البنت التي لا تحب إسمها - أليف شافاق

75 10 11
                                    


اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


لعل ما جعل رواية «البنت التي لا تحب اسمها» للكاتبة التركية «أليف شافاق» أسلوبها الطفولي الخفيف، إذ لطالما كانت الكتب الموجهة للطفل ممتعة وقريبة من القلب.

تتناول الرواية قصة طفلة شديدة الفضول ومحبة جدا للقراءة والمعرفة والعلوم وطرح الأسئلة، تعيش حياة طفولية لطيفة، غير أن شيئا واحدا فقط كان يزعجها جدا وهو اسمها، كان اسم بطلتنا غريبا مقارنة بأسماء بقية الأطفال ورغم أنه اسم مميز في الواقع لكنه عرضها للسخرية الشديدة والتنمر من قبل أترابها.

تستمر بطلتنا في قص يومياتها علينا، مع والديها ومع أترابها في المدرسة وأساتذتها وكتبها المفضلة، حتى تعثر ذات مرة على شيء عجيب وسحري نقلها نحو عالم خيالي للكتب التي كانت تحب قراءتها، وتنطلق بطلتنا في خوض مغامرة خيالية مدهشة تعلمت خلالها الكثير من الأمور الجديدة التي ستغير تدريجيا في شخصيتها وتجعلها متصالحة مع ذاتها أكثر.

الرواية موجهة للأطفال ومكتوبة بصوت طفلة، ولقد نجحت الكاتبة حقا في الحفاظ على هذه الروح وإقناع القارئ بأن ينظر إلى الحياة بعيني طفل صغير، يحلل كما يحلل الأطفال وينقد الواقع من هذا المنطلق دون حياد، وهي مهمة أراها غير سهلة أبدا، أن تخاطب طفلا وتترجم الحياة كما يراها وتقنع بهذا إقناعا شديدا.

الرواية تعليمية أيضا، تشجع الأطفال على حب الكتب والقراءة وفهم مدى التميز الذي تضيفه هذه الهواية لهم، تقدم كثيرا من المعلومات المفيدة للأطفال والأهم الكثير من التوجيهات الصحية، إذ تشجع الرواية على تقبل الصغير لنفسه وحبه لها بكل خصالها، وتشيد بأهمية الثقة بالنفس وعدم السماح للتوتر بالتقليل من التركيز وبأهمية أن يحاول الطفل العمل حد النجاح ودون استسلام بسبب بعض الصعوبات.

أحببت أيضا الأفكار الناقدة التي وجهتها الكاتبة للآباء عند تعاملهم مع  أطفالهم بأنهم غير واعون تماما عبر إعطائهم حججا وإجابات غير كافية على أسئلتهم وغير مبنية على واقع، وقد تساهم في تشويشهم، في المقابل وضحت أثر هذا السلوك على الطفل حيث يساهم في جعله كتوما، يتجنب الخوض في جدالات حتى لا يسبب إزعاجا لوالديه وهو مدرك تماما أنهما يتجنبان تقديم الأجوبة الشافية له وحواره حوارا عميقا ومناسبا يعطي القيمة لقدراته العقلية الحقيقية، إذ أن الأطفال أذكياء وواعون ويفسرون الواقع جيدا ويميزون بين الإجابات المقنعة والإجابات المراوغة.

تنقد الرواية عدة نقاط أخرى، كظاهرة التنمر وأثرها السلبي في الطفل وظاهرة عدم تطبيق الآباء لنصائحهم الجيدة أحيانا، حين تم طرح فكرة تشجيع الكبار أولادهم على القراءة وحديثهم الدائم عن أهميتها دون أن يكونوا هم بدورهم قراء ليقدموا هذا التأثير كما يجب للطفل.

الأحداث في الرواية طريفة، سلسة وسهلة، رغم كونها خيالية إلا أن حبكتها بسيطة تخلو من التعقيدات ومن الأحداث الثقيلة والمخيفة أو المحزنة، وهذا محبب نظرا للفئة العمرية التي يخاطبها العمل.

ختاما، العمل قصير وخفيف جدا للقراءة، ممتع ومناسب نسبة لأي شخص لا يقرأ منذ مدة ويريد استعادة شغفه للقراءة أو لشخص غير متعود على قراءة الكتب ويريد أن يبدأ بكتاب شيق وخفيف ولطيف.

هل سبق وقرأتم أنتم كتبا موجهة للأطفال؟ ما هي هذه الكتب وما هي انطباعاتكم حولها؟

وهل قرأ أحدكم هذه الرواية؟ يمكنكم ترك مراجعاتكم في تعليقات الفصل.



أرض الورقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن