الجزء 12

568 33 0
                                    

يوم جديد يبدأ بإشراقة الشمس الذهبية التي تزين الأفق تصحو ليليان من نومها شاعرة بالأمان ما أن رأت لورين تنام جنبها فتنظر لها وتبتسم وتغوص في ملامحها الهادئة تمد يديها ببطئ شديد وتسحب خصلات الشعر التي إنسابت على وجه لورين ليبرز ذلك البدر الجميل الذي كان يختبئ خلف خصلات الشعر المبعثرة، تسرح ليليان في ملامح حبيبتها والتي لا تزال تعتبرها أختها رغم أنها أيقنت وتأكدت من ماهية شعورها إتجاه لورين فتبتسم أبتسامة خبيثة شريرة وتقترب منها محاولة كتم ضحكاتها وتقوم بعضها من خدها، لتصحو بعد ذلك لورين مفزوعة تصرخ شاعرة بالألم والهلع في وقت واحد، تحك لورين خدها وتنظر نحو ليليان نظرات غاضبة وتصرخ: تبا لقد أوقعتي قلبي ولن أرحمك الآن أيتها الصغيرة. تنهي لورين كلمتها وتقفز فوق ليليان وتبدأ بدغدغتها لتنفجر الأخرى ضحكا. في مكان آخر تجلس الفتيات في غرفة الجلوس يتبادلن أطراف الحديث ليسمعوا صوت ليليان وهي تضحك. ميار بضحك: يبدو أن عصافير الحب يلعبون ونحن هنا ننتظر نزولهم لنتناول الإفطار، ترد عليها ملاك: لنذهب ونرى مالذي يقومون بفعله؟ ترحب ميار بالفكرة أما سارة ونيفين يرفضون رغبة منهم ألا يزعجو ضيوفهم  ، ميار بحماس: ملاك دعكي منهم هؤلاء لا تليق بهم المهام الصعبة سأذهب أنا وأنتي ونكتشف مالذي يحدث  ، تبتسم ملاك وتذهب رفقة ميار لغرفة لورين وليليان  يقتربن من باب الغرفة ببطئ وتقوم ميار بفتحه بقوة صارخة: أرفعو أيديكم مالذي تفعلونه، تفزع ليليان وتقول: يا إلهي لقد أوقعو قلبي هاتان المجنونتان، تسحب وسادة وتركض بإتجاههم وتوجه لهم العديد من الضربات لتنظم لها لورين وسط ضحكات ملاك وميار واللتان تسحبان الوسائد أيضا وتبدأن في الحرب. يمر بعض الوقت وتنزل الفتيات لتناول الإفطار بعد حرب قوية بينهم، نيفين تضحك على ملاك والتي لازالت تقوم بحك رأسها بعدما تلقت ضربة من ليليان عليه، تنظر نحو نيفين متصنعة الحزن وتقول: حبيبتي أرأيتي مافعلت بي  ليليان لقد آلمتني في رأسي. تقترب نيفين منها وتضع قبلة دافئة على رأس ملاك وتهمس: ألا تزال تؤلمك حبيبتي؟ تبتسم ملاك وتقول بحب: لا لم تعد تؤلم أبدا، في هذه الأثناء تبتسم ميار بخبث وتقول متصنعة الألم: حبيبتي سارة شفاهي تؤلمني هل لي بقبلة أنا أيضا؟ تقترب سارة وتطبع قبلة سريعة على شفاه ميار وسط ضحك البنات على ميار والتي كاد أن يغمى عليها. تنهي الفتيات إفطارهم ويخرجون ليمضو كل اليوم خارج البيت يستمتعون بأوقاتهم رفقة لورين وليليان والتي تعودت عليهم وأصبحت تتصرف بجنون مثل ملاك وميار  فأطلقت عليهم نيفين إسم الثلاثي الخطير.
تمر الساعات تتلوها الساعات يتنهي اليوم بعد أن إنتشر الظلام في كل الأرجاء  تجلس الفتيات في غرفة الجلوس يتبادلن الأحاديث بينما ليليان تجلس في غرفتها تستلقي على السرير ناظرة لسقف الغرفة لتغرق في العديد من الأفكار والتساؤلات التي لم تجد لها تفسيرا منطقيا بعد في هذه الأثناء تدق ملاك الباب وتدخل بعدما أخذت إذن الدخول من ليليان فتجلس على حافة السرير وتسألها عن سبب عدم تواجدها معهم في الأسفل، ترد ليليان بشيء من الحزن وتقول أنها ترغب في أن ترتاح قليلا. تنظر لها ملاك وتبتسم قائلة: لا داعي لكل هذا التفكير أنتي تحبينها، تقفز ليليان واقفة بعد أن استفاقت من شرودها وتقول: لالا هي أختي فقط ثم تصمت قليلا وتكمل أنا حقا لم أعد أفهم شيئا كل ما أعرفه أني أغار عليها ولا أحب حياتي بدونها لكن كيف لي أن أحبها بتلك الطريقة؟ثم إنه من المحتمل ألا تحبني هي بعد أن رفضتها منذ مدة. تضع ملاك يدها على كتف ليليان مطمئنة إياها وتهمس: لو تعمقتي يا ليليان بنظرات لورين لكي لأدركتي أنها تعشقك بجنون.ليليان بحيرة: ماذا عن جاد خطيبي؟ ترد عليها ملاك: أصغي لقلبك وأسأليه من يريد ومن يحب وهو حتما سيختار حب حياته.
ترتاح ليليان نسبيا بعد كلامها مع ملاك وتضع يدها على قلبها وتهمس بإبتسامة: أحب لورين لأنها أختي، تصمت قليلا ثم تقول أحب لورين لأنها حبيبتي.
تنتهي الرحلة سريعا كأن الوقت يسابق نفسه في إستعجال تحزم كل من ليليان ولورين حقيبتها وتستعد للسفر والعودة لبيتهم، تذهب الفتيات في هذه الأثناء معهم ليقومو بتوصيلهم إلى المطار وتوديعهم  لتحلق الطائرة بعد ذلك متوجهة لنفس تلك المدينة التي خرجت منها لورين وليليان بحزن لكنهما تعودان الآن في بهجة وسرور  تستلقي لورين على السرير راغبة في أن تنال قسطا من الراحة وتستلقي جنبها ليليان والتي يكاد رأسها ينفجر من شدة الألم، تلحظ لورين ملامح ليليان والتي توحي بالتعب فتسألها: أأنتي بخير يا صغيرتي؟ ترد ليليان بعبوس: رأسي يكاد ينفجر من شدة الألم يالورين. تقوم لورين وتحضر الزيت وتبدأ بتدليك رأس ليليان والتي بدأ الصداع ينتقل من رأسها لقلبها فلمسات لورين تجعل تيار كهربائي يسري في عروقها فتضطرب أنفاسها وتقول بأرتباك: توقفي لقد ذهب الصداع، تبتسم لورين وتقول: جيد أنه ذهب بهذه السرعة، تنهي كلامها وتسحب ليليان لتستلقي جنبها وتقول: أغمضي عينيكي يا صغيرتي وحاولي أن تنامي قليلا لترتاحي، تبتسم ليليان وتفعل ذلك لتستسلم للنوم بين أحضان حبيبتها لورين.
تمر الأيام بسرعة تعود خلالها ليليان لمواعدة جاد لكن هذه المرة تفعل ذلك دون رغبة منها فهي لم تعد تشعر بنفس تلك المشاعر التي كانت تحسها من قبل إتجاهه  فتقرر أخيرا أن تصارحه بذلك بعد تشجيع من ملاك والتي لا تزال على تواصل معها عبر وسائل الإتصال. تخرج ليليان لمقابلة جاد لآخر مرة وتخبره أنها لم تعد تكن له أية مشاعر وتعتذر منه. يصرخ جاد ويضرب بقبضته فوق الطاولة ويقول: عليكي اللعنة عليكي اللعنة أيتها الحقيرة أعدك أن الأمر لن يمر بسلام يا ليليان لقد حددت موعد الخطبة ولا مجال للتراجع أتفهمين  . تخور قوة جاد ويسقط أرضا باكيا ويقول: لا يمكنكي أن تفعلي هذا بي يا ليليان أنا أحبك  أرجوكي قولي أنكي تمزحين؟ تنزل ليليان أرضا وتضم رأس جاد بين يديها شاعرة بتأنيب الضمير وتبكي بحرقة على سوء حظها فهي الآن بين نارين إحداهما حبيبتها لورين والأخرى جاد الذي أحبها بكل صدق وإخلاص. فهل تراها ليليان ستضحي بحبيبتها من أجل جاد أم أنها ستتمسك بحب حياتها؟

وتسللت إلى قلبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن