شيطان - خمسة عشر

1K 66 26
                                    


الظلال هي كُل ما أرى هنا، إنها لا تتوقف عن التزايد
أرجوكِ ابتعدي عني!

يشعر بجسد أحدهم يقترب منه ليزداد خوفه، حاول وويونق رؤية أي ملامح لهذا الجسد لكنه فشل فقط
"مرحًبا وويونق"
إنه صوت ذكوري إذًا هو فتى
"من أنت؟"
تساءل وويونق
"إنه ليس الوقت المناسب لتعرفني وويونق ولكن عليك معرفة مطالبي وتنفيذها صغيري"
قال ذلك الغريب وهو يقترب من وويونق
"حسنًا صغيري أنا لا أريد الإطالة في هذا الحديث لذا سأعقد معك الإتفاق الآن، سأعطيك قوة لا تُهاب وتأتي لي بقلب ذلك الشيطان"
"ما الذي تهذي به أيها الأحمق"
تساءل وويونق بسخرية ليضحك الآخر
"تمنيت لو أني أهذي ولا أطلب مساعدتك اللعينة، إما أن توافق على عرضي أو تنتهي حياتك الآن"
قالها ذلك الغريب وهو يتحسس وجه وويونق والذي بدأ يبكي وينهار، لقد تعب حقًا في رحلته هذه، هل سينتهي كل شيء إذا رفضت؟ ولكن إذا وافقت سيتعين عليّ قتل سان وقلبي اللعين يرفض هذا، حسنًا استيقظ وويونق! حياتك أهم من تلك المشاعر المقززة! فقط حقق حلمك وكُن الأعظم!
"ماذا ألن توافق؟ هيا سريعًا الموت أم تتخلص من سان وتكون الأعظم؟"
"سأفعل! امددني بقوتك الآن!"
صرخ وويونق بقوة ليتفاجئ الآخر ولكنه أُعجب بهذا
"الآن! ستستيقظ وتتخلص من الحراس ثم تأتيني بقلب سان!"

في تلك الأثناء الحراس مازالوا يحاولون السيطرة على سان هو فقط يقاوم لما لا نهاية، يقاوم لإنقاذ نفسه.. لإنقاذ وويونق

وفي تلك الأثناء استعاد وويونق وعيه وبدأت أجنحة ذابلة تخرج منه عيناه تلونت باللون الأحمر الأشبه بلون النبيذ أنياب تزين فمه وفوق رأسه تلك الهالة الملاكية أصبح لا يعي ما يفعل وكأن جسده يُتحكم به فقط يريد التدمير ورؤية الدماء، بدأ يخطو ببطء متجهًا لأحد الحراس لينقض عليه يغرس أنيابه في رقبته واستمر بتهشيمه حتى تحول ذلك الشيطان إلى نثارة

استقام ونظر لبقية الحراس الذين يمسكون بسان والذي خوف تملكهم بعد هذا المشهد هم بالتأكيد سمعوا عن هذه الأسطورة أسطورة نيفاليم

تلك الكائنات الهجينة نصف ملاك ونصف شيطان. إنهم يمتلكون قوى من كل الأنواع الخارقة للطبيعة ويعتبرون تهديدًا لكلٍ من الشياطين والملائكة بسبب قوتهم الهائلة وإمكاناتهم وبسبب هذا تم مطاردتهم جميعًا وقتلهم ولكن كانت تقول الأسطورة أنه يومًا ما ستخرج هذه القوى لتدمرهم وتتنتقم لسابقتها، لكن لماذا وويونق؟

قبل آلاف السنين اتحدت كلٌ من القوى الشيطانية والقوى الملائكية للتخلص من سلالة النيفاليم، يسلبون قواهم ويتخلصون منهم ينثرون الدماء في الأنحاء

وفي ذلك المكان البعيد اختبىء كلٌ مِن هولي و مالاكاي مع صغيرهم المهجن الذي كان بعمر السادسة حينها
"هل تظنين أن هذا سينفع وماذا إذا لم يكن؟ ماذا سنفعل و كيف سننجو من هذا"
قال مالاكاي وهو يلتف حول نفسه والخوف يملأه
"اهدئ عزيزي فقط نفذ خطتي، أعلم أنه مفارقتنا لصغيرنا تؤلمك ولكن هذا لمصلحته! هو سيذهب مع صديقك ذاك ليعيش على الأرض بسلام، بقائه هنا ليس لصالحه ولا لنا لذا علينا فقط تنفيذ ذلك مالاكاي"
قالت هولي محاولةً تهدئة زوجها المذعور ثم تقدمت في نهاية حديثها تعطيه قبلة ربما كانت الأخيرة...

نظر مالاكاي لصغيره النائم ثم قال
"سأعطيك اسم وويونق لتحظى بالكثير من الأصدقاء على الأرض عزيزي، وكن قويًا ذكيًا لا تدع أحد ينافسك!"
قال مالاكاي وهو يُقبل جبين طفله بينما تبتسم هولي لهما
"أجل عزيزي! والداك يحبانك كثيرًا وسيأتون كثيرًا لزيارتك لا تنسانا!"
قالت هولي ثم بدأت بمسح ذاكرة الصغيرة عنها وهاهي الدموع تتجمع بأعينها ليحتضنها مالاكاي.

دقائق حتى أتى صديق مالاكاي والذي نعرفه الآن بـيونهو! انحنى لمالاكاي ثم أخذ يحمل الطفل
"اعتني به جيدًا أرجوك"
قالت هولي وهي تبكي ليهمهم يونهو
"وداعًا صديقي"
قال يونهو ثم حلق مسرعًا قبل أن يلحظه أحدهم

ابتعاد طفلٍ عن والديه وتفرق هذا الثنائي كل هذا بسبب غيرة تلك القوى منهم
علاقة محرمة بين شيطان وملاك وانجاب طفلٍ مهجن كانت هذه أسباب كافية لتجعل تلك القوى تجري ورائهم للتخلص منهم.

نعود لوويونق الآن الذي بدأ بالفعل يدمر الحراس واحدٌ تلو الآخر حتى انتهى منهم جميعًا! الغرفة الآن امتلأت بذلك الدم الأسود الثقيل

سان ينظر لوويونق والصدمة تعلوه، كان يعرف! كان يعرف أن هذا الفتى يُخبئ شيءٍ ما!

وويونق يلتفت ويتقدم ناحية سان والذي لأول مرة يرى سان مذعورًا وخائفًا هكذا
"ماذا ساني؟ لما أنت خائف؟ إنه أنا! وويونق خاصتك!"
قال وويونق ثم بدأ يضحك بهستيرية 'اللعنة'
اقترب وويونق أكثر ناحية سان ليتشبث بجسده ويأخذه في قُبلة مفاجئة 'أليس من المفترض أنه يقتله الآن؟'
قبلة ناعمة يحظيان بها لأول مرة ولكن لما الدموع أخذت مجراها على وجنتهما؟
"أوقف هذا سان... أرجوك"
قال وويونق متوسلًا لسان الذي يبكي فقط

تستمر دموع وويونق بالإنهمار بينما يُقبل سان هو يرفض تمامًا فكرة قتله ولكن إن لم يفعل سيموت هو وبالتأكيد لن يسلم سان من ذاك الغريب، لذا هو فقط مشوش الآن لا يعرف ماذا يفعل فقط يستمر بتقبيل سان والبكاء

هل نمت تلك المشاعر الكثيرة في هذه الفترة فقط؟ الشعور بالدفء بجانبه والسماح له بمضاجعته، يستمر سان بتعذيبه لكن وويونق فقط يُحب هذا، يُحب كيف يشعر به بداخله وكيف يتحكم فيه سان

كان وويونق يتخيل تغير سان ربما يصبح بشريًا مِثله ويعترف له ويعيشان سويًا في النعيم لكن كل هذا انتهى الآن

الآن عليه نقض عقده مع سونقهوا وقتل سان

قتل الشيطان الذي تملك قلبه
•••

بسسسسسسس ...
بغيت أخلصها على ١٥ بارت بس أحس كذا البارت بيكون طويل وممل ممكن البارت الجاي يكون الأخير ما ندري

شكرًا كالعادة على تفاعلكم مع الرواية 💗

شيطان | ووسان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن