الترحيب الذي تلقَّته هي و إستيفان كان كبيرًا عندما وطأت أقدامهما منزل عائلة بوفر، فالدوقة أنستازيا و جوليان لم يروها منذُ أسبوع تقريبًا بسبب انشغالها مع ليزا.
بغرفة الضيوف جلسوا جميعًا على الأرائك براحة يتبادلون آخر الأخبار، إستيفان حكى عن البيرو و من بين أحاديثه أخرج من حقيبة كان يحملها صندوقين أهداهما لجوليان و السيدة أنستازيا " هذه هديَّة بسيطة "
" صحيح لم أشكرك على الثوب، إنهُ رائع " قالت أنيلا بابتسامة صغيرة فحمحم إستيفان بخفوت و قال بينما يشاهدُ جوليان و الدوقة تفتحان الصندوقين.
" أعلم ذوقي رائعٌ للغاية " إلا أنه سرعان ما قال " لكن لستُ أنا من اختار ثوبك بل آدم "رفعت الدوقة و جوليان أعينهما إلى إستيفان باستغراب " ابني لم يذهب للبيرو " قالت الدوقة فأجبها إستيفان سريعًا " لا، لكننا تراسلنا و اقترح علي شراء فستانٍ أزرق من محلٍ يعرف صاحبه فقد زار إبنك تلك البلاد قبلاً "
حمحمت أنيلا ببعض الحرج و تطلَّعت للثوب الذي ترتديه مجددًا بينما إستطرد إستيفان قائلاً " لكن أنا من اخترت هديتكما "
" شكرًا لك صغيري الثوب رائع " قالت الدوقة بابتسامة لطيفة كعادتها، ثم تركته جانبًا و قالت لجوليان " صحيح أين هي أنيلا الصغيرة ؟ "
إبتسمت جوليان ساخرة و قالت " خرجت مع والدها و عمّها للحديقة القريبة، بقيت تزعجهما حتى خرجا معها" ضحكت الدوقة ثم قالت
" حفيدتي لطيفة للغاية "" لم أرى صغارك منذُ زمن " قالت أنيلا فتنهدت جوليان و قالت " أنيلا تحبُّ العبث مع والدها و عمها أكثر من البقاء مع والدتها و آدم الصغيرة كل ما يفعله هو والنوم، البكاء و الأكل لا شيء آخر "
" مهلاً تذكَّرتُ أمرًا " قاطعت الدوقة حديثهما ثم سرعان ما نهضت ناحية أنيلا و أمسكت بيديها تقول لها " إتبعيني قليلاً عزيزتي " أومأت أنيلا باستغراب و نهضت تتحرك خلف الدوقة لخارج غرفة الضيوف، ثم عبر ممرات منزلهم الواسع " قريبًا ستكونين قاطنة لهذا المنزل معنا لهذا ... " صمتت قليلاً عندما توقفت قدماها أمام بابٍ ما و فتحته ثم أكملت حديثها بينما تشير لها بأن تتبعها " هذا هو جناحُ آدم، جناحهُ هو الوحيد الذي يقعُ بالطابق السفلي "
توقفت أنيلا بدهشة عندما سمعت ما قالته الدوقة، جناح آدم، أي المكان ا لذي يقضي به يومه ... غرفته .
" لكن ... لماذا نحن هنا ألن يغضب لدخولنا بلا إذن و هو غير متواجد ؟ " نطقت أنيلا بتوتر و أعينها رغمًا عنها تتمشى عبر أثاث الغرفة و تفاصيلها تستكشفها
" أوه لا داعي للقلق فقريبًا هذه ستصبح غرفتك أيضًا، و على أية حال أحضرتك إلى هنا لكي تقرري إن أردتِ تغيير أيّ شيء بها "
أنت تقرأ
أدورُ في الفراغ
Historische Romane( منتهية ) قيل دائمًا بمجتمعها أن المراة محدودة التفكير ،غبية، تحتاجُ لرجل كي يقودها للطريق الصحيح، و ظنَّت هي كذلك حتَّى بلغت سنَّ السابعة عشر و أصبحت إمرأة بكلِّ ما تعنيه الكلمة من معنى، شعرٌ أسود داكنٌ و عينان زرقاوتان لامعتان تأسرُ النَّاظرين و...