الجزء 08

583 31 0
                                    

تعود لورين للعيش رفقة ليليان والتي كادت تطير من شدة الفرح والسرورو، تجلس الفتاتان معا تتناولان الغداء تقوم ليليان بأخذ كمية من الأكل بيدها وتطعم لورين والإبتسامة لا تفارقها في هذه الأثناء يرن هاتفها فتجيب لتجد المتصل جاد يدعوها للخروج إلا أنها ترفض ذلك فيثير هذا غضبه وسخطه فمنذ ان مرضت أمها أصبحت لا تواعده كثيرا. لورين بإبتسامة: صغيرتي يمكنك الخروج مع جاد أنا هنا وسأعتني بأمي. تومئ ليليان برأسها كعلامة للرفض وتقول: أنتي ستعتنين بأمي لكن من عساه يعتني بكي أنا مشتاقة لكي كثيرا ولا رغبة لي أن أبتعد عنكي أبدا تصمت قليلا وتقول: أحيانا يصيبني الإحباط لأنني فتاة ولست شاب. تصغي لها لورين بتمعن وإهتمام وتسألها: أوترغبين أن تكوني شابا؟؟ ترد ليليان بضحك: لو كنت شابا لسرقتك من سام وتزوجتك أنا فأنا لا أحب أم يشاركني أحد بكي أبدا. ترتعش أطراف لورين غير مصدقة لما سمعته أذنيها وتتسارع أنفاسها كأن حربا قد شنت بداخلها لتقول بعلثم: أتمزحين يا ليليان؟؟ تنظر لها ليليان بطرف عينها وتقول بعبوس متصنع قصد أن تضحك لورين: ألاوينفع أن أكون رجل تصمت قليلا وتقول بضحك لو كنت رجل لأوقعت العديد من الفتيات في حبي. تتحدث ليليان بتفاهات قصد إضحاك لورين لكنها تتفاجئ بلورين تسحبها نحوها وتحاوطها بكلتا يديها وتنهال على شفاهها بالقبل  تظل ليليان في هذه الأثناء في حالة جمود غير مستوعبة ما يحصل من حولها كأنها قد شلت أطرافها لتبتعد بعد لحظات لورين عنها  وتتحدث بصوت باكي: أنا آسفه يا ليليان لم أكن أرغب بأن يحدث هذا أرجوكي سامحيني، تنهي كلماتها وتخرج من البيت باكية لتترك خلفها ليليان في صدمة كبيرة غير مستوعبة لما حدث منذ قليل.
يمر باقي اليوم ولورين خارج البيت لتعود ليلا وتجد ليليان جالسة كالتمثال بدون حراك بملامح منكسرة وحزينة تقترب منها ببطئ وتنحني على ركبها وتمسك يدها وتقول بصوت حزين: ليليان صغيرتي أضربيني أصرخي عليا لكن لا تصمتي هكذا أنا لم أرغب في حدوث هذا أنا حقا آسفة. تقاطعها ليليان بصراخ بعد أن سحبت يدها من بين يدي لورين: توقفي عن هذا أصمتي لا رغبة لي بسماع صوتك ولا رؤية وجهك أبتعدي عني لا تريني وجهك مجددا. تنهار ليليان باكية تضم جسدها بكلتا يديها، في هذه الأثناء تتجمد ملامح لورين كأن روحها قد سحبت منها لتقول بصوت حزين: لا ترغبين في رؤيتي مجددا؟؟ لكي ذلك يا صغيرتي أعدك بذلك،لكن ثقي جيدا بغض النظر عما حدث اليوم أنا أحببتك أكثر من روحي ولم تكن لي نية في أيذائك أبدا.تنهي كلامها  ثم تنصرف نحو الغرفة لتجمع بعض ثيابها في الحقيبة وترحل.
ماذا لو كانت الحرب بداخلنا بين القلب والعقل جزء منا يرغب في التمسك بذلك الحب الغير مشروع وإشعال شرارة العشق والإستسلام لها وجزء آخر يرفض هذه العلاقة التي لا يتقبلها المجتمع ويرفضها رفضا باتا. أصبحت ليليان في حالة نفسية سيئة لا تخرج من البيت أبدا ولا ترد على اتصالات جاد كأنها قد إعتزلت كل العالم بعد أن رحلت لورين عنها فبالرغم من أنها كانت من طلب رحيلها إلا أن البعد  أذى روحها وقلبها هي. كل جزء منها يطالبها بشيء مختلف هي تدرك أنها تحب لورين حب جنوني لكن لم تتخيل يوما أن تكون طبيعة العلاقة بينهما هكذا، ربما قبلات لورين لها قد أذت عقلها وتفكيرها لكنها لن تستطع أن تنكر أنها كانت بلسما لقلبها فتلك القبلة المحرمة كانت أجمل شيء حصلت عليه ليليان طيلة حياتها فحتى قبلات جاد لها لم تكن بمثل تلك النكهة وذلك الذوق الجميل. تتحسس ليليان شفاهها بيدها وهي في حالة من الشرود لتصحوا  بعد ذلك على صوت جرس البيت تقوم بثقل وتفتح الباب لتجد جاد واقف بالخارج. ليليان بتنهيدة: نعم يا جاد مالذي أتى بك؟ جاد بسخرية: أتيت لأرى حماتي العزيزة لقد إشتقت لها. يكمل كلامه ويسحب ليليان لحضنه ويحاول تقبيلها  تبعد ليليان رأسها محاولة تفادي قبلات جاد لها كأنها ترغب في حماية شفاهها والحفاظ عليها لحبيبتها فقط. يبتعد جاد ويصرخ في ليليان بغضب: مابالك يا ليليان لقد تغيرتي كثيرا. تصرخ عليه ليليان بغضب: توقف بحق الجحيم أنا لست عاهرتك لتتصرف معي هكذا هل فهمت؟ الخاتم من يدها وترميه بوجه جاد  صارخة عليه: كل شيء بيننا قد انتهى لا أريد رؤيتك مجدداوتغلق الباب بوجهه.
يتوجه جاد رفقة سام  لمكتب لورين ويخبرها بما حدث ويطلب منها أن تتحدث معها فهي تسمع لها، تقوم لورين بتهدئة جاد وتطمئنه أن  ليليان تحبه وأن سوء تصرفها معه بسبب سوء صحة أمها وانها مضغوطة. ثم تخرج رفقتهم لتتوجه لبيت ليليان.

وتسللت إلى قلبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن