هو حقًا يُعاني، لا يعلم مالاسباب خلف مُعاناته ولكنه يعاني وبشِّدة، ولا يظن بأن سببًا واحدًا هو كفيلٌ بما يحدث معَه.
يشعُر بأن اسهمًا تخترق جسده في كل مرةٍ يتنفسُ بها، يشعُر وكأن جسده يتقطع إلى أشلاءٍ ولم يتبقى منهُ سِوى عقلِه.
عقلِه الذي لطالما كرهَهُ، لطالما عانى بسببِه، لطالما تمنى الموت لأجلِ أن يشعُر بالراحةِ منه، حاول العديدَ من المرات ولكنه في كل مرةٍ يفشل، يفشلُ من فعلِها وكأنَّما شيئًا ما يصُدَه، حاجزًا يقف بينه وبين نفسِه.
وكأن الحاجز هذا قد يكون "هُوَ نفسُه" ، لقد جُنَّ حقًا.
يشعر بأن هنالِك العديدَ منه، العديد من الأشخاص بداخِلِه، شخصًا يريدُ الموت والآخرُ يريد أن يعيش وآخرٌ يريد فقط التلَذُّذَ بتعذيبِ نفسه، جميعَهم يريد السيطرة وتنفيذ مُبتغاهُم. وآخرٌ يقف بينهم ينظر إلى المهزلةِ التي تحيط بِه، يضحَكُ تارةً، يَبكِي تارةً. لا يعلم مالذي سيفعله. يريد فقط الشعور بالراحة،
ولكن هُنا يأتي السؤال...
أين سيجدُ الراحة؟.
هل سيجدها إذ قتل نفسَه؟.
ام اذا أكمل طريقه وحاول التعايُشَ مع كلِ هذا؟.
هُوَ فقط لا يَجِد الراحة في كل شيءٍ يفعله.
لم يَعُد مشرقًا كما كان.
لا شيء اصبحَ يُثِيرَ حماسهُ كالسابِق.
ينظُر فالمِرآه ويتأمَّل الذي أمامَهُ ساعاتٍ متواصله، يُخبرهُ كَم هوَ قبيح، يشتُمه، ومراتٍ أُخرى ينهال بالضرب عليه.
ثُم بعدها يرتَدي قناعَهُ ليُقابل البشر ويبدأ بالتمثِيل وكأنهُ شخصٌ طبيعيٌ مثلَهم، يكادُ ينفذُ صبره، يريد من هذه المهزلة ان تنتهي ليقومَ بخلعِ قناعَهُ المُزيَّف.
يُريد أن يُظهِر لهُم ماهيَ حقيقَتَهُ، يُظهِرُ لهُم مالَم يكُن فِالحُسبان،
ولكنه فقط.. يَستمر بالتمثَيل.
لايَعلمُ ماهيَ نهايةَ هذا كُلِه ولا أحدٌ يعلم ماهي نهايَته، ولكن يبدو بأنَّ احدًا منهم قد سيطَر عَليه وسيفعلُ مايُريدُه.JIMIBIN.