الفصل الخامس

1.4K 63 11
                                    

#لوسيانا
       🛑🛑🛑🛑🛑الفصل #الخامس🛑🛑🛑🛑🛑🛑🛑🛑

❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥🎄🧚🏻‍♀️🧚🏻‍♀️🆕🆕🆕🆕🆕🆕🆕

في ذات الوقت..

هبطت الطائرة القادمة من مونتريال-كندا على مدرّج الطائرات في المطار العام للبلد، نزلت عجوزٌ عانس شارفت على المائة عام من عمرِها هادئة الملامح، وديعة الطلّة، رسم الوقت على مُحيّاها الأسمر آثاره رغم تقدّمها البالغ في السن ما زالت تحتفظ بجمال عينيّها العَنبَريّة و اللمعة الآسره، ساعداها شابٌ و فتاة بمنتصف العشرينات و حدّثوها باللغة البرتغالية"من هنا يا جدّتي" مدّت يدها المرتجفة لحفيد أختها و زوجته من الجانبين لتنزل في قاعة الوصول، تلفّتت كأنها تحاول إستذكار المكان المختلف جدّاً و لاحتها بعضٌ من حسرة حبست الدّمعَ في مآقيها "ليتني لم أغادر…" تمتمت بضع كلماتٍ بصوتها المُسن مُتحدّثةً باللغة الإنگليزيّة لشخصٍ غادر العالم، منذ سِتّة عقود مات كليهما عند الفراق فما عاد لوجودهما سوى طعم المرَار  و يهيمُ الجَسدين بلا روح، طلب الحفيد لجدّته سيارة أجرة تَقلّهما نحو الساحل الشمالي تنوي زيارة المقام.

أنهك الطريقُ جسدها المريض حين علِمت تغلغُل سرطان الرّحمِ في أحشائها أصرّت على خوض الرحلة الأخيرة قبل مثواها المحتوم رغم رفض عائلتها لكنها بكت و عاتبت؛ "دعوني أهنأ ببعضٍ من السّلام، لي أمانةٌ و أمنية في ذلك البلد يا أحبائي!" فصمت الجالسين حُزناً على قُصّتِها التي أعادتها مِراراً على الأولاد و الأحفاد، حدّقت من نافذة السيارة إلى الطريق المعبّد و الأشجار و خضراؤها.

تُريحُ خدّها على راحة يدها و سرَحَ عقلها بالذكرى القَصِيّة؛
"حين كنتُ في الخامسة و العشرين ربيعاً أتيتُ صدفةً لهذه الدولة ربما من أجل عمل والدي أو من هذا القبيل، حين تلاقينا على الشاطئ حيث سحبني التيّار البحري إلى أعماقه ما كُنتُ حينها أجيد السباحة، ظننتُ أنني سألقى حَتفي و أغمضتُ عيناي حتى إستفقتُ مجدّداً بين أيدي شابٍ ذو عينين زرقاوين و شعرٍ أسودٍ طويل للحظةٍ إعتقدتُ أنها الجنّة سألني بلغةٍ لا أفهمها فحدّثته بالإنكليزية و تبيّن أنه يجيدُها لم تمرَّ تلك الأحاديث الشيّقة مرور الكِرام وجدتُ نفسي أنجذب إليه و قلبي إستمال ناحيته، كإن وقت الحديث بدا لي الأكثر بهجة ما صادفني شخصٌ كمثلِهِ لـطيبته معي و الصِدق و حُبّه الذي تحكيه عينيّه أحببته بل عِشقتُ أوقاتنا و إن مرَّ يومُ دوننا مجتمعين في ذلك الشاطىء

كانت تُصيبُني الحُمّى فأبقى أياماً بهلاك الشوق و لا يعلمان والدايّ بالسقم الذي عذّب جسدي، فكان لي دوائي الشافي…  مؤنسي و أنيسي، أبتهِجُ بمرآه لم تُبارِحُ لحظة الوداع بيننا ثنايا عقلي سيئة بل كانت الأسوأ ما مرّني أمسكَ يديّ.. كانت دموُعُنا تجري كالسيوف على الخدّين تشتعلُ، و لظى الحُبِّ في الفؤادِ تضطرِمُ؛ " لا تهجُريني يا محبوبتي" و ضمّني لصدرهِ يحتَضِنُ،،

لـوسـيانـا - Luciana Where stories live. Discover now