابسك وانزل لتناول العشاء معي
- متأسف يا عمي أنا متعب سأغتسل وأنام وأتناول الفطور معك غدا
- حسنا لك ذلك
صعد جاك إلى غرفته واغتسل وخرج من الحمام وارتدى ثياب النوم واستلقى على سريره واخذ يفكر بالذي حصل له هذا اليوم وكان حزينا بمفارقته انجيليا حتى انه تمنى لو بقى في القصر المسحور ما دامت هي هناك ورجع وقال في نفسه الحمد لله إني أنقذت من أحب وبينما هو يفكر في انجيليا غط في نوم عميق وحتى في أحلامه رآها وأخواتها في ملابسهن البيضاء وهم يرقصن حوله على أنغام تلك الموسيقى التي سمعها في قصرهن ثم تقدمت انجيليا إليه وقبلته قبلة وقالت له :
- لا تقلق إني معك ولن أفارقك أبدا
- كيف ذلك يا حبيبتي أتعرفين أني أحببتك منذ وقعت عيناي عليك
- اعرف ذلك يا حبيبي
استدارت لتعود وترقص مع أخواتها فامسك بيدها وقال لها
- لا تذهبي يا حبيبتي لا تذهبي
التفتت انجيليا إليه وابتسمت تلك الابتسامة الخفيفة التي تصدر من شفتيها العريضتين وجاك ممسك بيدها وفتح عينيه فوجد انه يمسك بيد عمه ستيوارت قال له :
- من هي حبيبتك يا جاك كنت تمسك يدي بقوة
احمر وجهه خجلا وقال له
- متأسف يا عمي
- لا عليك اليوم هو اليوم الأول في الجامعة يجب أن تذهب باكرا لتتعرف على أصدقائك الجدد وخاصة الفتيات الجميلات 0
- حسنا يا عمي
اغتسل جاك وارتدى ملابسه وتناول الفطور مع عمه واخذ سيارة أجرة وذهب إلى الجامعة في كلية القانون وفي يومه الأول تعرف على بعض الأصدقاء ودخل أول محاضرة له وعندما خرج من المحاضرة وفي مطعم الكلية الذي ذهب إليه هو وبعض أصدقائه الجدد سأله احد الأصدقاء قائل :-
- هل فهمت شيئا من المحاضرة
- في الحقيقة لم افهم شيئا
استغرب ذلك الصديق من قوله لأنه يعرف انه من المتميزين ولكن الذي لا يعرفه أن جاك قضى المحاضرة وهو يفكر في انجيليا وماذا يصنع في حياته بعد أن فقدها والى الابد0
في تلك الأثناء وإذا بأحد موظفي الجامعة ويقول له:
- هل أنت جاك مايكل؟
- نعم يا سيدي
- إني من موظفي الجامعة وهنالك فتاة اسمها سوزي تسال عنك
- عني أنا ! لكني لا اعرف أحدا في المدينة يا سيدي
- على كل حال إنها موجودة في استعلامات الكلية
- حسنا سأذهب معك
في الطريق اخذ جاك يفكر في نفسه ويقول ليس الاسم غريب علي وعلى كل حال سنعرف بعد قليل
دخل جاك وموظف الكلية إلى الاستعلامات وأشار الموظف بيده وقال
- هذه هي الفتاة الواقفة عند النافذة وخرج
نظر جاك إلى الفتاة التي كانت تعطيه ظهرها وهي تنظر إلى النافذة واحد رجليها مجبسة وفي يدها عكازة طبية في الحال فطن جاك إنها صاحبة الدراجة التي سقطت على حافة النافورة وانكسرت إحدى ساقيها وتذكر انه نسي أمر الدراجة الهوائية التي تعود لها تقدم باتجاهها وقال :
- نعم يا سوزي أنا جاك .
التفتت إلى جاك وعندما رأى وجهها وقف في مكانه لا يتحرك وهو مذهول لأنها كانت نسخة طبق الأصل من انجيلينا مع بعض الاختلافات البسيطة حيث كان شعر سوزي طويل وبني اللون وكانت تبدو اصغر سنا من انجيلينا .
قالت :
- صباح الخير يا سيد جاك أنا سوزي الفتاة التي أنقذتها البارحة عندما سقطت من على دراجتي وحملتني واستأجرت لي سيارة أجرة ودفعت الأجرة لي جئت لكي أشكرك صنيعك .ذهبت إلى الفندق فلم أجدك فقام العم استيوارت بإبلاغي عن الجامعة والكلية التي تدرس فيها فأتيت لأشكر لك صنيعك.
انتظرت سوزي أن يرد لها جاك لكنه ساكت ولا يقول شيء سوى النظر إليها بانبهار وتعجب . قالت له :
- سيد جاك ما بك هل هناك شيء
جاك لا يتكلم لكنه بعد عدت لحظات تقدم باتجاهها ومباشرة وبلا تردد قبلها من شفتيها قبلة عشق قبلة الواثقين لا قبلة الحائرين وهي لم تتحرك أنهى جاك قبلته ورجع إلى الخلف خطوة نظرت سوزي وهو ينظر إليها والعشق بائن في عينها تقدمت خطوة وقبلته قبلة ثانية طويلة .