الجزء 02

869 47 1
                                    

تفتح عينيها ببطئ شديد ضاغطة على دماغها وعلامات التعب تكسو ملامحها لتجد فتاة ثلاثينية واقفة عند الشرفة حاملة كأس من المشروب بيدها وتنظر لها بطرف عينها، ليليان بصوت تاعب: أين أنا؟ ترد عليها لورين ببرود:وجدتك ليلة البارحة مغمى عليكي في الشارع فأحضرتك لمنزلي، تصمت قليلا وتكمل بنفس البرود: يبدو أنك أصبحت بخير ويمكنك المغادرة، تخرج لورين من الغرفة وتذهب للمطبخ لتسكب كأس نبيذ جديد بعد أن أتمت شرب الأول  تاركة خلفها ليليان  والتي  تجاهد دموعها كي لا تبكي فهي رغم كل الذي تعرضت له إلا أنها تأبى أن تضع نفسها محل شفقة في عيون البشر، تحمل ليليان حقيبتها وتخرج من الغرفة لتجد لورين جالسة تشاهد التلفاز وكأس المشروب لا يفارقها  ليليان بإبتسامة: شكرا لكي يا آنسة على مساعدتي، تقاطعها لورين دون أن تنظر لها: أغلقي الباب خلفكي بعد أن تغادري وكفي عن الثرثرة. تحمر وجنتا ليليان وتتصاعد الدماء لرأسها لترد على لورين بغضب: لا أسمح لكي أن تنعتيني بالثرثارة أيتها المدمنة. ترمي لورين الكأس من يدها ليتحطم وتصرخ: أغربي عن وجهي أيتها العاهرة اللعينة ، ليليان بعد أن أحست بالإنتصار فهي تأبى أن تخدش كرامتها تحت أي ظرف: ذاهبة لا تصرخي لا يشرفني أن أظل في مثل هذا المكان شيء آخر لا تقدمي المساعدة لشخص بعد الآن أيتها المدمنة  وتخرج تاركة خلفها لورين تسب وتشتم.
تجر حقيبتها ودموعها لا تفارقها فبالرغم من أنها تمثل دور الفتاة القوية إلا أنها هشة من الداخل ومكسورة، تجلس  قليلا لتأخذ قسطا من الراحة بعد أن أتعبها السير، تتفحص هاتفها لتبرز صورة والدتها تلمسها ليليان بأناملها المرتعشة وتهمس بصوت باكي: إشتقت لكي يا أمي  أتمنى أن تكوني بخير.
في مكان آخر  يحاول سام تحسين مزاج لورين والتي لا تزال في قمة الغضب إلا أن كل محاولاته كللت بالفشل فلورين فتاة عصبية طباعها حادة، يقترب سام من لورين محاولا تقبيلها هامسا: إهدئي يا حبيبتي.  تدفعه لورين بعيدا عنها: بالله عليك يا سام ليس وقت القبل. يحاوطها سام بكلتا يديه ويقول: يبدو أن فتاتي في قمة غضبها لذا سنخرج الليلة لنسهر معا. يصمت قليلا ويكمل: رجاءً يا لورين لقد تركت عملي لأكون معكي إنسي تلك الحقيرة ودعينا نمضي اليوم سويا فقد اشتقت لكي. 
تبتسم لورين أو بالأحرى تتصنع الإبتسامة وتخرج مع سام ليتناولا الغداء معا ويمضيان بقية اليوم في الحانة.
حل الليل منزلا ستائره السوداء لتعصف رياح باردة معلنة أن الليلة ستكون عاصفة،يرن هاتف سام معلنا وصول رسالة  يقرأها ويعتذر من لورين: حبيبتي يجب أن أعود للبيت يبدو أن والدي يريدني في موضوع مهم. ترد عليه لورين دون أن تنظر له: سااام أغرب عن وجهي. يرحل سام دون أن يقول شيء وتظل لورين تشرب  حتى تسكر  ثم تخرج من الحانة بخطوات متعرجة غير متوازنة. 
في جهة أخرى تمشي ليليان غير مدركة أين تأخذها أقدامها وعلامات الخوف والحزن بادية عليها لتتوقف فجأة عندما لمحت لورين تخرج من الحانة وشاب متعاطي ثمل يحاول مذايقتها  والتهجم عليها. تركض ليليان لتدفع الشاب وتسقطه أرضا وتقوم بسند لورين والتي لا تقوى على الوقوف صارخة عليها: تبا لكي ألا تتوقفين عن الشرب أبدا؟؟ لورين بصوت ضاحك كأنها غائبة عن الوعي:   خذيني لبيتي أيتها الفتاة. تأخذ ليليان لورين لبيتها والذي لا يبعد كثيرا عن الحانة وفي الطريق لا تكف لورين عن التكلم وهي في حالة من الثمول والسكر   لتصل أخيرا للبيت. ليليان بحده: ها قد أوصلتك  لبيتك تصمت قليلا لتكمل: من عساه يوصلني لبيتي الذي هو غير موجود.  ترد عليها لورين والتي يبدو أنها تستسلم للنوم: خذي المفتاح من حقيبتي وإفتحي الباب  وخذيني لغرفتي.  تنظر لها ليليان بحدة وتصرخ: تبا أنا لست خادمة عندك. ثم تقوم بأخذ المفتاح وتفتح الباب وتدخل  ساندة لورين على كتفها.
تضع ليليان لورين في سريرها وتدير ضهرها لتخرج فيوقها صوت لورين الشبه نائم والتي تمسكها من يدها هامسة:  لا تتركيني  ظلي الليلة هنا. تسحب ليليان يدها قائلة: حسنا ليس ليدي خيار آخر أصلا. فتستسلم لورين للنوم شاعرة بالأمان.
حل صباح جديد  بدد الظلام تخترق  خيوط الشمس الذهبية  الغرفة تستيقط ليليان والتي قد أمضت ليلتها في بيت لورين تنظر لتلك الفتاة التي تنام بجانبها بهدوء مثل الأطفال  تبتسم إبتسامة خافتة وتهمس: كيف لمثل هذه الملامح الجميلة أن تكون لتلك الفتاة الشرسة. لحظات وتستيقظ لورين ضاغطة على دماغها شاعرة بالثقل تفتح عينيها ببطئ شديد لتجد فتاة جالسة بقربها فتقول: اووووف تبا هذه أنتي مجددا، تستوقفها ليليان: لقد وجدتك البارحة قرب الحانة فأحضرتك إلى هنا وأنتي من طلب بقائي . تقاطعها لورين ساخرة: وما الذي أخذك أنتي للحانة أيتها المستقيمة؟ تنظر لها ليليان بطرف عينها لتنفجر لورين ضاحكة، ليليان بملامح يكسوهاالغضب:كفي عن الضحك أيتها المدمنة، تضربها لورين بالوسادة صارخة: إياكي ونعتي بالمدمنة مجددا هل تفهمين؟؟ تكتفي ليليان بإبتسامة باهتة وتقول: حسنا حسنا لا تصرخي أيتها ال وتصمت لتنفجر لورين صارخة: تبا لكي أيتها الصغيرة لم يتجرأ أحد على نعتي بهذا الإسم غيرك، ترد عليها ليليان: لم أقصد الإساءة  أعتذر، والآن يتوجب عليا الرحيل. تقف ليليان مغادرة الغرفة ليوقفها صوت لورين: أيتها الصغيرة، تستدير ليليان لتنظر بإتجاه لورين والتي تكمل: أين ستذهبين؟؟ ترد عليها ليليان: لا أعلم، ترد عليها لورين بإستغراب:  منظرك يوحي أنكي هربت من بيتك أو ما شابه ، تحاول ليليان التكلم لتوقفها لورين قائلة: أنا أعيش وحدي يمكنك البقاء قدر ما تشائين، وقبل أن تتفوه ليليان بحرف واحد تسحبها لورين من يدها وتأخذها لغرفة مجاورة لغرفتها وتقول: إعتبري هذه غرفتك منذ الآن تصمت قليلا ثم تكمل: إرتاحي الآن  وفي المساء ستخبريني عن مشكلتك ربما أستطيع حلها. ثم تخرج لتنهار ليليان باكية والتي لم تعتد أن تكون محل شفقة لكنها مجبورة هذه المرة على ذلك.

وتسللت إلى قلبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن