#لوسيانا
🧚🏻♀️🧚🏻♀️🧚🏻♀️🧚🏻♀️الفصل السادس🧚🏻♀️🧚🏻♀️🧚🏻♀️🧚🏻♀️🧚🏻♀️
🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃
أجرى منير إتصالاته بمساعديه لترتيب وصوله الآمن إلى بلده الأم بعد غياب سنوات على رحيله رفقة بعض الشقراوات الأجنبيات اللاتي يؤنِسنَ طريقه الممل في الطيارة الخاصة، الا أن مزاجه تعكّر بعد الإهانة التي وجهها يمان إليه وسط الأسياد و جعله أداةً للسخرية "أتهزأ مني يا آغـا، لأرى إن كانت هديّتي ستعجبك" رمى كأس الويسكي على الأرض و صاح بوجه المضيفة "اللعنة عليكِ! فلتُحضِري شيئاً أقوى من هذا البول الذي تُقدّميه!!"
لم ينتظر تبريرها أو يرحم خوفها منه بل إنغمس بمراسلاته الشخصية على الحاسوب و بعث الأوامر عبرها،، لعلَّ حياة منير المترفة سببها تعاونه مع كلينت ماندلسون الأميركي الطاعن في السن حيث أخذ منير تحت إمرته بالبداية ثم أثبت منير جدارته و مقدرته على إستلام العمل و تولّي منصب الإبن بحيلةٍ خبيثة كان منير يدسُّ أدويةً تُضعف جسد ماندلسون الكهل و تجبره على الشعور الدائم بالتعب حتى إضطر لإئتمان منير على أمواله كون ماندلسون عقيم لا أولاد له، بُنيَت الثقة عبر الأعوام و إعتبر منير كإبنه و الوريث لأملاكه عامةً حتى إستحوذ تمامًا على ثروته و مكانته.
**********************
أسدل الليل ظلامه و إشتدَّ البردُ و علَت أصواتُ الكلابِ في القرية، تسلّل رجالٌ أخفت ثيابهم السوداء معالم وجوههم يَلفّون على أنوفهم و أفواههم قطعة قماشية من المخمل الحالِك ساروا إلى بيتٍ عتيق، بلغت أعدادهم العشرون رجلاً ما بارح الخوف علاماته على ملامحهم كأنهم بأي لحظةٍ سَيُكشَفون.. قلوبهم مرتجفة و أوصالهم مُرتعِدة تجمّعوا بغرفةٍ بالكاد أدفئتها مدفئة نفطية و ترأسهم شخصٌ أسمر البشرة ذو عينين رماديتين حادّتين تكلّمَ بهمسٍ و حذر "لكل واحدٍ منكم نصف مليون دولار تُسلّم إليكم نقداً و إن وضعتوها بالبنوك فتكون نهايتكم على يديّ الشبح الأسود أنتم و عائلاتكم و إن تخلّفتم تُقتَلون أمام أطفالكم و نسائكم، أهذا واضِح؟"تبادلوا النظرات المريبة بين بعضهم فأعادَ المُضيفُ كلامه بِلهجةٍ حادّة "أهذا واضح؟!" أومأت رؤوسهم بالموافقة ثم تفرّقوا خِلسةً يُخفيهم الليل بسوادهِ و القمر بهلالهِ الرفيع بلا ضوء.
*وضع مبالغ طائلة بصورة مباشرة و مُفاجِئة سَيُعرِّضهم للمسائلات القانونية و الإشتباه بعمليات غسيل الأموال فـ يُكشَفون للملأ.
*********************
جذب الكُرسيّ لمولاته للجلوس على الطاولة الفاخرة بإحدى مطاعم لندن الفخمة المخصصة لأصحاب الأسلوب المخملي الذين لا يهمهم رمي بضعة مئات أو آلاف من الدولارات على أطباق ستيك لحم بقري بالنبيذ الأحمر أو ما شابه ذلك، جلس قُبالتها بوقار، جاء النادل مُرَحِّبًا و متحدثًا بالإنگليزية "أهلاً بكم يا سيدي و سيدتي" قدّم كأسيّ الشمبانيا أمامهما بثبات دون خطأ أشارا إليه شاكريَن و طلبا الطعام مُتحدثين بهدوء؛
-" كنت أنوي سؤالك عن اختك الصغيرة مريم، لم ألحظ وجودها؟"
-" طفلتي الصغيرة ذهبت للدراسة بمدرسة داخلية رغم إصراري على عدم ذهابها، تمنيت لو أنها حضرت زفافنا لكن أشغلتها الإمتحانات"
-"مؤسف... كنت أنوي رؤيتها..."
-" جميلتي، لا تُحزِني تلك العينين الزمرديّة، بعد عودتنا بمدة سنذهب كزيارة فجائية ما رأيُكِ؟"
-"فكرة عظيمة!!"
تناولا الطعام في سكون يتغزّلان بالنظرات المُتيّمة، و على ألحان الفرقة العازفة بطلبٍ خاص يبدؤون بموسيقى من تأليف ديمتري شوستاكوفتش المتراقصة داخل العقول الُمحبّة نهض من مجلسه إليها يمدُّ كفّه "أتسمحين لي؟ أميرتي؟" إستقامت تتبعه نحو بقعة واسعة مخصصة لرقص الفالس الذي يتطلب الحركات المتناغمة مع الشريك ليست رقصة عادية بل تشترط إنسجام القلوب و تآلفها، تمايلها بين ذراعيه و قدرته على إستقبالها حين يلتف جسدها بالرقصة مثل توافق البجع في البحيرة بلا إحراج أو تكلّف مبتسمين بسعادة توغّلت النوتات مشاعرهما شعرا بالموسيقى تجتاح عقولهما ثمالةً كأنها النشوى نالَ إعجاب الجالسين فوقفوا مُصفّقين إليهما حين لفّت سحر ممسكة بيده من فوق رأسها و عادت إليه، حضنها يمان معلنًا إنتهاء الرقصة بآخر لحنٍ خرج من آلات الموسيقى، مثالية بحقّ!!
YOU ARE READING
لـوسـيانـا - Luciana
Lãng mạnيمان كريملي رئيس عشيرته المهيمِن الفذّ، من تصدّى إليه حفر قبره، أحدُ تُجّار السوق السوداء التي أخفاها تحت ظلِّ المزارع القانونية و المكاتب الهندسية و المعامل، تلاحقه أعباء الماضي و حُبٌّ لم يتكلل بتاج الديمومة فارق التي عشقها لعشر أعوام و يأس تمام...