مكيده ثانيه

6 1 0
                                    

ذهبت روز في الصباح إلى الكلية وهي تفكر في وضع خطة لاستعادة حب (مارك) .في طريق دخولها شاهدت (مارك) يمشي عكس اتجاهها أصبحت الحركة بطيئة .

(روز) لا تسمع إلا خفقان قلبها.(مارك) رآها أمعن النظر إلى شعرها وكان الهواء يدفعه إلى الخلف وهناك خصلات منه على خدها الذي أبرزة جمال عينها .قبل أن يصل إليها بخطوات اخفض بصره إلى الأرض .عندما وصلته نغزته بكوعها نظر إليها وابتسم وهز رأسه يمينا ويسارا. عندما ابتعد احدهما عن الأخر . وقفا والتفتا إلى بعضهما .
كانت هذه الابتسامة والالتفاتة بارقة أمل لها واخذ قلبها يرقص فرحا.
ذهبت مسرعة للبحث عن ليلي وعندما قابلتها قالت :
- لقد أبتسم لي مارك إني سعيدة جداً .
- قولي صباح الخير أولا
- عذرا ليلي . اسمعي دقات قلبي . يرقص من السعادة
- هل هذ ا كلَّه لابتسامة! صدق من قال سحر الحب
- نعم ليلي أحبه حتى أخمص قدمي .حقا ماذا فعلت لي من أجل خطّتنا لاستعادة مارك ؟
- لم تخطر لي أي فكرة أمهليني بعض الوقت
- لكن أين كان مارك ذاهباً .لقد رأيته يخرج من الكليّة. هل تعرفين السبب؟
- لا . لا اعرف شيئاً .
- حسنا لنذهب وندخل المحاضرة .
قضت روز المحاضرات الخمس وذهبت إلى البيت وهي سعيدة جداً تناولت طعام الخادمة الذي أعدّته كوكي وقالت الخادمة:
- تبدين سعيدة اليوم هذا اليوم آنستي!
- سعيدة جداً جداً جداً .أخذت يد كوكي وبدأت بالرقص معها كوكي مستغربة! قالت:
- هل تشكين من مرض آنستي ؟
- لست مريضة ولكنّي متيَّمة . ثمَّ قامت بتقبيلها
- ومن تحبّين آنستي ؟
- أنتِ! هل تحسبين نفسك لست جميلة ؟
ضحكت كوكي من قولها وقامت روز بإعطائها بعض النقود وصعدت إلى غرفتها وأخذت قيلولة قصيرة . صحت روز من نومها ثمَّ نزلت وتناولت فنجان من القهوة وفتحت جهاز اللاب توب وحدثت ليلي عبر الانترنيت . كتبت لها :
- مساء الخير ليلي؟ كيف حالك؟
- على أحسن ما يرام
- ماذا تفعلين؟
- أتكلَّم مع ستيف
- كيف حاله ؟
- أنه بخير
- ماذا فعلت من أجل الخطَّة ؟
- عندَّما عدّت من الكليّة خطرت لي بعض الأفكار .لكنّي لا أستطيع أن أنسجها وحدي سأقول لكي عناصرها وقومي أنت بغزلها.
- وماهية تلك العناصر؟
- أولا يمكننا استغلال ستيف لأنه صديق مقرَّب من مارك وصديقي أيضا
ثانيا نستخدم الأغراء وذلك بجسمك الجميل
ثالثا الكلام المعسول والتعبير المعسول. اجمعي تلك العناصر وضعِ الخطّة أنت.
- ما هذه الخطّة التي كلَّها ألغاز هل نحن بامتحان؟ قولي غير ذلك
- هذا ما جال في خاطري .ثمَّ إنَّك من تضعين الخطط دائما ونحن نقوم بتنفيذها . هذا كل ما أملك .
- حسنا سأضع هذه النقاط في رأسي وأنا اخطط لاستعادته .
ذهب روز إلى الفراش . أخذت الكتاب الأحمر وحاولت القراءة لكنها لم تستطع لأن رأسها كان مشغول بوضع الخطّة.وضعت الكتاب جانبا .أخذت تفكّر في الخطة حتى وضعت معالمها ثمَّ غطَّت في نوم عميق . في الصّباح ذهبت للكليّة والتقت بليلي وقالت:
- صباح الخير ليلي
- صباح الخير
- أين (آنا وهارا )
- لا أدري ربّما في النادي
- لا زالا على طبيعتهم أم يحاولون التغيّر ؟
- لا زالا على طبيعتهم القديمة والآن يجلسان وحدهما فقط.
- هل من أفكار أخرى لديك للخطة.
- قلت لكي مسبقا لا أستطيع وضع الخطط كل معاندي قلته لكي .
- حسنا لقد وضعت المبادئ الأولية للخطة ولكن تتطلب مساعدتك وستيف .
- أنا أساعدك في الخطّة لأني اعرف نواك الحسنة . أمّا ستيف فلا نعلمه بالأمر لأنه صديق مقرَّب جدا من مارك . دعيه ينفّذ دون أن يعلم بذلك.
- ألا تقولين لي هذه الخطّة .
- عندما تكتمل لا تستعجلي لنذهب للمحاضرة الآن
ذهبا إلى المحاضرة الأولى والثانية وكانت روز تتفقد مارك لكنّه لم يأتي سألت ستيف قائلة :
- أين مارك؟ هل هناك خطب ما ؟ لم يحضر إلى الكليَة ليومين وغدا عطلة هل تعرف شيء ؟
- لا علم لي .اتصلت به لكنه لا يرد على المبايل.
- أنا متأسفة جدا على ما حصل في الرحلة لقد كنت مخطئة
- لقد شرحت لي ليلي كل شيء
- ماذا يقول مارك عنّي ؟
- لا أعلم ولا يسمح لأحد أن يتطرَّق للموضوع وكأنه لم يكن .
- شكرا ستيف على إصغائك لي
- لا عليك ومتأسف لأني لا استطيع عمل شيء .
- إلى اللقاء .
- إلى اللقاء
انتهت المحاضرات . ذهبت إلى منزلها في المساء وضعت (روز) ألمسات ألأخيرة لخطتها. اتصلت (بليلي) على (النت) كتبت قائلة:
- مساء الخير ليلي
- مساء الخير روز
- هل تتحدثين ال (ستيف)؟
- كلا. ليس على (النت)
- هذا أفضل
- لماذا ؟
- لقد اكتملت الخطة .سأشرحها لكي بالتفصيل.
غدا عطلة اطلبي من ستيف أن يذهب معك إلى الحفل الراقص في نادي (مكي) .
أخذت روز تسرد الخطة لها....
في تلك الأثناء كان ستيف ذاهب إلى بيت مارك ليعرف سبب عدم حضوره إلى الكلية . عند وصوله طرق الباب فخرج مارك إليه قال:
- مساء الخير
- مساء الخير ستيف .هل هناك خطب ما ؟ لم تأتي إلى الكلية ليومين .
- حسنا . ادخل الآن وسأشرح لك كل شيء.
دخلا إلى المنزل وقدم مارك له زجاجة من (البيرا) قال ستيف:
- ماذا حصل اخبرني ؟ لماذا لا ترد على اتصالي ؟
- لقد مرضت والدتي ونقلتها إلى المستشفى في ساعة متأخرة من الليل.ولا تزال هناك . وجئت إلى المنزل لأخذ بعض الأغراض وجهاز المبايل الذي نسيته في البيت لاستعجالي.
- كيف حالها الان ؟
- أنها بخير .ستخرج من المستشفى غدا
- هل أساعدك في شيء ؟
- شكرا ستيف .لكن لدي طلب ؟
- تفضل
- أرجو أن لا تخبر احد .لا أريد أن اقلق الآخرين.
- حسنا .الان اذهب الى المستشفى حتى لا تتأخر على والدتك .
- إلى ألقاء وشكرا على الزيارة
- إلى ألقاء .سلم لي على عمتي
عاد ستيف إلى منزله وتناول بعض الطعام دخل غرفته وكلم ليلي على النت :
- مساء الخير حبيبتي
- مساء الخير حبيبي.أين كنت لقد تأخرت؟
- أرسلتني والدتي لأقضي لها بعض المشاوير
- حسنا. أريد أن اطلب منك طلب ؟ أرجو أن توافق عليه.
- تفضلي.
- لنذهب غدا إلى الحفل الراقص في نادي (مكي) نلهو ونحتسي (البيرا) اشعر بالملل .
- لا اعرف ماذا أقول لكي
- او ستيف أن غدا عطلة .أرجوك
- حسنا لنذهب غدا
في اليوم التالي التقى ستيف وليلي وذهبا إلى النادي وجلسا على احد الطاولات . قدم لهما النادل كوبان كبيران من الجعَّة . وبينما هما جالسان فتَّشت ليلي بحقيبتها وقالت :
- يا إلهي لقد نسيت الموبايل في البيت ولم أخبر والدتي أني سأتأخر . يا لي من غبيّة .
- لا عليك حبيبتي خذي جهازي واتصلي بوالدتك .
أخرج ستيف الموبايل من جيبه وقدمه لها . أخذته ليلي بسرعة فصدمت يدها كأس الجعَّة فسقط في حجر ستيف وتبلل قالت:
- اووه متأسفة حبيبي لقد اتسَّخت ملابسك . يا لي من غبية
- لا عليك سأذهب إلى الحمام وأغسلها .
ذهب ستيف إلى الحمّام وعند ذهابه قامت ليلي بالاتصال بمارك وقالت له :
- أسرع مارك ستيف في خطر لقد تشاجر في نادي ميكي والآن هو محتجز لدى أمن النادي . أنهت الاتصال ومسحت المكالمة وأغلقت الهاتف نهائيا .
عاد ستيف من الحمّام قال :
- متأسف حبيبتي هل تأخرت عليك
- لا عليك أنا المتأسفة على سكب الجعَّة على ملابسك .
أعطت ليلي الموبايل له وذهبا للرقص ثمَّ عادا وجلسا على الطاولة وطلبا كأسا جعَّة آخران .
كان هذا الجزء الأول من الخطّة أما الثاني هو. روز تنتظر مجيء مارك وهي تلبس ملابس مغرية وتحمل زهور بيضاء وعندما يدخل تعطيه الزهور دلالة على الحب والصفاء والنقاء للأمور بينهم وتقول له أنَّ ستيف بخير وهي من فعلت ذلك للقائه وطلب مسامحته . دخل مارك إلى النادي وهو يتفقَّد الحشود ليرى ستيف . وإذا بروز أمامه وهي ترتدي ملابس بيضاء مطرزة بلون فضّي جميل ويزيّن رقبتها عُقد نفيس وتسرّح شكلها بشكل مدهش وتحمل زهورها البيضاء ويفوح منها رائحة عطر زكي . وصلت إليه قالت:
- مرحبا مارك
كان ينظر يمينا ويسارا ليتفقد ستيف قالت روز :
- لا تقلق إنَّ ستيف بخير هو جالس هناك مع ليلي . وأشارت بيدها إليهما .
شاهد مارك صديقه بخير وليس هنالك خطب ما حاول المشي اتجاهه لكن روز وقفت أمامه ودفعته بأطراف أصابع يدها قالت :
- انتظر لحظة . لا زلت غاضبا منّي رغم اعتذاري لك ؟
- لقد سامحتك بشرط أن لا نتكلَّم مع بعضنا.
- لا أستطيع فانا أحبك الا تفهم ذلك . وهذه الزهور لك . علامة على صفاء الاجواء بيننا ونقائها وفتح صفحة جديدة بيضاء بيننا.
- سأقبل الزهور لأجل الزهور لكوني أحبها ولا أستطيع ردَّها . أما أنت فقد قلت مسبقا لا شأن لكي بي رجاء. دعيني أرى صديقي فهو في مشكلة .
ذهب باتجاه صديقه وأبعد روز بيده قالت له :
- إنها دعابة لكي أدعك تأتي لهنا ستيف بخير .
سمع كلامها وهو يمشي واصل السير إلى أن وصل طاولته عندما رآه ستيف نهض وقال :
- مارك ما الذي أتى بك إلى هنا !؟ هل حصل شيء لوالدتك ؟
- يبدو إنك تجهل ما يحدث
- وما الذي حدث؟
- لقد وردني اتصال منك وتكلمت فتاة تقول إنك تشاجرت في النادي والأمن يحتجزك فتركت والدتي وجئت إليك مسرعا.
كان ستيف مندهش مما سمع حاول فتح الموبايل فرآه مغلق نهائيا عرف ستيف الملعوب قال:
- مارك صدّقني لا علم لي بما حدث ثمّّ إني أعرف إنك مع والدتك المريضة .
- أعرف ذلك إنه مكر النساء يا صديقي . على كل حال إنك بخير وهذا ما يهم .
ألتفت مارك إلى روز التي كانت تقف بجانبه وتتمنى لو أن الأرض تنشق وتبلعها خاصَة عندّما سمعت بمرض والدة مارك قال لها :
- خذي زهورك زهور الخديعة والمكر والدهاء . حتّى الزهور لم تسلم منكِ!؟
خرج مارك وتركهم عائدا إلى والدته المريضة .
كان الجميع مندهشين ! جلس ستيف على الكرسي وبقيت ليلي ورزو واقفتان قال لهما:
- يا لمكر النساء ماذا فعلت ليلي ؟
- أرجوك ستيف أنا آسفة حاولت ان اصلح الأمور بينهما لاغير .
- بهذه الطريقة؟ ولماذا لم تقولي كنت ساعدت روز بشكل أفضل . أرجوك ليلي لا تتحدثي
إليَّ بعد الآن . تركها وخرج .
بدأت ليلي بالبكاء وتبعت روز ستيف ثمَّ لحقتها ليلي بعد أن خرجوا من النادي قالت روز :
- ستيف أرجوك انتظر .
وقف ستيف وكان غاضبا جدا قال :
- أرجوك روز دعيني أذهب لقد تعبت منك ومنها كدّت أن أخسر صديق لي لولا أنه تفهم الأمر .
كانت ليلي خلفهما قالت لهما:
- دعيه روز إنه محق إنا متعبتان لأنا حاولنا أن نرضيه ومارك بشتى الطرق . قالت روز :
- ستيف أرجوك لم تكن غلطتها أنا من خطط للأمر وكان غرضي أن استعيد مارك مثل ما أنت تساعد مارك إذا احتاج للمساعدة ليلي فعلت ذلك معي . لكن لا دخل لها فهي تحبّك جدا .
كانت ليلي من كلام ستيف قالت :
- أرجوك دعيه يرحل فمعاشر الرجال لا يعرفون الحب بقدر النساء فنحن نسامحهم على أخطائهم حتى وان كانت كبيرة وإذا ارتكبنا خطأ بنية حسنة تركونا وكأننا لا نملك أي مشاعر وأحاسيس .
أثار بكاء ليلي وكلامها مشاعر ستيف وسكن روعه وقال :
- هذا غير صحيح الرجال يهتمون لمشاعر النساء ولكنَّكنَّ لا تدعن الأمور تجري مجراها وتقمن بالمكر والخداع .
- لو كنت أخبرتك بحقيقة الأمر لما ساعدتنا
- أنت مخطئة كان في نيتي المساعدة لكن والدة مارك في المستشفى ولم يكن الوقت مناسبا للحديث .
قالت روز وهي تبكي أيضا :
- أرجوك ستيف صالح ليلي فلا ذنب لها ولا أريد أن أكون السبب لفراقكما . دعني في مصيبة ولا تجعلها مصيبتين ثمَّ إننا لم نكن نعرف بمرض والدة مارك .
رجع ستيف بعض الخطوات . وقف أمام ليلي قال:
- أعتذر عن الكلمات التي قلتها داخل النادي .
بدأت ليلي تمسح دموعها قالت:
- أيها المعتوه أتعرف كم أحبك ؟ ألم تسمع القول المأثور ( سر قوة المرأة في ضعفها وضعفها في أذنها ) وأنت بدلا من أتباعه تقول لي سأتركك
- لن أتركك أبدا وأكرر اعتذاري . قام باحتضانها ثم احتضنتهما روز معا.

الكتاب الحمر Where stories live. Discover now