ليس بعد...

106 6 2
                                    


٢٩ من ديسمبر سنة ٢٠٢١
-بدأ رحلته في سنته الجديدة مقنعًا نفسه بأن الأمور على مايرام، بالرغم من ان اول يومٍ في السنه كان سيئًا له، بدأ يومه بالبكاء وحيدًا، لم يكن لديه أصدقاء، ابتعد عن الجميع في تلك الأيام وكأنه كان يجهز نفسه للأيام القادمة، عالمًا بأنه سينتهي أمره وحيدًا.
في أواخر العام الذي قبل هذا، قد تعلم الكثير لنفسه، أمضى الكثير من الوقت لنفسه ولكن، وحيدًا...
كان يظن بأنه قد تعلم الكثير ولكن لا...
لم يكن يدرك أن هنالك الكثير من الأمور ليتعلمها، وأنه سوف يخوض حربًا شاقًا مع نفسه في محاولة السيطرة على أموره، لم يكن يدرك أن العالم يخبئ الكثير ويظهر القليل جاعلًا منه يصدق بأن ما قد مر به، هو أسوأ ما قد يكون.
-عزيزي القارئ، نعم أنت... هذا الذي اتحدث عنه هو نفسه الشخص الذي يسرد لك كل هذا ولكن، في الماضي.
-السارد محدثًا نفسه:
"ليتني أستطعت رؤية ماقد يحدث لك وتنبيهك بأن الذي مررت به، هو. ليس أسوأ شيء قد يتذوقه الكيان، المستقبل يخفي عنك الكثير،: أيامًا شاقة، وحدة، فقدان الاحساس، شلل فكري وأيضًا، أيامًا سعيدة، مليئة بالسكينة. فقط كن جاهزًا لما قد تواجهه."
____
٢٢ جانواري سنة ٢٠٢١
- في هذا التاريخ بدأ بتغيير روتينه اليومي الذي اعتاد عليه لمدة لاتقل عن عشرة أشهر. بدأ بإقناع نفسه بأنه قد بدأ بدايةً جديدة... وفعلًا، كانت بداية جديدة له ولكن بدون هدف. جل ماكان يفعله هو إلهاء نفسه عن تلك المشاعر التي قد يشعر بها في لحظةٍ ما، إلهاء نفسه عن فعل ما يريد حقًا ان يفعله.
ولكن... إنتهى به المطاف لمدة لا تقل عن ١٨٠ يومًا يمضي حياته في أحلك وأعمق سواد لحفرة كان من الصعب على من يريد ان ينقذه أن يفعل. يتخبط هنا وهناك يفعل هذا وذاك دون تفكير فيما قد يقع فيه بسبب مايفعله.
3:39
____
-استمر في حفرته ولم يبذل جهده بالخروج منها، بل استمر بتأمل مايحدث ولم يبدي ردة فعل، استمر العيش باقناع نفسه ان هذه هي الحياة المناسبة له ولكن... هو وحده يعلم بأن هذه الحياة ليست له، ليس هذا ما تمنى أن يصبح عليه.
إلى ان التقى برفيق دربه...
ذاك الذي كان يرى كل شيء باهتًا أمامه، ممل ولا روح له، أصبح يرى ضوئًا خافتًا وكأنه يخبره بأن هنالك الكثير بانتظاره، بأن ماقد مر به وحيدًا ماهو الا نهاية لبدايةٍ جديدة.
بداية فاتنة بانتظاره، وايامًا مُبهجة ستجعله يعظم تلك الأيام التي لطالما مقتَ نفسهُ الضالة اللامبالية بما يحدث حولها ومعها.
____
-مضى ١٦٢ يومًا وهو في أعظم حالٍ، لم يسبق له وأن عاش عيشةً كهذه. يرى الكون يلمع من عظمته وما قد يكون بانتظاره.
لأول مرةٍ طوال الـ٢١ سنة تلك التي كان يقاوم شاقًا طريقه إلى اللامكان، لم تكن لديه وجهة، لم يملك هدفًا يمكِّنه من تشتيتِ نفسه. قد أصبح قادرًا على أن يقول بأنه وأخيرًا أصبح سعيدًا، مبتهجًا وفرِح.

٣١ ديسمبر، ٢٠٢١

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jan 02, 2022 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

مجرد خربشات. Where stories live. Discover now