الجزء 13

587 30 0
                                    

تعود للبيت بخطوات مبعثرة بطيئة وعلامات الحزن قد تجلت على ملامحها  تمر على لورين والتي تجلس في غرفة الجلوس تشاهد التلفاز  دون أن تكلمها أو تلقي التحية عليها تذهب لغرفتها وترتمي على السرير مستسلمة لدموعها تبكي بحرقة فهي الآن أصبحت مجبورة على أن تضحي بأجمل حب دخل حياتها فقط كي لا تؤذي جاد ذلك الشاب الذي كان يترجاها ألا تبتعد عنه. في هذه الأثناء تدخل لورين والتي قد إنتبهت من ملامح ليليان العابسة والحزينة فتقترب منها وتجلس بجوارها وتسألها: أأنتي بخير يا صغيرتي؟ لما كل هذه الدموع مالذي حدث؟ ترفع ليليان رأسها وتنظر نحو لورين وتقول: لقد تم تحديد ميعاد خطبتي من جاد بعد أسبوع، تنصعق لورين من هذا الخبر كأن  الزمن قد توقف بها عند تلك الكلمة، تنظر بعيون متسعة وشفاه مفتوحة غير مصدقة نحو ليليان ثم تحاول أن تتماسك وألا تبدي أي ردة فعل فتتصنع الإبتسامة وتقول: مبارك يا صغيرتي أخيرا سأراكي عروس عن قريب هذا خبر مفرح، تنظر لها ليليان بعدم تصديق فهي تدرك أن لورين تتألم في هذا الوقت لكن ما باليد حيلة فهي عاجزة كل العجز على التصرف.
تخرج ليليان صاعقة الباب خلفها لتمضي بقية اليوم في الحانة ذلك المكان الذي غادرته منذ أن دخلت ليليان حياتها لكن على ما يبدو ستعود له من جديد فهو المكان الوحيد الذي ينسيها بشاعة الحياة، تعود لورين للبيت بعد أن حل الظلام بخطوات مبعثرة  جراء الثمول تفتح الباب وتدخل لتجد ليليان جالسة في انتظارها على أحر من الجمر  فتركض نحوها وتسندها بعد أن كادت لورين أن تقع فتصرخ عليها: تبا هل عدتي من جديد لشرب يا لورين  تبا تبا فكل هذا بسببي أنا. ترتمي لورين بجسدها فوق السرير وتتكلم بضحك كأنها غابت عن الوعي: صغيرتي لقد ذهبت لأحتفل قيل الجميع بخطبتك. ستكونين أجمل فتاة أراها في حياتي وسأسلمك بيدي لعريسك جاد ثم تذهبين معه لأظل أنا وحيدة كما كنت. تنزل الدموع من عيني ليليان وتنهار باكية فهي أيضا تعيش نفس الشعور وبنفس شدة الوجع فتقوم بإحتضان رأس لورين بين كفتيها وتطبع قبلة على جبينها وتهمس: أنا حقا آسفة يا حبيبتي، أنا أخت وحبيبة سيئة. تقاطعها لورين واضعة إصبعها على شفاه ليليان وتقول: اشششش لا تنطقي إسم حبيبتي مجددا فهو يؤلمني، تمسك ليليان يد لورين وتطبع قبلات عليها وتضمها لصدرها قائلة: لقد أحببتك بكل قوتي لكن القدر يرغب في إبعادك عني يا حبيبتي لورين أرجوكي سامحيني. تسحبها لورين لتسقط فوقها فتصمت كلتا الفتاتين وتتعالى أنفاسهما معلنة تمردها، تتبادلان النظرات التي تبوح بكل المشاعر وتمد لورين يدها وتضم ليليان وتتحسس على ظهرها فيرتعش جسد ليليان وتغمض عينيها وتسقط على شفاه لورين وتبدأ بتقبيلها بقوة كأنها ترغب في أن تطفئ تلك النار التي إجتاحت كيانها، لتبادلها لورين نفس القبلات وتكتم تأوهاتها تحت شفاهها التي في كل قبلة تطلب المزيد. تستسلم الفتاتان للنوم بعد معركة طويلة من القبلات والأحضان لينتهي باقي الليل وكل منهما تضم الأخرى بكل ما أوتيت من القوة كأن كل واحدة تخشى أن تفقد هذا الحضن أثناء نومها.
أحببتك كأن الحب لم يخلق لسواكي وأدمنتك كأنه لا إدمان بعد هواكي  كيف عساها تمر الأيام بدونك حبيبتي ستكون أحر من الجمر وأشد بردا من الشتاء، سأعيش من بعدك و لكن بقلب ميت وعيون اعتادت البكاء.
تستفيق ليليان من نومها لتجد حبيبتها تنام بجانبها مثل الملاك تنظر لها بإبتسامة وتقبل جبينها قبلة عميقة ثم تقوم وتغير ثيابها، في هذه الأثناء يرن هاتفها معلنا وصول رسالة فتقرأها ليليان «صباح الخير لأجمل حبيبة.. لدي شيء مهم أود مناقشته معكي يا عزيزتي أنا في إنتظارك في نفس المكان الذي إعتدنا الذهاب إليه سويا لا تتأخري. حبيبك جاد» ترمي ليليان الهاتف جانبا شاعرة بالغضب لأنها لا رغبة لها بمقابلة جاد  لكنها تذهب مجبرة غير مخيرة.
في مكان آخر يجلس جاد على في إنتظار قدوم ليليان بفارغ الصبر ليراها قادمة من بعيد فيبتسم ويلوح بيده لها حتى تراه وتأتي له،  فيقوم بضمها وتبادله الحضن وتنهيه بسرعة وتجلس. ليليان بعبوس: ماهو الأمر المهم الذي لا يحتمل التأجيل يا جاد؟ ألم تستطع أن تصبر للغد؟ يرد عليها جاد بفرح: غدا ميعاد الخطبة يا حبيبتي كما تعلمين  وأنا أحضرتك إلى هنا بخصوص هذا الموضوع. تصغي ليليان لكلام جاد بتمعن وتفتح عينيها مندهشة وتقول: لالا يمكن أن يحدث هذا يا جاد  مستحيل. يقاطعها جاد بتوسل: أرجوكي حبيبتي إفعلي هذا لأجلي أرجوكي. توافق ليليان على طلب جاد بعد العديد من المحاولات منه ثم تستعد للرحيل و تودعه بإبتسامة وتعود للبيت  لتجد لورين جالسة على طاولة الإفطار تشرب قهوتها الصباحية. ليليان بإبتسامة: صباح الخير أيتها الكسولة. ترد عليها لورين بصوت ناعس: صباح الورد أيتها الصغيرة،  ليليان بحماس: هيا غيري ملابسك ستذهبين معي لكي نختار فستان الزفاف أريد أن يكون على ذوقك أنتي. تنظر لها لورين بتعجب: فستان زفاف أوليست  حفلة خطوبة فقط؟؟ ترد ليليان عليها بتأفف: جاد يرغب في أن تقام حفلة زفاف لذلك هيا لنخرج وأنتي ستساعديني في إختيار الفستان. تبتسم لورين شاعرة بالحزن والأسى لكنها تحاول إخفاء ذلك وتقول: حسنا يا صغيرتي أمهليني القليل من الوقت لأغير ثيابي وآتيكي، تبتسم ليليان شاعرة بالسعادة وتتصل على جاد وتقول: ألو جاد كل شيء يسير حسب الخطة، يرد عليها جاد مبتسما بالتوفيق صديقتي العزيزة. تبتسم ليليان وتقول: أنا حقا مدينة لك بحياتي يا جاد لن أسى تضحيتك من أجلي شكرا لك يا أعز صديق، يقاطعها جاد ضاحكا: ستشكريني لاحقا الآن ركزي على لورين ولا تدعيها تتفطن لخطتنا.
تنهي ليليان الإتصال وتتصل على ملاك والفتيات وتقوم بدعوتهم لحفلة زفافها وتشرح لهم الخطة التي وضعها جاد لمفاجأة لورين فيتحمسن الفتيات  ويحزمن حقائبهن للسفر من أجل الحضور لحفل الزفاف الذي سيقام. تخرج لورين بعد قليل وتذهب مع ليليان ليختارو فستان الزفاف، تختار لورين فستانا جميلا وتطلب من ليليان أن تجربه، لكن ليليان ترفض قائلة: لا يجب أن أرتديه قبل الميعاد ولا أريد أن يراني أحد به قبل حفلة الزفاف. تبتسم لورين وتقول: حسنا أيتها الصغيرة لكي ذلك  ، تستعد لورين للمغادرة لكن ليليان تستوقفها وتقول: أنظري ألى ذلك الفستان يا لورين سيكون فائق  الجمال عندما ترتدينه، تنظر لها لورين وتنفجر ضحكا: هذا الفستان مخصص للعروس يا صغيرتي وليس لأخت العروس. تبتسم ليليان وتقول: حسنا حسنا أيتها الكبيرة إنتظريني في السيارة سأحضر هاتفي فقد نسيته في الداخل وآتيكي، ترد عليها لورين: حسنا لا تتأخري يا صغيرتي. تعود ليليان للمحل وتقوم بدفع ثمن ذلك الفستان وتتصل على جاد لكي يأتي ويأخذه من أجل أن ترتديه لورين عند حفلة الزفاف وتخرج لتستقل السيارة وتعود للبيت رفقة لورين.

وتسللت إلى قلبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن