في الصباح ذهبت روز إلى الكليَّة والتقت صديقتها ليلي وستيف كانا جالسيٌن في الحديقة قالت:
- صباح الخير
- صباح الخير
قالت ليلي:
- تبدين بخير روز كنت في حالة مزرية الأسبوع الماضي. لقد اتصلت على هاتفك عدَّة مرَّات لكنَّ جهازك مقفل.
- آسفة ليلي كنت في مزاج سيّء.
- كيف تشعرين الآن؟
- على ما يرام .
قالت روز :
- ستيف كيف هو حال مارك ؟
- إنَّه بخير لقد تحدَّثت...
وقبل أن يكمل كلامه نادَ مارك من خلف روز:
- صباح الخير جميعا.
عرفت روز إنَّ من خلفها ويتحدَّث هو مارك. كانت ترتجف في داخلها لكنها أجابت مع الجميع :
- صباح الخير.
لكنَّها لم تلتفت إلى الخلف. قال مارك :
- أرجوك روز أريد التحدّث معك على انفراد.
جمدت روز في مكانها وهي غير مصدّقة لما يحدث قالت في نفسها( هل هذا حلم أم حقيقة) كرَّر مارك قوله :
- روز أرجوك أريد التحدث معك.
نغزت ليلي روز وأشارت لها بحواجبها بمعنى اذهبي معه أجابت روز:
- عن إذنكما.
التفتت إلى مارك وذهبت معه. كانت غير مصدَّقة لما يحدث انتظرت منه أن يتحدَّث لكنه لم يفعل. قالت:
- ماذا تريد منَّي مارك ألا يكفيك ما فعلته بي في المرَّة الأخيرة ؟
- أرجوك روز أريد الاعتذار منكِ على ما حدث يبدو أنّي بالغت كثيرا. دعينا نذهب إلى النادي ونتحدَّث. سوف أدعوك لشرب فنجان من القهوة على حسابي .
كان طريق النادي طويل بالنسبة إليها عل الرغم من قصره دخلا النادي وجلسا على الطاولة وضعا الكتب التي كانا يحملاها. ناد مارك النادل قائلا:
- أرجوك بولو اجلب لنا فنجانيّ قهوة.
- حسنا مارك
قال لروز :
- أكّّرر اعتذاري منك
- اووووووووووووووووه لقد أرعبتني كنت أشعر إنَّي فقدتك إلى الأبد
- كنت خائف بعض الشيء وفي كل مرَّة تعتذرين منّي كنت أشعر أنَّها مكيدة أخرى
- والآن؟ هل تأكّد حبي لك؟
- نعم
- وانت؟
في تلك الأثناء أحضر بولو القهوة ووضعها أمامهما.قال مارك:
- أعتذر أينَ وصلنا في الكلام ؟
- وأنت مازلت تحبّني كما في السّابق؟
- لازلت أحبّك أكثر من الأول. كنت أتألم أكثر منكِ.
نظر مارك إلى روز وإذا بها تبكي قال:
- ما خطبك روز؟
- ما خطبي!
بدأت روز ترمي الكتب على مارك وتقول :
- أيّها المغرور حاولت أن اشرح لك مرارا وتكرارا لكنَّك تأبى أن تفهمني.
وهي مستمرّة برمي الكتب عليه مع بكائها المستمر حتى القهوة اندلقت على الطاولة جميع من في النادي انتبه عليها.نهض مارك وامسك بيدها ثمَّ احتضنها وقال:
- لا عليك.
رجعت روز إلى الخلف قليلا قالت :
- أيّها المعتوه إنّي أحبّك أكثر من نفسي.
ثمَّ قبلته من شفتاه قبله طويلة وهو بادلها القبلة أيضا بدأ جميع من في النادي من طلاب بالتصفيق والتصفير.
بعد ذلك قام مارك بجمع الكتب المبعثرة وخرجا من النادي ودخلا إلى المحاضرة.طلب مارك من ليلي ان يتبادلا المقاعد لكي يجلس قرب روز وليلي تجلس قرب ستيف وكان الجميع سعداء. كانت روز تهمس لمارك في منتصف المحاضرة وتقول :
- أحبّك,أحبَك,أحبّك.
- أنا أيضا, أنا أيضا, أنا أيضا.
بعد انتهاء المحاضرة قالت روز لمارك :
- هناك أمر عليَّ القيام به
- ما هو حبيبتي؟
- أريد أن أعتذر لكرستين فهيَ صديقتي منذ الثانويّة
- اذهبي
ذهبت روز إلى كرستين واعتذرت لها عمّا بدر منها في الماضي والحاضر . قبلت كريستين اعتذارها وتعانقا ثمَّ ودَّعا بعضهما ورجعت إلى مارك قالت له :
- أريد أن أوصلك إلى منزلك
- لا مانع عندي من ذلك. هل سامحتك كريستين ؟
- نعم أنها فتاة لطيفة وطيبة القلب. تذكرت كيف حال أمَّك ؟
- إنَّها بخير لقد تحسنت حالتها كثيرا
أوصلته إلى منزله وتبادلا القبل وعادت إلى منزلها دخلت قالت :
- أمي ، أمي أين أنت؟
- أنا قادمة إليك
عندما وصلت الأم إليها أخذت روز تراقصها قالت الأم:
- يكفي حبيبتي اشعر بالدوار !
- أنا سعيدة جدا أمي
- أتمنى أن تكوني سعيدة. لكن اتركيني سأتقيأ أرجوك.
توقفت روز عن الرقص والدوران قالت:
- أمي ماذا أعدتي لنا على الغداء؟ أنا جائعة أستطيع أن ألتهم خروف وحدي .
- طبخت جميع الطعام ألذي تحبين.
- أين أبي هل عاد من العمل؟
- أنه في القبو لا أعرف ماذا يصنع هناك.
نزلت روز إلى القبو مسرعة وهي تنادي:
- أبي، أبي سيد دانيال أين أنت.
- أنا هنا حبيبتي
- مساء الخير سيد دانيال تبد نشيطا وأنت تعمل على آلة النجارة .
-لا زلت شابا صغيرتي . تبدين سعيدة اليوم ؟
تقدمت باتجاه والدها واحتضنته و أخذت تقبل وجنتاه قالت .
- أعتذر مني مارك وتصالحنا . قضينا اليم كله معا .
- الم أقل ذلك
- لكن ؟ كيف عرفت ذلك ؟
- كيف برأيك أصبحت مدير شركة إعلانات
- حسنا أبي إني جائعة لنذهب لتناول الغداء معا .
- أذهبي سآتي خلفك
سارت روز باتجاه سلالم القبو عند أول سلمه توقفت . رجعت إلى والدها قالت:
- أبي هل اتصلت بمارك أو قابلته ؟
- كلا عزيزتي كيف لي أن أعرفه أو هاتفه .
قبلت والدها مرة أخرى قال لها:
- متوقع من شاب بمثل أخلاقه أن يفعل ذلك . دعيه يحضر يوم غدا لتناول العشاء معنا
- حقا ما تقول أبي
- نعم عزيزتي
صعدت روز تبعها ولدها وتناولوا الغداء معا . صعدت إلى غرفتها وأخذت قسطا من الراحة .في المساء كانت على موعد مع الكتاب الأحمر أخذته وفتحته على الصفحة ألتي انتهت عندها كان مكتوب فيها:
بعد يومين وردني اتصال على المبايل أجبت:
- هلو
- هلو البرت أرجوك ساعدني أنا محتجزة
- أين أنت ومن يحتجزك ؟
رد علي شخصا آخر قال:
- نحن نحتجزها إذا كان أمرها يهم تعال وقابلني
- من أنت وماذا تريد ؟
- ستعرف من أنا وماذا أريد لاحقا
- حسنا سآتي أليك لكن أين ؟
- سوف تأتيك سيارة سوداء إلى معرضك فيها شخصين قل لهما (الأمانة معكما) سيجيبك أحدهم (أن لورا معنا) أركب معهما وسوف يأتيا بك إلي . هل اتفقنا ؟
- نعم اتفقنا.
- أسمع إذا أبلغت الشرطة أو أي شخص آخر أعتبر لورا في عداد الموتى .
- كلا. صدقني لن أتفوه بأي كلمه
أغلق الشخص المجهول الهاتف وبقيت أنتظر في المعرض .بعد ساعتين جاءت سيارة سوداء اقتربت منها و حدثت من فيها:
- هل الأمانة معكما؟
- نعم لورا معنا .أركب معنا.
ركبت في السيارة اخرج أحدهم قطعة من القماش سوداء اللون قال:
- متأسف سيدي لكنها التعليمات . قام بعصب عينني وبقينا نمشي في السيارة لساعتين كنت قلقا جدا على لورا .أشعر وكأني طير فقد عشه بعد أن بذل جهدا كبير في بناءه .
توقفت السيارة .أخرجوني منها وركبنا في سيارة ثانية مشت بنا نصف ساعة تقريبا ثم توقفت وسمعت صوت باب يغلق خلفنا. أنزلني أحد الأشخاص من السيارة وفتح العصبة عن عيني. مشيت ومعي عدد من الرجال المدججون بالسلاح في ممر ثم استدرنا يمينا إلى صالة كبيرة فيها عدد من الكنبات وهناك شخص جالس على إحداها لوحده. أوقفوني أمامه . كان يرتدي بذلة رسمية بيضاء اللون وربطة عنق مذهبة سوداء وحذاء أسود يبدو غالي الثمن . أمامه طاولة عليها زجاجة من الويسكي وبعض الأقداح الفارغة . منذ أن وقعت عيناي عليه عرفته. قال
- تفضل بالجلوس سيد البرت
جلست على أحد الكنبات بجانبه . قال:
- أنا آسف أن أحضرتك بهذه الطريقة
- لا عليك .أين لورا؟
أشار إلى أحد رجاله بيده ذهب . بعد قليل أحظر لورا كنت تصرخ:
- اتركوني أيها المجرمون
نظرت إليها وكانت هناك بعض الكدمات على وجهها . عندما رأتني حاولت أن تأتي إلي لكن الشخص الممسك بها منعها من ذلك. حاولت النهوض أمسك بي شخص من الخلف قالت:
- لا تسمع كلامه إنه مخادع و مجرم.
نظر الرجل ألذي بجانبي إلى الشخص الممسك بلورا فوضع قطعة من القماش على فمها وقيدها وأخذها إلى الداخل . قال الرجل ألذي بجانبي :
- أعرفك بنفسي
- لا حاجة لذلك عرفتك ! ارفي أليس كذلك ؟
- ههههههههه يبدو إن لورا وصفتني لك بشكل جيد.
صب لي كأسا من زجاجة الويسكي التي أمامه وقدمه لي وصب لنفسه كأسا آخر ثم فتحة علبة تحتوي على سيكار من النوع الفاخر وقدمها لي فأخذت سيكارة وأخذ هو واحدة. أخرج ولاعة وشعل سيجارتي قال:
- في صحتك
- لست في مزاج يسمح لي بالشرب .
- إذ كنت تريد لورا حية عليك أن تطيعني .
- في صحتك سيد ارفي
شربت الكأس جرعة واحدة مجبر. قال لي :
- الآن أنت رجل مطيع
- ماذا تريد مني ؟
- لا تقلق نحن لسنا مجرمين. إذا كنت تريد لورا علينا أن نتفق
- على ماذا نتفق ؟
- على عقد صفقة
- لا توجد صفقة بيني وبينك
كان يتكلم ويخرج الدخان من فمه على شكل دوائر ! قال :
- كيف هناك صفقة مشتركه بيني وبينك (لورا) هل نسيت ؟
أردت معرفة ماذا يجول في خاطره قلت له:
- إنها مجرد عاملة عندي وأنا اعطف عليها لكونها وحيدة لا غير.
أخذت نفسا عميقا من سيجارتي . رجعت إلى الخلف وبدأت اخرج الدخان مثله ! قلت :
- لا تستخف بي سيد ارفي أنا أيضا تاجر سيارات.أجيد عقد الصفقات والتعامل مع الآخرين .
ضحك ارفي ضحكات متقطعة افلت رجليه ألتي كان يضع أحداها على الأخرى و صب لنفسه كأس وسكي آخر و شربه جرعة واحدة قال:
- إن الويسكي الجيد لذيذ مع السيكار الكوبي . أتحسبني رجل غبي سيد البرت ؟ أنا أراقبكما منذ فترة وأعلم أنها قضت معك أسبوعين ثم إن التجار لا يبالون لعمالهم كما تفعل أنت . فتحبها؟ لا تستطيع إخفاء ذلك عني .
- ماذا تريد الآن؟
- إليك الاتفاق وأنت غير ملزم به
- ما هو؟
- بعد سبعة أيام إذا لم تحظر لي مبلغ مليوني دينار ألتي تسببت لورا بخسارتها . سأسلمك جثتها هامدة .
عرفت أنه وضع يده على موضع الألم وأني لم استطع إخفاء حب لورا عنه. لم يبقى أماميا سوى التفاوض معه ومحاولة إنقاص المبلغ.
- لو سمحت صب لي كأسا آخر لكي استطيع أن أجمع أفكاري
صب لي كأسا آخر شربته وانتظرت بعض ثواني قلت:
- قلت إنها صفقة ؟ يعني عقد ويلزم لإبرامه موافقة الطرفين. لكي تكون هناك موافقة يجب أن تكون هناك مفاوضة. أليس كذلك؟
- ما هو قصدك؟ يبدو إنك لست سهلا .
- ألم أقل ذلك من قبل.
- حسنا قل ماذا تريد صارحتا.
- تعرف جيدا إني لا أملك هذا المبلغ من المال. كما إن سبعة أيام مهلة قليلة جدا.
- ما هو عرضك
- نصف مليون دولار والمدة خمسة عشر يوما.
- إنك تبخس الناس أشيائهم إننا نتفاوض على قلبك البرت وليست سيارة . أفضل أن أقتلها على هذا المبلغ
- حسنا 750000الف دولار صدقني هذا كل ما املك
- اسمعني جيدا إن ما يهم هو المال فقط لا غير سأعطيك عرضي الأخير ادفع لي مليون دولار والمدة خمسة عشر يوم وإلا سلمتك جثتها الآن
- أقبل بعرضك ولكن بشرط
- لست بموقع يخولك أن تشرط
- لا تعتبره شرط وإنما طلب من شخص شاركك شرب الوسكي والسيكار الكوبية
- إنك رجل حاذق حسنا أطلب ما شأت
- أرجو أن تعامل لورا بشكل جيد ولتأذيها. أن تسمح لي بمقابلتها
- إنها عدة طلبات وليس واحدا
- لقد وعدتني سيد ارفي
قال لرجاله:
- خذوه إليها ودعوهما وحدهما لبعض الوقت
نظر إلي وقال:
- إن ساقطة لا تعني لي شيء . أهم شيء هو المال اجلبه لي وستحصل عليها. هذا وعد.
أخذوني رجاله إلى غرفة قديمة كانوا يضعون لورا فيها حلو وثاقها وتركونا وأغلقوا الباب ارتمت لورا في أحضاني وهي تبكي قالت:
- لا تعطيه شيء إنه وغد ومخادع أرجوك البرت
- أشششششششش لم يطلب سوى المال سأحضره له وأخلصك.
- أنت لا تعرفه
- لكن اعرف نفسي سأخلصك حتى لو كلفني ذلك حياتي.
- أنت رجل عظيم أتمنى لو قابلتك قبل ذلك الوغد
قبلنا بعضنا ثم دخل أحد رجال ارفي قال:
- انتهت المقابلة
قاموا بإخراجي من الغرفة إلى السيارة ثم عصبوا عيني وأوصلوني إلى المعرض العائد لي.
عدت إلى المعرض ودخلت المكتب كنت حائر كيف أجمع المليون دولار. على كل حال قمت ببيع السيّارات الموجودة في المعرض بمبلغ نصف مليون دولار. ذهبت إلى هاري واقترضت منه مبلغ مائتي وخمسون ألف دولار.هذا ما استطعت جمعه. بقى ربع المبلغ كانت لي نقود بذمَّة بعض الأشخاص لكن موعد سدادها بعيد عن وقت المهلة التي منحني إيّاها ارفي ذهبت إليهم لكنَّهم اعتذروا لي لم استطع جمع سوى مبلغ خمسون ألف دولار سافرت إلى أمّي وأبي وكانت أختي سارة وأولادها هناك. طلبت من أبي مبلغ مائتا ألف دولار فأعطاه لي. بقى عن المهلة يومين رجعت بسرعة وذهبت إلى شقَّتي وأنا أخطط في رأسي كي استطيع إنقاذ لورا.
في مساء اليوم الأخير اتصل بي ارفي وقال :
- هل المبلغ بحوزتك؟
- نعم المبلغ موجود لكن علينا الاتفاق أولا.
- لقد اتفقنا مسبقاً
- اتفقنا على المبلغ ولم نتفق على طريقة التسليم
- لقد أعطيتك كلمتي ووعدي
- لا يكفياني. عليك أن تسلّمني لورا أولا وأعطيك المال فلا مال لك عندي
- أنا أعرف الرجال وأعرف إنَّك رجل ذكي. حسناً قل ما تريد؟
- عليكَ أن تسلّمني لورا في مكان عام ويبقى رجالك ويبقى رجالك معنا وحولنا ثمَّ تتصل بي وأعلمك بمكان النقود وبعد أن تأخذها تأمر رجالك بالانصراف وهكذا تتم الصفقة بيننا.
- كيف أعرف إنَّك لم تخبر الشرطة؟
- أعطيك وعدي بأن لا أخبر أي أحد.
- وعدك لا يكفي. أريد ضمان.
- حسنا رجالك هم الضمان إذا شعرت أنَّ الشرطة أو أي شخص يراقبنا فليقتلوني ولورا أيضا. إضافة إلى إنّي سأترك لك تحديد المكان العام.
- حسنا اتفقنا سأرسل لك سيّارة سوداء من قبلي في السّاعة العاشرة صباحا.
- لا مانع عندي من ذلك.
في الصّباح أتت السيّارة وسارت الخطّة كما اتفقنا عليها. أحضروا لورا في سيّارة ثانية ووقفوا بجانبنا ثمَّ تركوها واتت باتجاهي واحتضنتني.اتصل بي ارفي وقال:
- لقد التزمت وعدي.أين النقود؟
- النقود في شقَّتي وأنت تعرف العنوان سوف تجد المفتاح تحت دوّاسة الباب ادخل وستجد حقيبة على الطاولة التي أمامك فيها المبلغ المتفق عليه.
- حسنا.
بعد حوالي نصف ساعة ركب رجال ارفي سيّاراتهم وذهبوا اتصل بي ارفي مجدّداً :
- إنَّ النقود بحوزتي ولورا بحوزتك لقد أوفيت بالتزامي . وأغلق الهاتف
احتضنتني لورا بقوَّة وهي تبكي وتقول:
- آسفة لقد أوقعتك في مأزق.
- أيّتها الغبية كل نظرة إلى عيناك الجميلتان تساوي مليون دولار.
- كل ما تمنيته في حياتي هو حب حقيقي ويبدو أنّ الرب استجاب لي بعد صبرٌ طويل أحبك البرت.
ذهبنا إلى الشقّة واغتسلنا معاً وعلى ما يبدو أنَّ ارفي التزم ولم يضربها وعاملها معاملة حسنة. تناولنا الطعام معا قالت لي :
- إنّي متعجّبة من ارفي ورجاله لأنّهم أطلقوا سراحي! إنَّ ارفي رجل سيء ولا يلتزم بكلامه .
- لا تتعجّبي أنا أيضا رجل ذكي.
- أحبك البرت.
- من الآن سوف تبقين معي في هذه الشقّة لا داعي أن تبقي بمفردك.
- سأذهب إلى شقّتي القديمة وأجلب أغراضي وأبقى معك طول حياتي.
عشنا معا حوالي شهرين في أحد الأيّام قالت لورا:
- أرجوك اجلب لي شريط لفحص الحمل.
- هل أنت حامل حبيبتي؟
- لست متأكدة بعد.
ذهبت مسرعا إلى الصيدلية وجلبت الشريط. دخلت هي إلى الحمّام وكنت انتظر بفارغ الصبر. عندما خرجت قلت :
- حبيبتي هل أنت حامل ؟ أرجوك قولي بسرعة.
كانت تخبئ الشريط خلفها قالت:
- خذ اقرأه أنت.
- لكنّني لا أعرف قراءته.
- هل هناك سهمان على الشريط؟
- نعم
- إذا أنا حامل.
رميتُ الشريط خلفي وأخذت أُراقصها وأنا مسرور جداً.قبّلتها عدَّة مرَّات.قضينا بعد ذلك فترة من الزمن وكانت أيّام جميلة كلَّها فرح ومحبّة وسعادة . كانت تعاملني بمنتهى اللطف والرقّة.أرسل والدي لي بعض النقود ووردني بعض الدين وبدأت أعمل في بيع وشراء السيّارات لدى بعض أصدقائي من أصحاب المعارض.كنت في منتهى السعادة.في أحد الأيّام رجعت إلى المنزل فوجدت بعض الدم على باب الشقّة دخلت وإذا بلورا تحمل مسدّس وجالسة على الكنبة قلت:
- ماذا حصل!؟
وقع المسدّس من يدها وجاءت إليَّ واحتضنتني قالت:
- لقد حضر ارفي وأحد رجاله وقال لي إنّه لازال له بذمَّتي مليون دولار فقلت له لقد أخذت كل ما يملكه البرت فقال لي إذن ادفعي على طريقتك الخاصّة قلت له وماهية طريقتي الخاصّة قال أن تضاجعيني كلّما أردت مضاجعتك. قلت له ذلك مستحيل تقدّم إليَّ وحاول ذلك عنوة فأخذت المسدّس الذي كان في جانبه وأطلقت عليه النار فخرَّ على الأرض جثّة هامدة.
- ألم يسمع الجيران صوت المسدّس ؟ والرجل الذي معه أين هو ؟ وأين الجثّة؟
- هذا المسدّس فيه كاتم للصوت وعندما حاول الرجل الذي معه سحب مسدّسه وجهت المسدّس الذي أحمله عليه فامتنع وأمرته أن يحمل جُُثة ارفي معه ويخرج ففعل ذلك وبقين أنا وحيدة أنتظرك.
- ماذا فعلت إنَّهم رجال عصابات علينا الهرب حالا.
- كلا. لقد تحمّلت ما فيه الكفاية ولن أدعك تخسر حياتك بسببي.
- هل أنت مجنونة؟ إنَّك تحملين طفلي وأنت المرأة التي أحب
- إنَّك لا تعرف والده إنه رجل ألعن من ابنه.
- نعيش سويّة أو نموت سويّة. علينا الهرب من هنا.
ذهبت إلى غرفتي وأخذت بعض النقود وحزمنا بعض الأمتعة وهربنا.
بقينا نتنقّل في بعض المدن والولايات نزلنا في نزل ريفي وكانت غرفه مبنيّة بشكل أفقي حجزنا غرفة وكانت تحمل رقم ثمانية وبينما نحن جالسان وإذا بالباب يُضرَب بقوَّة ويخلع عن مكانه.
وإذا بأربعة رجال يدخلون علينا يحملون مختلف الأسلحة الناريّة قال أحدهم:
- إنَّهما هنا سيّدي
دخل علينا رجل كبير في السن بعض الشيء شعره أبيض اللون عيناه سوداء وله ذقن قصير بعض الشيء ويبدو الغضب على وجهه قال ك
- لورا أتحسبين إنَّك تستطيعين الهرب من لود فيك؟ وتنجين بفعلتك؟
- أرجوك سيّد لود فيك لقد كان حادثا ولم أرد قتله اسأل الرجل الذي كان معه .
- اخرسي أيّتها الحقيرة لقد قتلت أبني الوحيد سأنتقم منك شرَّ انتقام.
فقلت له :
- أرجوك سيّدي سأعطيك أي مبلغ تريد لقد كان هناك اتفاق بيني وبين ارفي.
وقبل أن أكمل كلامي قال لي :
- اخرس وإلا قتلتك مكانك. إنَّ ابني لا يعوّض بثمن.
نظر إلى أحد رجاله فذهب وأحضر حقيبة أعطاها له فقال لود فيك:
- هذه نقودك خذها ولا تتدخَّل فيما لا يعنيك.
أمر أحد رجاله فأخذوا لورا وقيَّدوها وكمّموا فمها وأخرجوها من الغرفة. حاولت أن أخلّصها لكنَّ لودفيك سحب مسدَّسه ووضعه في رأسي قال:
- لا تجبرني على قتلك أعرف أنَّه لا دخل لك.
- أرجوك سيّدي إنَّها حامل.
- ذلك خبر سار. اسمع سيّد البرت أعرف أنَّك رجل حسن لذلك سأعدك أنّي سأعيدها إليك لكن أعدك أيضا أنّها ستكون شبه ميّتة.
ركبوا السيّارات وذهبوا كنت أقف مكتوف اليدين لا أستطيع فعل شيء. تذكَّرت مباشرة زوجتي السّابقة نفس الشيء وقفت عاجزا أيضا. ويبدوا أنّ القدر كتب عليّ أن لا استطيع أن أنقذ من أحب أخذت الحقيبة وركبت سيّارتي وذهبت مباشرة إلى منزل والدي قصصت ما حدث على عائلتي خرّوا يبكون. طلبوا منّي إبلاغ الشرطة . سمعت كلامهم وسافرت إلى المدينة التي اعمل فيها وذهبت إلى شقّتي وبدلت ملابسي وذهبت إلى الشرطة وأخذت معي صديقي هاري. قصصت عليهم الأمر. ذهب رجال الشرطة عدَّة مرّات إلى الأماكن وحتى المنازل التي يملكها لود فيك لكنهم لم يجدوا شيئا رجعت أنا وهاري إلى مدينتنا وذهبت إلى شقّتي أجلس وأحتسي الشراب ولا أعرف ماذا أصنع. تذكرت كلام صديقي العجوز اندي مرّة أخرى وفتشت عن كتابي الأحمر الذي أكتب به مذكراتي وكنت قد امتنعت عن الكتابة فيه بعد معرفتي للورا وجدته في أحد الدواليب أخذته وبدأت أكتب من جديد قصّة حزينة أخرى ولكن الشخصية تغيرت.
في خضم تلك الأحداث غلب النعاس روز وغفت والكتاب الأحمر على صدرها في الصّباح .......
YOU ARE READING
الكتاب الحمر
Romanceلم أكتب هذه الرواية من محض الخيال ولا حقيقة الواقع وإنَّما رأيتها في منامي في 27/12/2011. بعد كتابتي لرواية أنجلينا ونشرها على موقع الحوار المتمدِّن باللغة الانكليزية ضننت أنَّها ستكون أوَّل وآخر رواية أكتبها لكن تلك الأحلام العجيبة واعتقادي أنَّها...