نزلت فتاة على السلالم مسرعة وكان والداها ينتظراها على مائدة الطعام وفور وصولها قالت:
- صباح الخير أمي صباح الخير أبي؟
- صباح الخير( روز). قالاها معاً
قالت الأم :
- لماذا لا تجلسين وتأكلين ؟ دائما مستعجلة؟
- لقد تأخرت عن المحاضرة الأولى حبيبتي.
كان الأب مبتسما قال للام:
- هذا غرور الشباب عزيزتي.
أكلت (روز) مسرعة وقبّلت والداها وقالت لهما:
- وداعاً. ولوّحت يدها وخرجت .
كانت (روز) في العشرين من عمرها وهي شابّة جميلة لها عينان زرقاوان ووجه مدوّر ويعلو خدّها الأيمن شامة جميلة. وكانت رشيقة الطول لها خصرٌ نحيف وجسمٌ جميل. كانت البنت الوحيدة لوالديها و مدللة لديهما. لايرفضان لها طلب ووفّرا لها جميع متطلبات الحياة الرغيدة من سيّارة وجهاز موبايل حديث وكومبيوتر (لاب توب) وارق الملابس والعطور .....الخ.
هذا الدلال أفسدها وكانت تعامل الآخرين بغرور وتكبّر ولا يعجبها ايِّ شيء حتى ولو كان في حقيقة الأمر يُعجبها.
كان والدها يحبّها كثيراً . وحتى إذا حاولت الأم في بعض الأحيان توبيخها أو لا يعجبها تصرّف من تصرّفاتها كانت روز تذهب إلى والدها وتشتكي له وكان الأب يذهب إلى الأم ويتعذّر عنها ويقول :
- إنها ابنتنا الوحيدة, لازالت صغيرة وغير ذالك من الأعذار.
خرجت (روز) بسيّارتها الجديدة المكشوفة والحمراء وعندما وصلت (بارك الكلية) وضعتها بصورة مخالفة وقال لها عامل البارك:
- يا آنسة لقد ركنت سيارتك بصورة مخالفة ؟
التفتت (روز) إليه وألقت بالمفاتيح وامسكها عامل البارك بصعوبة وقالت له :
- إذاً ضعها بشكلها الصحيح ودع المفاتيح داخلها. ومشت.
كانت ترتدي بنطال كاوبوي ضيّق وقصير وبدي زهري اللون والذي كان يُظهر مفاتن جسمها الجميل. وهي تضع ميك أب (ماكياج) خفيف لتُبيّن للآخرين أنّ جمالها رباني وليس مصطنع . وتدع شعرها الأشقر على طبيعته للسبب نفسه .
كانت تدرُس في كلية الاقتصاد فرع الإدارة والأعمال لتحقيق رغبة والدها الذي تحبه حباً جماً لكي تمسك في المستقبل شركة الإعلانات التي كان يمتلكها والدها.
دخلت إلى الكلية وهي تتمايل مثل عارضات الأزياء والهواء يدفع شعرها الجميل إلى الخلف وتفوح من خلفها رائحة العطر الزكيّة .والشباب يلتفتون إليها لينظروا إلى ذلك الجمال الطبيعي ويعاكسونها بالكلام . عندما وصلت إلى صديقاتها اللاتي كنَّ ينتظرونها في حديقة الكليّة الجميلة التي كانت الورود تحيطها ويكسو أرضيتها نبات الثيّل الأخضر والمصاطب منتشرة في أرجائها ليجلس الطلاب عليها وصلت (روز) إليهن وقالت مباشرةً:
- يا لهؤلاء الشباب لا يدعون الفتاة تمر بسلام دون أن يسمعوها بعض الكلام السخيف.
أجابت (هارا) :
- كيف لا يفعلون ذلك وهم يشاهدون ملاكا يمشي على الأرض
تبعتها (آنا) قائلة :
- هل يستطيع الشباب عدم النظر إلى الشمس وهي مشرقة ؟
نغزت (كريستين) (ليلي) وهمست في إذنها :
- يا لهذا الغرور.
قالت (ليلي) :
- لنذهب إلى النادي قبل بدء المحاضرة لنحتسي بعض القهوة .
كانت الفتيات الأربعة الصديقات المقرّبات إلى (روز).
(هارا و وآنا) على شاكلة (روز) مغرورتان أيضا.وكانتا جميلتان.أما (كريستين) كانت صديقة (روز) منذ إن كانتا طالبتان في الإعدادية .لكن (روز) قامت بأخذ صديقها منها في حفلة التخرج وبدلاً من الذهاب مع (كريستين) أغرته (روز) وذهب معها وهي لم تنسى ذلك. ولكن في نفي الوقت كانت تصرفات (كريستين) حكيمة بعض الشيء إضافة إلى أنها جميلة وتعرف (روز) بمجرّد النظر إلى عينها ولكن تصرفات (روز) المغرورة والمتعجرفة لا تعجبها إما (ليلي) فهي فتاة مغرورة ولكن بشكل اقل من الباقي وهي تحب جميع صديقاتها وتحاول التوفيق بينها إذا حصل خلاف وخاصة بين (روز) و(كرستين).
وكن معروفات في الكلية بغرورهن. كنّ في المرحلة الثالثة وفي نفس الصف وكنّ ماكرات. ويضعن المقالب خاصة في المراحل السابقة لذلك الشباب لا يتقربون من هن.
دخلن إلى النادي وجلسن على احد الطاولات وطلبن من عامل النادي بان يحضر لهن القهوة وكان العامل يرتدي الحذاء المدَولب ويوصل الطلبات إلى الطلاب. جلب لهن القهوة ووضعها على الطاولة وعندما التفت للذهاب قامت (آنا) برمي كتاب تحمله بيدها على الأرض عمداً فتعثّر العامل الذي كان شاب في السادس عشر من عمره واسمه (بولو) وقع على الأرض وبدأن يضحكن عليه أما هو فنهض ونفض التراب عن ملابسه ونظر من حوله وكان الجميع يضحك عليه فخجل ومشى باتجاه شاب و(روز) تنظر إليه وهو ذاهب إلى ذلك الشاب. قام الشاب بالطبطبة على كتف بولو ووضع له شيئا في جيبه وعلى ماتظن روز أنها نقود . رجع إلى المطبخ والذي كان في نهاية النادي ومرّ من جانبهن وهو يهز برأسه.
كانت كريستين تراقب عيني (روز) وهما ينظران إلى ذلك الشاب والذي كان اسمه (مارك9 وكان معهم في نفس الكلية ونفس المرحلة والصف.
كان مارك شاب محترم محب للطلاب ويساعد كل من يحتاج إلى المساعدة.سواء كانت ماديّة أو معنويّة أو دراسيّة إضافة إلى انه شاب جميل له أشقر اللون وطويل بعض الشيء وكان يمشّطه إلى الجانب الأيمن مرفوع قليلا إلى بصورة جميله وله عينان خضراوان وأنف جميل وكان متوسط الحجم له جسم جميل غزلته الرياضة .محبوب من قبل كلّ الطلاب .
الفتيات في الكليّة دائما من حوله وهو يجامل الجميع.
نظرت إليه (روز) وهو يضع النقود في جيب العامل وعندما خاطبتها (آنا) :
- روز أين نذهب اليوم بعد انتهاء الدوام ؟
كانت روز مازال تنظر إلى مارك. كررت (آنا) كلامها وروز لا تصغي لها. (كريستين) انتبهت إلى روز وهي تنظر إلى مارك وليست المرّة الأولى التي تلا حضها وهي تنظر إليه. وهي على يقين إن روز معجبة به ولكن غرورها وتكبرها يمنعاها من الذهاب والتحدث إليه وكذلك الاختلاف بينها في الطباع فهو شاب محبوب وهي شابة متعجرفة ومغرورة . انتبهت روز إلى كلام (آنا ) من كثرة التكرار وأجابتها :
- لن نذهب اليوم إلى أي مكان .
وبينما كن يشربن القهوة نهضت(كرستين) وذهبت باتجاه مارك وصلت إليه وبدءا يتحدثا (روز) وباقي الفتيات ينظرن إليهما. كانت الغيرة تأكل (روز)ولكنها لا تبين ذلك لغرورها وتكبرها.قالت ليلي:
- انظرن الى كرستين إنها تتودد إلى مارك!
أجابتها (هارا)
- إنها لا تتودد إليه بل معجبة به وهذه ليست المرة الأولى التي أراهما معا.
قالت( ليلي ) :
YOU ARE READING
الكتاب الحمر
Romanceلم أكتب هذه الرواية من محض الخيال ولا حقيقة الواقع وإنَّما رأيتها في منامي في 27/12/2011. بعد كتابتي لرواية أنجلينا ونشرها على موقع الحوار المتمدِّن باللغة الانكليزية ضننت أنَّها ستكون أوَّل وآخر رواية أكتبها لكن تلك الأحلام العجيبة واعتقادي أنَّها...