الماضي والحاضر

8 1 0
                                    



دخلنا إلى الشقة قالت لورا:
- آسفة سيد البرت.أرجو أن لا أكون سببت إحراج لك.أريد ألاختباء عدت أيام في شقتك
- تستطيعين البقاء ما شئت
- شكرا . كنت اعرف أنك طيب القلب.
- من أي شيء تختبئي ؟ قولي لعلي أجد لكي حلا .أو أتصل بالشرطة للمساعدة.
- إني متعبة. سأحدثك فيما بعد.
- متأسف. اذهبي إلى الحمام وخذي دشا . سنتحدث فيما بعد.
دخلت الحمام ونادتني:
- سيدي هل تملك أي ثياب نسائية هنا.
- لا. لكني سأتدبر الأمر.
أحضرت لها قميص وبيجامة من ملابسي قلت:
- تدبري أمرك بهذه الملابس . سأحضر لكي ملابس نسائية من متجر قريب.
أخرجت يدها من باب الحمام وأخذت الملابس . ذهبت إلى المتجر القريب من شقتي.لم أكن أعرف شيء عن شراء ملابس النساء . ساعدتني عاملة المتجر في ذلك لكونها تعرفني وكنت دائما أتسوق من هذا المتجر لقربه من شقتي. وكان جسم عاملة المتجر يشبه جسم لورا تقريبا.
اشتريت بعض الطعام والفواكه وزجاجة من (الفودكا) .رجعت إلى الشقة وعندما فتحت الباب وإذا بلورا تختبئ خلف الباب وتحمل مضرب البيسبول . عندما دخلت حاولت ضربي .في ألحظة ألأخيرة توقفت وقالت:
- آسفة سيدي حسبتك شخصا آخر
- كدت أن تصيبيني
- آسفة جدا.
نظرت إليها وإذا بها ترتدي ملابسي وكانت كبيرة الحجم عليها. تبسمت قائلا:
- يبدو أن ملابسي كبيرة عليك بعض الشيء؟
- بعض الشيء . إنها تكفي لشخص آخر.
- هه هه أحضرت لكي ملابس نسائية أرجو أن تعجبك .
- أشعر براحة كبيرة وأنا أرتدي ملابسك فهي فضة وجميلة.
- كما تحبين

ذهبت إلى المطبخ مع باقي ألأغراض وأشرعة في أعداد الطعام . بعد قليل وإذا بلورا تقف عند باب المطبخ. وضعت أحد يداها على الباب والثانية على خصرها ثم وضعت رأسها على يدها ألأوله بدأت تنظر إلى وتحرك ساقها قالت:
- أريد مساعدتك في أعداد الطعام؟
- أنتي ضيفتي .أنا سأعد الطعام .
- لا تشعرني بأني ضيفة كما وأني سأبقى لعدت أيام.
- لكن ملابسك لا تساعد على الطبخ.
- هل تمزح سيد البرت ! هذه الملابس مودرن أكثر من الملابس ألتي أحظرتها من المتجر.
- لست من انتقاها لكي .إنما عاملة المتجر
- يبدو أنها بضاعة كاسدة لديهم والبائعة حاولت التخلص منه لذلك باعتك إياها.
- حسنا سأعيدها غدا
- هه هه كنت أمزح معك.
- هكذا إذا تعالي وساعديني في أعداد الطعام.
انتهينا من أعداد الطعام وقمنا بتناوله. شربنا بعضا من كؤوس الفودكا ويبد أن لورا استعادة شيء من حس الفكاهة وذهب عنها الخوف قالت.
- شكرا سيّد البرت على حسن ضيافتك واعتنائك بي
- لا شكر على واجب. الآن قولي ما هو سبب هذا الخوف والاختباء ؟
- حسنا سأروي لَكَ قصَّتي.
إني فتاة وحدية تقريبا لم أرى والدي أمّا والدتي فقد كانت تعمل خيَّاطة وتوفت عنّي منذ أن كان عمري ثمانية عشرة سنة ولديَّ بعض الأقارب لكن لا أعرفهم. كنت أعمل نادلة في أحد النوادي الليلية. الذي كان يملكه رجل معروف اسمه (لودفيك) وكان يمتلك عشرة نوادي موزَّعة في أقسام مختلفة من البلاد. في يوم من الأيّام أتى ابنه إلى النادي الذي اعمل فيه . كان اسمه ( ارفي ) لم أكن أعرفه وبينما كنت أحمل بعضا من الكؤوس وإذا بشخص أمسك يدي قلت له:
- أرجوك دع يدي لدي عمل أقوم به .
- ألا تخرجين معي في موعد؟
نفضت يدي منه وسقطت منّي الكؤوس وقلت له:
- إني أعمل نادلة فقط لا غير .
أتى مدير النادي مسرعا وقال :
- ماذا فعلت ؟ ألا تعرفين السيّد ( ارفي ) ؟
- إنَّه يحاول مغازلتي . ومن يكون السيَّد ( ارفي )
- إنَّه ابن السيّد (لودفيك) مالك النادي.
نظرت إلى (ارفي) ونزعت صدرية العمل لأنّي قلت في نفسي سوف يطردني من العمل.
قلت :
- أنا أعمل نادلة وليست مومس .
- ههههه . كنت أختبرك فقط . لا عليك مارسي عملك .
وقال لمدير النادي :
- أعطيها إكراميَّة سخيَّة لأداء عملها بصورة متفانية وحسن أخلاقها
- حسنا سيّد (ارفي) كما تأمر.
كان هذا أول لقاء بيني وبين (ارفي) بدأ يتردد كثيرا على النادي كل ليلة تقريبا. كان جميل الشكل أسمر اللون له شعر أسود طويل وعينان بنيتان كبيرتان وكان يرتدي الملابس الجميلة والباهظة الثمن. لا أريد أن أطيل عليك نشأت علاقة حب بيننا كنت أحبَّه حباً جماً . كنّا نلتقي كل يوم تقريبا. كنت أذهب معه خارج البلاد لعقد صفقات. لا دخل لي بتلك الصفقات وكان (ارفي) سخيٌّ معي ولا يبخل عليَّ بشيء كان يعطيني النقود ويشتري لي الملابس الجميلة والباهظة ومن أرقى المحلّات في الأماكن التي كنّا نذهب إليها .
كان (ارفي) يلتقي بأناس غير مريحين ومشبوهين لا يتكلَّموا بالعمل أمامي وما أثار ريبتي كثرة سفرنا سوياً إلى خارج البلاد. كنت دائما أرجع وحدي ثمَّ يلحق بي بعدَ عدَّة أيّام. في بعض الأحيان كان يقوم بمغازلة النادلات اللاتي كنَّ يعملنَ في نوادي أبيه وأمام ناظري.عند اعتراضي عليه كان يقول ( إنَّه مجرَّد عمل لا غير ) .
حبّي له أعماني وكنت أكذّب نفسي كل مرَّة أشك فيها بتصرفاته. في احد الأيّام ذهبنا إلى المكسيك لعقد صفقة عمل وكالعادة التقى بعدَّة أشخاص لا تدّل وجوههم إلا على الإجرام وبعد لقائهم قال لي:
- سنذهب للتنزه وشراء الملابس الجميلة لكي. وقام بتقبيلي .
- أملك ملابس كثيرة أريد البقاء بقربك
- هل فيها ملابس مكسيكية؟ ثمَّ إني أعرف النساء أكثر ما يحببنه هو التسوّق
- كلامك صحيح لنذهب.
ذهبنا للتسوّق واشترينا الكثير من الملابس وكان رجاله يمشون خلفه ويمسكون الملابس قال لهم:
- ضعوا الملابس في الفندق وقوموا بشراء ثلاث أو أربع حقائب لتكفيها.
ذهبنا أنا و(ارفي) إلى مطعم جميل وتناولني شطائر اللحم المكسيكي اللذيذ ثمَّ ذهبنا إلى الفندق الذي نقطنه ونمنا معا. في الصبّاح استيقظت فلم أجده بجانبي. أخذت حمّاما ساخنا وخرجت إلى صالة (السويت) فوجدت ثلاث حقائب كبيرة حاولت حملها ووضعها في الغرفة لكنَّها كانت ثقيلة الوزن أثارني الفضول قمت بفتحها وإخراج الملابس منها ثمَّ حملتها ولا زالت ثقيلة فتَّشت فيها جيّدا. وجدت فيها جيوبا سريَّة فتحت أحدهم وإذا بداخله أكياس من الكوكائين والهروين ( مخدَّرات ) فتحت الأخرى والأخرى وإذا نفس الشيء بداخلها. عرفت أنَّ شكّي كان في محلَّه وإنَّ (ارفي) لم يكن يحبَّني مثلما أحبَّه وإنَّما يستغلَّني لكي أنقل المخدَّرات إلى بلادنا ثمَّ يقوموا بتوزيعها. في المساء أتى (ارفي) كنت أنتظره على أحر من الجمر قال:
- مساء الخير حبيبتي . استعدّي للسفر غدا
- ألا تذهب معي هذه المرَّة ؟
- لديَّ عمل سأنجزه وألحق بك فيما بعد .
- (ارفي) هل تحبّني؟
- أكثر شيء أحبه هو أنت
- أكثر من المخدَّرات التي في الحقائب؟
- اكتشفت الأمر إذا! حسنا أنا أحبّك كثيرا لكن هذا عملي وعمل والدي نحن تجّار مخدّرات.
- أنت لا تحبّني إنَّما تستغل حبّي لك لكي أقوم بنقل تلك السموم. اسمع ارفي لن أنقل تلك المخدَّرات.
- حبيبتي ستنقلينها رغما عنك .
- لن أنقلها وافعل ما شئت.
أخرج ارفي مسدَّس كان يحمله في جانبه وضعه على رأسي وقرَّب شفته من أذني وهمس قائلاً:
- إذا لم تفعلي ما أقول قتلتك في الحال.
- إذا أنت لا تحبّني كما تقول!
- العمل أهم من الحب.
قام بدفعي إلى السرير وقال :
- استعدّي ستذهبي غدا صباحاً.
فتح باب الغرفة والتفت إليَّ وكنت أبكي على السرير قال:
- حبيبتي لقد رأيت الوجه الأبيض منّي. إذا حاولت الفرار أو إبلاغ الشرطة سأريك الوجه الأسود واعلمي إنه حالك الظلام.
- أرجوك ارفي كنت لا أعلم أنَّ هناك مخدَّرات في الحقائب أما الآن أنا خائفة ومرتبكة ولا أستطيع تدَّبر الأمر.
- وجهك الجميل وحركاتك المغرية سوف ينقذانك من الجمارك.
- كنت تستغلَّني إذاً.
- نعم أنت وجهٌ جديد لكني أعدك أنَّ هذه ستكون المرَّة الأخيرة.
خرج ارفي من الغرفة وجلست على السرير وأنا أتألم كنت أحبَّه من كلّ قلبي لكنَّه كان يستغلَّني قررت الانتقام منه.
في اليوم الثاني حمل رجاله الحقائب ووضعوها في السيّارة وذهبنا إلى المطار. كان رجاله يراقبوني تصرَّفت على طبيعتي وصعدت الحقائب إلى الطائرة وانطلقنا.
عندما وصلت إلى مطار بلدي وعند مفتّش الحقائب قلت له:
- سيّدي المفتش توجد في هذه الحقائب مخدَّرات أجبرت على حملها من المكسيك إلى هنا لكنّي لا أريد لهذه السموم أن تقتل أبناء وطني.
تفاجئ المفتّش من قولي قال :
- سيّدتي أتمزحين معي!؟
- كلا أنا أقول الحقيقة هناك جيوب سريّة في هذه الحقائب وتحتها توجد المخدّرات تفضّل افتح الحقائب وشاهد ذلك بأم عينك.
فتح المفتّش الحقائب ووجد الجيوب السريّة فوجد المخدرات . اتصل بجهاز لا سلكي كان يحمله بيده. بعد قليل جاء ضابط ومعه ثلاث أشخاص شاهدوا المخدَّرات في الحقائب ثمَّ قاموا بغلقها. أخذوها وأخذوني معهم في غرفة في المطار بعد قليل أتى المفتّش الذي أخرج المخدّرات وقصَّ على الضابط القصّة قال الضابط لي :
- أرجو المعذرة آنسة لورا . اسمي بريان أنا ضابط جمارك أشكرك كثيرا على اعترافك بوجود المخدَّرات لكن من هو صاحبها ؟
- إنّها تعود إلى ارفي ابن السيّد لودفيك المشهور .
- وكيف أقحمك معه في تهريب المخدَّرات.
- لم أكن أعلم ذلك. ثمَّ قصصت له القصّة كاملة
- نحن نتابع السيّد لودفيك منذ زمن لكنَّه يُفلت في كل مرَّة وهناك أمر شخصي بيني وبينه.
كان رجال ارفي يراقبوني في المطار وقاموا بالاتصال به واعلموه بأنه تمَّ القاء القبض عليّ.
أخذني الضابط بريان خارج المطار في مركز للشرطة تابع للجمارك وقال لي :
- يجب ان تشهدي في المحكمة ضدَّ ارفي وأبيه حتّى نتمكن من وضعهم في السجن ونخلّص بلدنا من السموم التي ينشرونها.
- أنا امرأة وحيدة وأخاف أن يقتلني أرفي ورجاله إذا علموا بالأمر. أرجو أن تعفيني من هذه الشهادة سيّدي.
- غير ممكن فأنت الشاهدة الوحيدة التي يمكن أن توصلهما إلى السجن. أعدك بأني سأوفر الحماية الكاملة لكي.
وبعد جهد بذله الضابط أقنعني بالشهادة بشرط أن يوفروا لي الحماية خرجت بعد يومين من مركز الشرطة ذهبت إلى شقتّي فتحت الباب ودخلت ضغطت زرَّ الإنارة وعندّما فت الضوء وإذا بشخص يمسك بي من الخلف ويضع يده حول فمي وشخص آخر جالس أمامي على الكرسي ويغطّي نصف وجهه بقطعة من القماش ويحمل في يده دمية صغيرة وفي اليد الثانية زجاجة شفّافة قال لي :
- لا تصرخي لورا وإلا قتلناك في الحال. اسمعي جيّداً نعرف أنّك والضابط برَيان اتفقتما على أن تشهدي ضدَّ السيد ارفي وأبيه.
حاولت التكلَّم لكنَّ الرجل الآخر كان يسدُّ فمي فأشار له الرجل الجالس على الكرسي برأسه فترك فمي وقلت :
- كيف عرفتم ذلك ؟
- نحن نعرف كلَّ شيء عزيزتي أتريدين أن تسمعي الشريط المسجَّل الذي حصلنا عليه والذي فيه كل الحديث الذي دار بينك وبين الضابط برَيان؟
- لا حاجة إلى ذلك وأخبر ارفي إني لن أشهد ضدَّه. لكن في المقابل ليدعني وشأني.
- أتعرفين إذا شهدت في المحكمة ماذا سيحصل لكي؟
- كلا
- في داخل هذه الزجاجة حامض النتريك (تيزاب) سوف أقوم بسكبها على هذه الدمية وانظري ماذا يحصل .
سكب الرجل الحامض على الدمية فاحترقت وأصبحت مشوَّهة قال:
- هذا ما سيحصل لكي إذا شهدت في المحكمة. الآن ادخلي إلى غرفتك.
دخلت إلى الغرفة وسمعت الباب يُغلق فخرجت فلم أجد أحد سوى الدمية المشوَّهة معلقة على باب الشُقَّة. في اليوم التالي ذهبت إلى مركز شرطة الجمارك وقابلت الضابط بريان وأخرجت الدمية من حقيبة اليد ورميتها على مكتبه وقلت :
- هذه الحماية التي وعدتني بها سيّد بريان؟
- ما هذا ماذا حصل ؟
- لقد وجدت رجال ارفي في شقَّتي وهددوني بأن يفعلوا بي مثل هذا الدمية إن قمت بإدلاء شهادتي ضدَّ ارفي ووالده وأنهم يعرفون ما دار بيني وبينك من حديث.
- كيف علموا بذلك؟
- لا تسألني واسال رجالك وأعلم إني لا أشهد ضدَّ ارفي ووالده.
حاول الضابط إقناعي لكنّي كنت مصممة على موقفي. خرجت من المركز وعند خروجي رنَّ جهاز الموبايل فتحته وقلت :
- الو
- نعم حبيبتي لقد فعلت الصواب بعدم شهادتك ضدّي
- يبدو أنَّ عيونك في مركز الجمارك قد نقل لك الخبر ؟
- بكل أمانة
- أرجوك ارفي دعني وشاني لقد نفذت ما طلبه مني رجالك
- حبيبتي لقد سامحتك على فعلتك ولكنَّي أريد نقودي .
- أيُّ نقود؟
- نقود المخدَّرات التي قمت بتسليمها للحكومة وسأكون عادلا معك لن آخذ سوى النقود التي دفعتها ثمنا للبضاعة ومقدارها مليونيّ دولار. أما الأرباح فلا أريدها . أرأيت كم أحبّك؟
- ومن أين لي بمبلغ كهذا ؟
- لا أعلم سأعطيك مهلة لأسبوع واحد. أما النقود أو روحك.
أغلق ارفي جهاز الموبايل. كنت خائفة جدا ذهبت إلى شقَّتي وأخذت بعض الأوراق المهمّة وبعض النقود التي ادخرتها. ثمَّ هربت وجئت إلى هنا حاولت كسبَ عيشي بشرف عملت نادلة في مطعم ثمَّ تعرَّفت عليك وعملت لديك وهذه هي قصَّتي. قال البرت :
- وماذا حصل الآن ؟
- عندما عدت من موعد العشاء رأيت من رجال ارفي يحومون حول العمارة التي أقطن فيها هربت وذهبت عند أحد النادلات التي تعمل معي واختبأت عندها لعدَّة أيام ثمَّ جئت إليك وأنا خائفة من أن يقتلوني سيّدي.
- حسنا لا عليك ادخلي في غرفتي ونامي وغدا صباحا سنجد حلا لهذه المعضلة.
- أنت أين ستنام؟
- على هذا الكنبة.
- لا اذهب ونم في فراشك وانا سأنام على الكنبة
- لا عليك أنا معتاد على النوم عليها.
حاولت لكنّي رفضت ذهبت هي إلى غرفتي ونامت على سريري أمّا أنا فنمت على الكنبة. في الصباح استيقظت من النوم وذهبت إلى المطبخ لأعداد الفطور وإذا بلورا عند الباب قالت :
- ألا أساعدك في إعداد الفطور ؟
- كلا آنستي حتى عندما كانت زوجتي حيَّة كنت أنا من يعد وجبة الفطور ونأكله سوياً
- لا أريد أن أكون ضيفة مملة عليك.
- لورا أرجوك ستمكثين معي فترة من الزمن لا داعي للألقاب , سيّدي , آنسة . سأدعوك لورا وأنت قولي البرت فقط .
- حسنا البرت سأذهب وأغتسل ونتقابل على الفطور .
كنت جالسا على الطاولة أنتظر خروجها من الحمام وعند خروجها تقدمت نحوي وقبلتني على خدي وجلست. كنت سعيدا لهذه القبلة تناولنا الفطور وذهبت إلى المعرض.
في المساء عدت إلى شقتي وكانت ساعات العمل طويلة كنت متلهفا لرجوع إلى شقتي ولورا. استقبلتني لورا قالت:
- قمت بأعداد فطيرة التفاح الشهية لك على العشاء أنا أعدها بطريقة جيدة.
- ليس لدي تفاح هنا؟
- ذهبت إلى المتجر القريب من هنا وجلبت بعض التفاح والحاجيات لأخرى .
- لكن؟ هناك خطر بخروجك من الشقة لا تخرجي بعد اليوم.
- لا بأس لن أفعل ذلك

تناولنا الطعم معا .كانت لورا تأكل بطريقتها المغرية . ساعدتها في غسل ألأطباق كانت تنظر إلي وتلمسني في بعض ألأحيان بطريقة مغرية أيضا.بعد ألانتهاء ذهبنا وجلسنا في الصالة قالت:
- لم تروي لي قصتك مع زوجتك. لا تنسى لقد وعدتني بذلك في الطعم الصيني.
- حسنا
سردت لها قصتي كاملة .عندما انتهيت شاهدت الدموع تسقط من عيناها نظرت إليها ونظرت إلي . بعد برهة نهضت وقبلتني من شفتي وبادلتها القبلة بعد ألانتهاء قالت:
- آسفة. أثارت قصتك مشاعري .وكيف كانت تضحيتك عظيمة لكن؟ القدر غلبك. قارنتها مع قصتي وكيف أن ارفي استغلني وهددني.
- لا عليك لورا . حان موعد النوم أذهبي إلى فراشك لكي ترتاحي.
- تصبح على خير
- تصبحين على خير
ذهبت لورا إلى النوم بقيت جالسا على الكنبة لم أستطع النوم .لا تزال طعم قبلتها على شفتي .شربت بعضا من كؤوس الكونياك .كنت أسمع بعض الأصوات ألتي تصدر من غرفة لورا وأظنها تفعل ذلك عمدا لتعلمني أنها مستيقضه لتغويني بالدخول إليها كنت أتمنى ذلك لكن حيائي منعني.بعد فترة قصيرة خرجت لورا من الغرفة وهي ترتدي بدله نوم وردية ألون جميلة من أين أتت بها لا أعرف .كنت ممدد على الكنبة جلست فوقي . لم تكن ترتدي ملابس داخلية حاولت التكلم لكنها وضعت سبابتها على فمي . حاولت النهوض ضغطت على بطني بجسمها .قامت بخلع قميصي عني وقلبتني على جانبي ثم قبلت أثرا جرح عملية الكلية .بدأت تقبل جسدي شيا فشيء صعودا حتى وصلت إلى شفتي قبلتها بحرارة وقوة. بادلتها القبلة رفعت رأسها وعدلت جسدها قلت:
- أعرف إنك معجب بي منذ أن شاهدتني عند صديقك الخياط .أنا أبادلك الشعور نفسه. أعرف انك تهرب من أغرائي ولا تريد ممارسة الحب معي وفاءاً لزوجتك حسنا أنا سأفعل ذلك .
بدئنا ممارسة الحب معا على الكنبة ثم دخلنا إلى الغرفة ومرسناه مرة أخرى على السرير. كانت لورا مذهلة في الفراش. كأني لم أمارس الجنس من قبل . كنت أشعر إني طائر بين السماء والأرض. بعد الانتهاء تحدثنا قليلا ثم نمنا على السرير سويا.
استيقظت في الصباح لم أجدها بجانبي انتابني الفزع نهضت مسرعا صرخت:
- لورا أين أنت
- أنا في المطبخ حبيبي
- لقد أفزعتني ؟ الم أقل لكي أني معتاد على إعداد طعام الفطور؟
- كان ذلك قبل مجيئي .من لآن أنا من يعد الفطور.
نظرت إليها وتبسَّمت من قولها وقلت :
- لكي ذلك
- شكرا حبيبي. هل تمانع إذا قلت لك حبيبي؟
تذكرت زوجتي عندما لفظت هذه الكلمة لكنَّها كانت ذكيَّة لم تدعني أفكر كثيراً اقتربت منّي بسرعة وقبَّلتني من فمي وقالت :
- حبيبي, حبيبي, حبيبي .
تبسَّمت لقولها وفعلها وقلت:
- لا مانع عندي أنا أيضا أحبَُك لورا.
تناولنا الفطور معا وذهبت إلى المعرض. استمرَّ هذا الحال حوالي أسبوعين. كانت من أجمل الأيّام كنّا نتبادل الأحاديث ونمارس الحب كنت أشعر أنّي لست بشراً وإنَّما ملَكاً خاصَّة وإنَّ لورا تتمتع بإمكانيات مذهلة. كنت دائم التذكّر لصديقي العجوز (اندي) وما قاله لي على الباخرة كان كلامه صحيحا وصائبا.
في اليوم السادس عشر ذهبت إلى المعرض وعند عودتي طرقت باب الشقَّة فلم يجيبني أحد. أخرجت المفاتيح من جيبي ودخلت الشُقَّة وفتَّشت داخلها فلم أجد لورا انتظرتها إلى المساء
لكنَّها لم تأتي. جنَّ جنوني ذهبتُ في اليوم التالي إلى العمارة التي تسكنها وإلى شقتها وإلى المطعم الذي كانت تعمل به لكنَّي لم أجد لها أثر.
في تلك الأثناء غلب روز النعاس خاصَّة وأنَّها قضت يوم الأجازة وقبله في قراءة الكتاب الأحمر وضعته جانبا وغطَّت في نومٍ عميق.

الكتاب الحمر Where stories live. Discover now