شيطان - واحد

4K 208 48
                                    

شيطان

اندفع سان خارج المكتبة ، الملف في متناول يديه نظر من فوق كتفه ليرى ثلاثة حراس كبار يركضون وراءه بالمناجل .

هربت ضحكة مسلية من شفتيه بينما استمر في الركض في قاعات القلعة
"اللورد سان ! لا يُقصد بهذا الملف ان يُقرأ !" صرخ احد الحراس
" لا يهمني ! يجب ان اعرف "
تجاوز سان الأبواب المعدنية الثقيلة ودخل في العالم الحار الذي يعيش فيه
" لورد سان ! من فضلك! الان ليس الوقت المناسب لك لتعرف !"
صاح حارس اخر عندما اقتربوا من الأبواب
"اذا متى هاه؟! عمري ١٢٠ عامًا ! هذه هي المدة التي أمضيتها بدون والديّ لأن بعض الأوغاد قتلوهم عندما وُلدت!"

وقف سان بعيدا عن الحراس الذين مازالوا فوقه ، توهجت عيونهم باللون الأحمر الغامق وهم يمسكون أسلحتهم بإحكام
" سلم الملف ولن نؤذيك سيدي "
ضحك سان على الحراس
" هل حقا تسبب الألم لسيدك ؟"
استجوب بابتسامة متكلفة ،
دخل الحراس في قتال مما جعل سان يضحك اكثر
" لا يمكنكم ان تكونوا جادين . انا اقوى شيطان هنا ! يمكنني قتلكم جميعا بمجرد خدش!"
قال بينما كان جسده يكبر و يطول ، يتحول الى اللون الاحمر الداكن ، وأسنانه تصبح خشنة و طويلة ، أصبحت اظافره طويلة وحادة ، وغطاه اللون الاسود حتى ساعديه نمت قرونه الصغيرة واصبحت اطول واقوى ،

وأخيرًا لإكمال تحوله ، ظهر زوجان ضخمان من الأجنحة الشيطانية من ظهره ، مماأدي الى تمزيق قميصه اكثر وهو يرفرف بها في الهواء .

نظر الى الحراس بنظرة صارمة وابتسامة متكلفة ، ولعق شفتيه بلسانه المدبب المثقوب .

" سأعطيكم ثلاثة فرص للتراجع قبل ان تصبح الحالة دموية "

تأوه وويونق عندما استيقظ على انذار هاتفه اقفل المنبه وركل الاغطية عنه ، و استقبلته رياح الشتاء الباردة التي دخلت من نافذته المفتوحة ، سرت قشعريرة على جسده ،
يمدد جسده المتوتر . كانت الساعة ٥:٢٠ صباحًا ، مما يعني انه كان امامه ساعتان للاستحمام وتناول الإفطار وتغيير الملابس واستقلال الحافلة الى عمله ،

اخرج تنهيدة من شفتيه وهو يقف ويتجه نحو حمامه المشترك ، قام بتشغيل المياه لكنها توقفت
" من اجل الملاعين ، احتاج الى اصلاح هذا"
شتم وويونق وهو يديره مرة اخرى قبل ان يدخل و يتعرى ، اصاب الماء البارد بشرته الباهتة ، مما جعله يرتعش ويغمغم بعض الشتائم النابية تحت انفاسه ،

كان يغسل جسده وشعر بإرهاق وكاد ان يعود للنوم لولا الاصطدام المفاجىء بصوت عالٍ وانبعاث اجهزة انذار السيارة خارج نافذة شقته . أغلق المياه وخرج ولف خصره بمنشفة . تقدم نحو نافذته وفتحها ليرى ما حدث في الخارج ، رأى سيارتين محطمتين ولم يكن هناك دماء وبدا الجميع على مايرام لذا لم يضطر للنزول وتفقدهم

تراجع للوراء عندما رأى شخصية سوداء غامضة خلف الرجل الذي كان يصرخ

لطالما رأى وويونق الظلال السوداء ، بعضها ابيض ، منذ ان كان طفلًا ، تم اختباره وتشخيص اصابته بفقر الدم بعد إغماءه ذات يوم في المدرسة . منذ ذلك الحين وهو يتناول الدواء يوميًا ويقابل الطبيب أسبوعيًا.

في النهاية غادر الحمام وعاد إلى غرفة نومه ليختار ملابسه لهذا اليوم .

لقد استقر على شيء غير رسمي - هودي رمادي بسيط وبنطلون جينز ازرق ممزق

انزلق على حديثه القذر قبل ان يجفف شعره البنفسجي ، ثم فرده حتى استلقى على جبهته قبل ان يخرج من غرفته إلى المطبخ الصغير ليصنع حبوب الإفطار

فتح الخزانة وسحب رقائق الذرة وأمسك بالوعاء وملأه قبل فتح الثلاجة لإحضار الحليب فقط ليجد الحليب فارغًا "اللعنة" صرخ واغلق الثلاجة ، قام بتجميع الحبوب ووضع الوعاء في الحوض قبل التوجه إلى الأريكة
قام بتشغيل التلفاز على عرض ممل حتى كاد ان ينام

بدأ هاتفه يرن وصرف انتباهه عن الشاشة ، ظهر اسم يوسانق مما جعله يرد على اقرب اصدقائه على الفور
"يوسانقي!"
استقبله يوسانق من جهة اخرى بـ
"اوه العاهر . يريدك الطبيب كيم الان . يبدو غاضبًا حقا لذا من الافضل ان تتحرك "
" اللعنة ، سأكون هناك خلال ١٥ دقيقة ولا تناديني بعاهر مرة اخرى "
اردف وويونق
" إذن لا تكن عاهر أيها العاهر وداعًا "

اغلق وويونق بسرعة واندفع واقفًا على قدميه وهو يغلق التلفاز ويمسك بمعطفه الشتوي ،

انطلق بسرعة على درجات السلم ، تاركًا المبنى واندفع إلى محطة الحافلات

شيطان | ووسان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن