لا توجد أرانب

62 8 2
                                    

نظرتُ لها بأعيُن غاضبة..
-عن أي أرانب تتحدثين، هل تسخرين مني؟ نحن هُنا في ورطة!

تأفأفت، وأنزلت يدها من على ذراعي
-لا يمكن المزاح معك، أنت ممل

ثم سارت أمامي إلى الغرفة، هذه الغرفة الثالثة في هذه الرحلة، كانت أوسع من سابقيها من الغرف
تملأُها الصناديق المرتصة فوق بعضها.
تحركت ڤيا تستكشف المكان..دنوت منها ببطء

-ما هي المهمة الثانية؟
-اقتُل الأرانب ٦،٧،٨

نظرتُ لها بسُخرية
-هل حقًا؟
زفرت بغضب وقالت بصوتٍ عالٍ
-نعم..

ضحكتُ وأمسكت شعري
-هل هذه حقًا المهام التي خُطِفتُ من أجلها!
إنها سُخرية القدر

كانت تعبث بأظافرها:
-هذا ما كُتب..
-أنا لا أثق بكِ، أين تعلمتِ الأسبانية؟
نظرت لي بنُكران:
-لقد عشتُ ثلاث سنوات في أسبانيا
-ومع ذلك أنا لا أثق بكِ..

اقتربت مني بأعيُن غائرة ووجه أحمر غاضب كتنين ينفُس النيران من فتحتيّ أنفه
-أنظر، لا تختبر صبري، أنا أُحاول أن أكون لطيفة معك، ولكن أقسم بكعبي الذي كُسِر، إن تطاولت عليه بلسانك السليط سأخنقك الآن..

بللتُ شفتي السُفلى بلساني، ووضعتُ يداي في جيبي، وقلتُ بنبرة هادئة، بعدما أقتربتُ من وجهها
-أنتِ بحاجتي.

همست في أُذني للمرة الثانية:
-اليد التي تؤلمني، أقطعها

_________________

إنها صعبة، لا فائدة معها، لذا رفعتُ يداي وابتعدتُ عنها، واقتربتُ من أحد الصناديق وتلمستهم بحذر

قالت بنبرة آمرة:
-يجب أن نفتح أحد الصناديق
التفتتُ لها:
-هذا ما أراهُ أيضًا، ولكن ماذا إن كان يوجد شيء خطير بداخلهم أو..

قاطعَت كلامي:
-لمَ أنتَ جبان لهذا الحد؟!
-أنا لستُ جبان أنا حذِر
-إبقى حذر هكذا طيلة حياتك، وستجدها انقضت وأنت تجلس في غرفتك بجوار والدتك..
-حسنًا أيتُها الشُجاعة، افتحِ أحدُها وتحملي العواقب لاحقًا

رفعت عيناها لأعلى بعدم صبر، وتناولت صندوق من الأرض، رَجتهُ أولًا، فسمعت صوتَ خشخشة
فتحته، وما وجدناهُ هو..مسامير، الكثير منها

-اللعنة عليك يا توم وعلى اليوم الذي قابلتُكَ فيه يا دنيئ

ضحكتُ ساخرًا
-ما ذنبُ الرجل، أنتِ من خانه
نظرت لي بحدة، فشعرتُ أن الشرارة تنبعث من عينيها

التفتت حولها وقالت:
-رُبما نجد شيء يدلنا على الأرانب في أحد الصناديق
-هل سنفتحها جميعها؟ إنها كثير جدًا
-علينا فعل هذا، ولا تخف إن وجدت شيء خطير، قِف خلفي وأنا سأتولى الأمر

widen your rib for meحيث تعيش القصص. اكتشف الآن