#لوسيانا
❤️🔥🦦🦦🦦🦦🦦🛑الفصل الرابع🛑🦦🦦🦦🦦🦦🦦🦦🔥❤🎄🎄🎄🎄"ليلة العروس🔥"🎄🎄🎄🎄
إنبلج نور الصُبحِ مُتسلّلاً من خلفِ الستائر إلى عينيّ العروس و تمدّدت في مضجعها منزعجةً من صوت المنبّه الذي يرنُّ في طبلات أذنيها كطنين بعوضةٍ كريهة، نشرت ذراعيها عالياً و أدركت مسكنها الجديد، ثيابٌ ليلية من الستان الأبيض ذو القماش الشيفون مطرّزٌ على الصدر و حمالات رفيعة تنسدلُ من كتفيها النحيلة تلفّتت حولها إلى الغرفة حديثة الشراء ذو تصميم إيطالي من خشب الزّان بلمسةٍ كلاسيكيّة فخمة شعرت كأنها ضائعة بضخامة الغرفة التي لاقت بصاحبيّها و عُليا مقامهما إجتماعيًّا .
إلتقطت روب النوم تلفُّ جسدها وقفت لبرهة باحثةً عن الحمّام تغسل آثار النوم عنها و تستريح في بانيو مُعدّ مسبقاً بماءٍ دافئ كان قد أمر الآغا بتجهيزه قبل إستيقاظ العروس فاحت منه روائحُ الشُّموع ِالعِطريّة و الزيوت الطبيعية.
كان من المرمر الطبيعي الأسود بنقشاتٍ طبيعيّة أشبه بأثر الرَّعد خُطَّت على الأرضيّة المصقولة، أراحت رأسها المُشتدّ ألما من بأس المشروب النبيذي الأحمر الذي رافقها طيلة ساعات الزفاف الشّاقة أصابها البرود في المشاعر فلم تُزعِج رأسها بمعاودة السؤال أو الإنقضاض على رقبة عريسها تخنقه لأنه لم يُكلِّفُ نفسه بطلب رأيها أو ربما تبرحه ضرباً الا أنها فضّلت الصمت رغم كونها الآنسة الباريسية القوية التي إستطاعت خوض مُعتَركاتِ الحياة لعقدٍ من الزَّمن وحدها دون نصيرٍ أو سندٍ ذكوري.
رتّبت ملبسها الأنيق فلم تُحِبّ يومًا البهذلة في الأردية كونها إمرأة مصمّمة أزياء، فضلت إرتداء فستان قصير لركبتيها ذو لون بلاتيني بقماش سادة غير مُكلّف، أظهر قُسمات جسدها الرشيق و سدلت شعرها على الأكتاف ببرمات متوسطة الحجم مع بعضٍ من المساحيق التجميلية ذات ألوانٍ باستيلية خفيفة دون بهرجة أو عدم تناسق فتحت باب غرفتها نحو ممرٍ طويل زيّنته الأعمدة الرخاميّة و الفازات العملاقة.
لفتَ بصرُها معلّقاتٌ على الجدران لوحاتٌ لنساء و رجال من الإغريق كأنهم الآلهة و بعضها رُسِمت مناظر طبيعية تغلب عليها ألوان الغروب إضافة للأضواء الشبيهةُ بتحفٍ فنيّة ممتدة على جوانب الممر و الثُريّات الكرستالية الناصعة.
خَطَتْ هذه الأعجوبة المتحفية نحو بابٍ بالكاد مفتوح تهرب منه نغمات موسيقيّة لفريدريك فرانسوا شوبان ألفت النغمة الحزينة فغمغمت "لَيلُ الغُرباء" لفظت إسم الرائعة العالمية لطالما هواها يمان و إستمع مراراً لا تُحصى دون كَللٍ و ها هُوَ يُعيد سماعها، دفعت الباب على مهلٍ تقودها النوتات الموسيقية إلى جهاز الموسيقى القديم (الآلة الإسطوانية الموسيقيّة) لمحته واقفاً أمام طاولة المكتب منغمساً في قراءة كتاب عن التاريخ الهندسي لأشهر المعالم، يكفُّ أكمام قميصه الحالِك لمنتصف ساعديه مرتدياً نظارة القِراءة.
YOU ARE READING
لـوسـيانـا - Luciana
Romansaيمان كريملي رئيس عشيرته المهيمِن الفذّ، من تصدّى إليه حفر قبره، أحدُ تُجّار السوق السوداء التي أخفاها تحت ظلِّ المزارع القانونية و المكاتب الهندسية و المعامل، تلاحقه أعباء الماضي و حُبٌّ لم يتكلل بتاج الديمومة فارق التي عشقها لعشر أعوام و يأس تمام...