🧚🏻♀️ #لـوسـيانـا❤️🔥
🍂🍂🍂🍂الفصل الثاني🍂🍂🦦🍂🍂🍂🦥🍂🍂🍂ً🛑إزدانَتْ شَوارِعُ باريس بِورَيقاتِ الخَريفِ الصَفراءِ و الحَمراءْ، و قَدّ نَفضَت الأشجارُ العَتيقَةُ أوراقَها الميِّتةُ إستعداداً للسُباتِ النَباتيّ، تَغفو هذه الشَجراتُ خِلالَ الموسِم لِتبدو أجملَ حِلّة في الرَّبيعِ البهيج تاركةً منظراً هادِئاً من الألوان الدافئة بورقاتها الهابطة على الأرض و أغصانِها المُتيبِّسة النائِمة، لطالما عشِقَت سحر الممشى بَيَن هذِه ِالمتنزّهات تَتهرّبُ من ضغطِ العَمل لِتُريحَ المزاجَ المُتقلّب.
جنباً إلى جنب يَسيرانِ مُتحادثينِ عَنِ الذِّكرياتْ، ظَلّ يمان يَسمِعُ بإمتعاض حِيَن تحدّثت عن رَجُلٍ فرنسيّ قد طلبها للمواعدة متغزّلاً بعيناها الزمرّدية، قلَبَ يمان وجهه للناحية الأخرى يُخفي حنَقه و يَتذمّر في سِرّهِ؛ 'ذلك الوغد، يتجرّأ' ، سُرعانَ ما غيّرا تجاههما نحو ممشى آخر من الأحجار المرصوصة و كأنها تَروي تاريخاً مع كُلِّ حجر عبر الحقبات البعيدة منذ عهود الملوك حتى بعد الثورة الفرنسيّة و حروبها و إستعماراتها للبلدان الأخرى
لكنها تلاشت و خفَتَ بَريقُها مع الزمن لِيُثبت أن حَتّى الطُغيان يندَثر حتى و إن ظنَّ أنهُ الأعظم، جُلُّ ما يفكر فيه هو أن يحتويها بذراعيه إتقاءاً لها من الحياة، لئلا تَتعذّبُ حتَى بعد إبتعادها عن البلد الأم و مشاكلها العائليّة.
بَدأت رِحلَتهما أولاً إلى مَيدانِ الكُونكورد (de la Concorde) العَريق في نِهايةِ شارعِ -الشانزليزيه- قَلبَ العاصِمةِ الفَرنسيّة تحدّه حديقة التويلري شرقاً ، عظيمُ المساحة مملوءٌ بالأعمدة التي لا تتصل بسقف متفرّقة بالأرجاء بعضها مزخرفة و منحوتة بأجساد بشريّة من الرُخام عتيقة التاريخ، إضافة إلى نوافير و شبه بحيرات، أجملها نافورة بديعة الصنع تقريباً تتوسّط الميدان عملاقة بمنحوتات و تماثيل من البشر الحجريّين متجمّعين تحت شيءٍ أشبه بالطبق و آخرون متفرّقين على جوانبها يحملون قوارير يُصَبُّ الماء منها .
يحيطها مختلف السائحين المتنوعين جنساً و عِرقاً و لوناً، لعل أحد أجمل المعالم فيه هو مسلّة الملك المصري رمسيس الثاني و كانت مصر قد أهدتها إلى فرنسا كشكر على جهود الفرنسيّين في إكتشاف بعض الأسرار بالحضارة المصرية القديمة |كما إدَّعت الحكومة الفرنسيّة|
يُطِلُّ الميدان على نَهرِ السّين جَنوباً و عبرَهُ -دي لا كونكرود- ، يقع قصر بوربون الذي هو مقر الجمعية الوطنية الفرنسيّة عبر الجسر على الضفّة المقابلة للنهر، تجوّلت سحر مع رفيقها تتحدّث بحماسة عن تاريخ الميدان رغم معرفة يمان المسبقة الا أنه تظاهر بسماعها لأول مرّة، كونه مهندِساً معمارياً وجب عليه دراسة هذه العجائب و الصروح الهندسيّة، التي تحكي في كلَّ فَطرٍ فيها تاريخاً ضخماً بدايةً من الرومان إلى أن تحوّلت فرنسا لجمهورية بعد الثورة الفرنسيّة، يضمُ هذا الميدان مقاهٍ و مطاعم متنوّعة و متاجر تجذب السيّاح لشرائهم تذكارات يخبّؤونها معهم فتبقى حتى مماتهم رحلة لا تُنسى من الُمتـعة الأوربيّــة.
YOU ARE READING
لـوسـيانـا - Luciana
Romanceيمان كريملي رئيس عشيرته المهيمِن الفذّ، من تصدّى إليه حفر قبره، أحدُ تُجّار السوق السوداء التي أخفاها تحت ظلِّ المزارع القانونية و المكاتب الهندسية و المعامل، تلاحقه أعباء الماضي و حُبٌّ لم يتكلل بتاج الديمومة فارق التي عشقها لعشر أعوام و يأس تمام...