♠️11♠️

2.2K 229 50
                                    


بعد رحيل إستيفان تسنى الوقت لأنيلا لتجلس مع نفسها تراجع رسالة ليزا الغريبة للمرة الأخيرة قبل أن تقرِّر سحب ورقة، ريشة و حبر ثم تشرع بخطِّ رسالة لشقيقها.

تشرح له عن الأحداث التي مرَّت بها و بقيت تكتب حتى وصلت إلى رسائل ليزا الأخيرة حيث صرَّحت بشكوكها ناحية تقمُّصِ شخص يضمر لها الشر لهويتها ليرسل لها رسائل محاولاً العبث بتفكيرها السليم.

كتبت طلبها منه بأنامل مرتجفة صائغة إيها بهذه الجملة " أخي أحتاج لمساعتدك أريد منك أن تقرأ رسائل ليزا لي قبل أن ترسلها بالبريد إضافة لهذا سيكون من الجيد إن كان بإمكانك إخباري بهوية الأشخاص الذين يحيطون بها " تمنت له أيامًا طيبة و شكرته على المساعدة مقدمًا ثم وضعت الرسالة بظرف أبيض، ختمته بالشمع و إرسالة عبر الخادمة لمركز البريد.

من الصعب التفتح و التحدث للآخرين عمًا مرَّت به في الأشهر الأخيرة التي بدأت منذُ فقدانها لطفلها بسبب شخصٍ حقود تبعه للأسف إنحدار بصحتها الجسدية، العقليَّة و النفسية، إلا أن الأوضاع المتأزمة تحتاج إلى تدبيرات شديدة قد تكون جارحة.

أخذ خطُّ أحرف الرسالة ساعة و نصف من المعاناة و التدقيق لهذا بعد إنتهائها بقليل كان وقت شاي العصريَّة قد طرق أبوابه بالفعل، لم تعد تستمتع بشرب الشاي هذه الأيام !

*** *** *** ***

لا الحليب الدافئ ولا الحمام المعطر أو الملاءات الدافئة ساعدت النوم على الإقتراب منها، فكَّرت أنيلا بسخط متى كانت آخر مرَّة إستطاعت فيها النوم لأكثر من ساعة بشكل مريح ؟

ربما منذُ زيارة إستيفان الأخيرة بآخر ثلاث ليالٍ مضت، حتى آدم لاحظ أرقها و أصبح على الرغم من إرهاقه بالعمل يبقى متيقظًا بجوارها محاولاً التربيت على كتفها أو تدليك عضلاتها ليدفعها للإسترخاء.

و بسبب عدم قدرتها على النوم كان الغثيان و الدوار ملازمان لها لدرجة أنها لم تعد تخرج من غرفتها، حاولت المقاومة بشدة، حاولت إيقاف إدمانها غير المقصود إلا أن جسدها يرفض الأمر تمامًا !

لهذا يعاقبها بساعات أرق طويلة و وخزات لحسن الحظ كانت وطأتها أخفت مع مرور الأيام.

لاحظ آدم عدم قدرتها على النوم، يعود متأخرًا من العمل يوميًا مرهقًا، و متعبًا إضافة لإهتمامه برفقة المحققين بقضيَّة أذيَّة ماركيز نوفا لعائلة بوفر محاولاً أن يكون سريًا قدر الإمكان ليجمعوا أكبر قدرٍ من الأدلَّة و على الرغم من كلِّ هذا حاول دائمًا البقاء بجوارها، يهتمُّ بها، يربِّتُ على شعرها ليبعث الراحة بنفسها و قد نجح فعلاً، دعمه المعنوي كان مسكنًا فعَّالاً لآلامها الجسديَّة و المعنويَّة !

أدورُ في الفراغحيث تعيش القصص. اكتشف الآن